مجزرة حلبا… لعدالة كاملة غير منقوصة

رنا صادق

يوم العاشر من أيار 2008 لم يكن كسواه من الأيام، فهو مرّ على القوميين الاجتماعيين موحشاً مريراً، وما زالت ذكراه تنغّص أيامنا، ولن يهدأ لنا بال إلى أنّ تتحقق العدالة بالاقتصاص من القتلة والمجرمين.

لا طائل من استنزاف الوقت والأيام، فدم الشهداء حار، وقضية الشهداء لا تموت، ولا يراهننّ أحد على تسويات غير مدرجة في قاموسنا، فنحن لم نكن يوماً ممّن يتنكر للدماء الزكيّة ولتضحيات شهدائنا.

قضية شهداء مجزرة حلبا ستظل حاضرة دائماً، ولا بد للعدالة أن تتحقق، عدالة كاملة غير منقوصة ومن دون استنسابية.

لشهداء المجزرة الرفقاء فادي الشيخ، مخايل سليمان، أحمد نعوس، أحمد خالد، محمد حموضة، خالد الأحمد، محمود الترك، ظافر أبو جاج، محمد غانم، محمود درويش وخالد إبراهيم، عهد الوفاء ووعد الاقتصاص.

قضيتكم أيها الشهداء، لا تعني القوميين الاجتماعيين وحدَهم، بل هي قضية تعني وطناً وأمة، وتعني كل إنسان فقد عزيزاً وحبيباً جرّاء الإرهاب وجرائمه..

هذا الإرهاب الذي عاث قتلاً في بلادنا، بدأ من حلبا، ومرتكبو المجزرة هم مؤسسو «داعش» و«النصرة» وأخواتهما، لذلك فإن تطبيق العدالة بحق مرتكبي المجزرة، هو حكم العدالة بحق الإرهاب برمّته.

لهذا نطالب القضاء بأن يحكم بالعدل، وسيظلّ هذا المطلب مدوّياً، من أجل أن نصل الى بر الأمان، ولكي نطمئن الى المستقبل وإلى بلد خالٍ من الجريمة والإرهاب.

عائلات الشهداء تنتظر.. ونحن معهم، لكن مَن قال إن الانتظار قد يطول. نحن أهل الشدائد والتاريخ يشهد على عزمنا.

واستذكروا دائماً قول الزعيم أنطون سعاده: «إنّ أشدّ حروبنا هي الحرب الداخلية. وهي آلمها وأمرّها، لأنّها بيننا وبين فئات من أمّتنا نعمل على رفعها وتعمل على خفضنا، نريد لها العزّ وتريد لنا الذلّ، نتوجّه إليها بالاحترام وتتوجّه إلينا بالاحتقار، نأتيها بالجدّ وتأتينا بالاستهزاء».

وبذلك نحصد ثمرة زرع الزعيم التي حصدها بالشهداء وبركة دمائهم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى