ستيفانو بونيلاوري: نريد مقاربة القضايا الوطنية في إيطاليا من منظور جديد قائم على ركائز وحدة المجتمع والهوية القومية الجامعة
جودي يعقوب
في خطوة تحمل في طياتها الكثير من الدلالات وتعكس أهمية وتأثير كتاب أنطون سعاده «نشوء الأمم»، تمّت ترجمة الكتاب من قبل حزب «الدولة والقوة» في إيطاليا الى اللغة الإيطالية، لما ينطوي عليه الكتاب من تحديد علمي وواقعي لمفهوم الأمة الواحدة، ومواجهة لإستعمار والاحتلال.
وفي هذا السياق كان لقاء مع رئيس حزب «الدولة والقوة» في إيطاليا ستيفانو بونيلاوري الذي تحدّث عن الإنطباع الإيجابي الذي تمّ تكوينه عن دور الحزب السوري القومي الاجتماعي ومؤسّسه، من خلال التعرّف على فكر الحزب القومي، إلى جانب دوره السياسي والنضالي في مواجهة الاحتلال.
يشير بونيلاوري إلى أنهم «يرون في مبادى وأفكار الحزب السوري القومي الاجتماعي نموذجاً اجتماعياً وفلسفياً يشكل الحلّ الوحيد للخلاص في إيطاليا، أما عن الأسباب التي دفعتهم إلى ترجمة كتاب نشوء الأمم إلى الإيطالية، فذلك مرتبط بحسب بونيلاوري بطبيعة الكتاب كمرجع علميّ بحت أسندت حقائقه إلى مصادرها الموثوقة.
ويؤكد بونيلاوري أنّ حزب «الدولة والقوة» والذي تطوّر لاحقاً إلى حركة «الإشتراكية الوطنية» هو إطار جامع لأفراد ومجموعات في إيطاليا، شعرت بالحاجة الماسّة إلى معالجة العديد من المشاكل التي تواجه البلد، من أجل جلب مبادرة سياسية وثقافية مستوحاة من القيم الاشتراكية، معزّزة وتتمتع بالحسّ الوطني، خصوصاً أنّ الأحزاب والحركات الإشتراكية في إيطاليا خضعت منذ العام 1960 للتأثير الضارّ للفلسفات الليبرالية والفوضوية ومدارس الفكر التي شوّهت الإيديولوجيات، والممارسات والأهداف التي أخذتهم بعيداً عن الطريق إلى الانقراض.
ففي عام 2000 لم يعد هناك أحزاب أو مجموعات سياسية لها جذور قومية ممثلة في البرلمان الإيطالي. وقال: «من هنا جاءت أهمية ترجمة كتاب «نشوء الأمم» والذي تمّ نشره باللغة الإيطالية، وهو ذات رمزية كبيرة بالنسبة لحزب «الدولة والقوة»، لأنّ هذا العمل الضخم لمفكر ذي مكانة عالية، يقدّم ملخصاً مهمّاً ومثيراً عن مفهوم التفاعل في البيئة الاجتماعية الواحدة، بناء على أسس قومية ووطنية بعيداً عن العرق أو المذهب أو اللون».
أضاف: «لم يكن هدف القائمين على ترجمة كتاب نشوء الأمم أن يقدّموا أعمال أنطون سعاده كفكرة للتطبيق في إيطاليا، بل كنموذج لتجربة سياسية فريدة، يمكن أن تشكل مرجعاً سياسياً واجتماعياً، في مقاربة المسائل والقضايا الوطنية في إيطاليا، من منظور جديد قائم على ركائز وحدة المجتمع والهوية القومية الجامعة، خصوصاً أنّ هدف حزب «الدولة والقوة» هو استعادة السيادة لإيطاليا التي تخضع الآن لمنظمة حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، إضافة الى تحسين الظروف الاجتماعية للشعب الإيطالي».
من جهة ثانية يشير رئيس حزب «الدولة والقوة» الى أنّ هناك نوعاً من الديمقراطية الزائفة والسطحية في المجتمعات الغربية، التي تدّعي تأييد الديمقراطية، لافتاً الى انّ «الديمقراطية الغربية» موجودة فقط كتذييل للقوة الاقتصادية.
ويختم بونيلاوري بالقول: «لقد تعرّفنا على الأسس النظرية – الأيديولوجية للحزب السوري القومي الاجتماعي، وكذلك على تاريخه ونضالاته بوجه الاحتلال في لبنان قبل 36 عاماً، ومؤخراً في سورية حيث يقوم بدور كبير في مواجهة قوى الإرهاب، ونحن نثني على دور الحزب في الدفاع عن السيادة الوطنية التي هي حق لكلّ الشعوب في العالم».