عراقجي: سنحتفظ بجميع الإمكانيات النووية الإيرانية
بحث وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري، في اتصال هاتفي بينهما أمس، ما توصلت اليه المفاوضات النووية بين إيران والدول الكبرى في مجموعة 5+1.
وأطلع الوزير الأميركي نظيره الروسي على اجتماعه الأخير مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف.
وأوضحت الخارجية الأميركية في بيان صدر عنها بعد الاتصال: «لقد اتفقا على استمرار الاتصال في ما بينهما بشأن هذا الموضوع في الأسابيع الأخيرة».
وكان رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية في مجمع تشخيص مصلحة النظام علي أكبر ولايتي أكد أن المفاوضين النوويين الإيرانيين لن يتراجعوا عن مواقفهم، معرباً عن ثقته في أن إيران ستكون الرابح في المفاوضات النووية، حتى إن استغرقت المفاوضات مع السداسية الدولية فترة طويلة.
وأشار ولايتي الى أن إيران من دعاة المفاوضات وتتابع هذا الموضوع وأن المفاوضات لن تتوقف أبداً من جانبها. وقال: «إن المفاوضات تتابع في إطار المبادئ التي تم تحديدها من قبل قائد الثورة الإسلامية والمتمثلة في الدفاع عن حقوق الشعب الإيراني الذي يتطلع الى الاستفادة من الطاقة النووية في إطار القوانين والرقابة الدولية. هذا في حين أن بعض الدول الأعضاء في مجموعة 5+1 تريد حرمان إيران من حقها الطبيعي خلافاً للقوانين والمقررات الدولية، إلا أن إيران تصمد أمام هذه القضية».
من جهته، أكد مساعد وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي أن بلاده لن تقبل باستمرار حتى إجراء واحد للحظر بعد الاتفاق النووي الشامل، مشدداً على ألا تراجع في العمل ولا وقف لأي من المنشآت وسيتم الاحتفاظ بجميع الإمكانيات النووية في البلاد.
وقال عراقجي رداً على التصريحات الأخيرة لمساعدة وزير الخارجية ومندوبة أميركا في مجموعة «5+1»، وندي شيرمان، إن المفاوضات بين إيران ومجموعة «5+1» تمضي الى الأمام في طريق صعب ومليء بالمنعطفات وليست هناك آفاق مشرقة لإنهائها في الموعد المقرر.
وأضاف: «لا شك أن السعي للتفاوض عبر وسائل الإعلام بدلاً من طاولة المفاوضات وطرح مطالب سياسية علنياً، خصوصاً إذا كانت غير منطقية، لن يساعد في التقدم والوصول الى الاتفاق النهائي قبل الموعد المقرر، بل سيزيد من صعوبة الطريق الصعب الراهن أساساً ويجعل سلوكه غير ممكن».
وقال مساعد الخارجية «إن جمهورية إيران الإسلامية وبناء على سياستها المبدئية المبنية على رفض جميع أسلحة الدمار الشامل ومنها الأسلحة النووية وفقاً لفتوى قائد الثورة الإسلامية، قد دخلت المفاوضات النووية بحسن نية وستواصلها حتى الوصول الى النتيجة النهائية».
وتابع قائلاً: «نحن أيضاً نعتقد أن الفرصة الراهنة فرصة سانحة قد لا تتوفر لكلا الجانبين، ونحن واثقون أن الجانب الآخر إن كان صادقاً وملتزماً بخصوص هدفه الرامي الى التأكد من سلمية برنامج إيران النووي، فإن تحقيق هذا الهدف لن يكون صعباً».
وأضاف: «لقد قدمت إيران حتى الآن العديد من الطروحات والمقترحات التي تضمن سلمية برنامجها النووي وإزالة الشكوك بشأنه، وسنعلن عن تفاصيل هذه المقترحات للرأي العام في الوقت المناسب، وحينذاك سيكون في إمكان الجميع إصدار الحكم بشأن المقصر والمسؤول عن فشل المفاوضات إذا جرى إهدار هذه الفرصة، كما أن العديد من الساسة الغربيين أعربوا عن أسفهم حيال إهدار فرص مماثلة سابقاً بسبب أطماع الإدارة الأميركية».
وشدد كبير المفاوضين الإيرانيين على أن موقف بلاده في المفاوضات واضح وشفاف ومبني على عدم التراجع عن حقوقها النووية ولكنها في الوقت نفسه مستعدة لإضفاء الشفافية وبناء الثقة، وهذا يعني ألا تراجع في العمل ولا وقف لأي من المنشآت وسيتم الاحتفاظ بجميع الإمكانيات النووية في البلاد والاستمرار في عملية التخصيب الصناعي وفقاً لاحتياجاتها ولن تقبل باستمرار حتى إجراء واحد للحظر في إطار الاتفاق النووي الشامل.
وكانت مساعدة وزير الخارجية الأميركي وندي شيرمان قد قالت ان الولايات المتحده تأمل في أن تتبنى إيران الخيار الصحيح بشأن برنامجها النووي، وأن توافق على اتخاذ الخطوات اللازمه للتأكيد للعالم أن برنامجها النووي سلمي.
وأضافت المسؤولة الأميركية في كلمة ألقتها فس مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن أن ذلك سيضع نهاية للعزلة الاقتصادية والدبلوماسية التي تعاني منها إيران، محذرة في الوقت نفسه من أنه اذا لم يتحقق ذلك فستقع المسؤولية على إيران.