بن زايد في روسيا… نفط وتجارة وسلاح
ذكرت صحيفة «كوميرسانت» الروسية، أن محادثات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي ونائب القائد العام للقوات المسلحة الإماراتية، التي جرت في مقر الرئيس الروسي في مدينة سوتشي، تركزت أساساً على مناقشة تصدير الأسلحة إلى دولة الإمارات، ومشكلة الضغوط الأميركية على منظمة البلدان المصدّرة للنفط «أوبك».
ولم تذكر الصحيفة في تقريرها مزيداً من التفاصيل عن الأمور التي ركّزت عليها المباحثات.
ونشرت وكالة الأناضول الخميس الماضي، تقريراً صادراً عن «معهد أوكسفورد لدراسات الطاقة» في بريطانيا، متوقعاً أن تسجل روسيا عجزاً في الموازنة بقيمة 45.4 مليار دولار و56.8 مليار دولار عجز لدى السعودية و16.4 مليار في نيجيريا حال وصول أسعار النفط إلى 83 دولار لبرميل النفط .
وأضافت صحيفة «كوميرسانت» الروسية المعنية بشؤون الاقتصاد، أن المحادثات بين بوتين وبن زايد تناولت بشكل أساسي أسعار النفط، لأنّ الإمارات عضو في الأوبك كما أنها مع دول قليلة تقاوم الضغوط الأميركية على أوبك لزيادة الإنتاج وبالتالي انخفاض سعره في السوق العالمية.
ووصل العجز في موزانة روسيا إلى 310 مليارات روبل 9.2 مليار دولار ، خلال السنة الماضية، الذي وصل متوسط سعر خام برنت خلاله إلى 108.7 دولار للبرميل، وهو ما يمثل 0.5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي.
وتراجعت أسعار النفط بواقع 25 في المئة منذ حزيران الماضي، ونحو أكثر من 5 في المئة على مدى الأسبوعين الماضيين بسبب مخاوف بشأن الطلب، وزيادة العرض، وإعلان السعودية أنها تخطط للدفاع عن حصتها في سوق النفط العالمي، وفقا لتقرير لوكالة «موديز» نشرته وكالة الأناضول.
وقدّرت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية مؤخّراً أنّ «أوبك» ستفقد 200 مليار دولار أي 20 في المئة من إيراداتها البالغة مؤخراً تريليون دولار في السنة، إذا تراجعت أسعار النفط الخام إلى 80 دولاراً للبرميل.
وقالت الصحيفة في تحليل، إن انخفاض أسعار النفط إلى 80 دولاراً للبرميل، سيؤثر في قدرة الدول أعضاء «أوبك» على كسب ما يكفي لتغطية الموزانات الكبيرة بعد أحداث «الربيع العربي»، وقدرتها على خدمة ديونها من دون التخلف عن السداد.
يذكر أن «أوبك» تنتج نحو ثلث الاحتياج العالمي من النفط، وتأسست في أيلول عام 1960 في بغداد، باتفاقية وقعها العراق وإيران والكويت والسعودية وفنزويلا، ثم انضمت باقي الدول الأعضاء تباعاً. وتضم «أوبك» حالياً العراق، وإيران، والسعودية، والإمارات، وأنغولا، والكويت، وقطر، وفنزويلا، والإكوادور، وليبيا، والجزائر، ونيجريا.
وزار ولي عهد أبو ظبي روسيا في عامَيْ 2012 و2013، وتركزت مباحثاته مع الرئيس بوتين خلال الزيارة الأخيرة على التعاون الاستثماري بين البلدين، ووقّع الجانبان آنذاك اتفاقية بشأن الاستثمارات بقيمة 5 مليارات دولار.
ونقلت صحيفة «روسيسكايا غازيتا» الحكومية عن بوتين قوله إن العلاقات تتطور بنجاح بين روسيا والإمارات، مشيراً إلى أنه في السنوات، زاد حجم التبادل التجاري بينهما، بحلول نهاية عام 2013، بلغ حجم التجارة بين البلدين رقماً قياسياً 2.5 مليار دولار، زيادة بنسبة 60 في المئة مقارنة بعام 2012.
وأشار بوتين إلى أن التبادل التجاري بين البلدين خلال النصف الأول من السنة الحالية انخفض بنسبة 11.5 في المئة إلى 1.3 مليار دولار.
وفي حزيران 2013 خلال منتدى سان بطرسبرغ الاقتصادي الدولي، أعلن صندوق الاستثمار المباشر الروسي والصندوق السيادي الإماراتي مبادلة تأسيس صندوق استثماري مشترك برأسمال 2 مليار دولار.
ومنذ ذلك الوقت، وقع الصندوقان، 7 صفقات في مجالات عدّة من بينها التعدين والاتصالات والخدمات المالية، والخدمات اللوجستية والزراعة وصيد الأسماك وتجهيزها.
وتعمل 40 شركة روسية في الإمارات وأكثر من 350 من المشاريع المشتركة، بما في ذلك في مجال الإنتاج الصناعي والتجارة والضيافة والسياحة والنقل والعقارات. وقالت الصحيفة إن لدى روسيا والإمارات مواقف مماثلة بشأن مسألة أمن الطاقة.
وفي ما يتعلق بالسياحة، أشارت الصحيفة إلى أن أعداد السياح الروس إلى الإمارات آخذ في الازدياد، وهناك ما لا يقل عن 80 رحلة أسبوعياً.
وعام 2013، زار 803 ألاف سائح روسي الإمارات، خصوصاً أبو ظبي لأنها تعتبَر مقصداً شهيراً للسياح.