آلاف الفلسطينيين واللبنانيين شاركوا في «مسيرة العودة» إلى قلعة الشقيف وكلمات دعت الفصائل إلى الوحدة في مواجهة العدو الصهيوني وعدم الرهان على التسويات

أرنون – مصطفى الحمود

لمناسبة «ذكرى نكبة فلسطين ووعد بلفور» نظّم تحالف القوى الفلسطينية بالتنسيق مع الأحزاب اللبنانية، مسيرة «العودة الكبرى – راجعين» إلى قلعة الشقيف أرنون – النبطية، على بعد 10 كيلومترات من فلسطين المحتلة.

وحملت مئات الحافلات الكبيرة والمتوسطة، آلاف الفلسطينيين من المخيمات في الجنوب وإقليم الخروب، وسار المئات منهم سيراً على الأقدام لمسافة أكثر من كيلومتر من مدخل بلدة أرنون وحتى القلعة بسبب ازدحام السير الخانق الذي سببه تدفق المشاركين في المسيرة.

وفي الباحة المحاذية للقلعة احتشد آلاف الفلسطينيين وهم يحملون الأعلام اللبنانية والفلسطينية ورايات الحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب الله وفصائل فلسطينية، وأقيمت منصة كبيرة ازدانت بالأعلام الفلسطينية وعبارة «اقترب اللقاء يا فلسطين، راجعين»، وبُثت الاناشيد الحماسية من مكبرات ضخمة للصوت.

وحضر الاحتفال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، وفد من قيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي ضمّ عميد التربية والشباب رامي قمر وعضو المجلس الأعلى الأمين العام للمؤتمر العام للأحزاب العربية قاسم صالح وعضو المكتب السياسي وهيب وهبي ومنفذ عام النبطية وسام قانصو ممثلاً الوزير علي قانصو، رئيس التنظيم الشعبي الناصري النائب المنتخب أسامة سعد، مسؤول حركة «حماس» في لبنان علي بركة، ممثل حركة «الجهاد الإسلامي» في لبنان إحسان عطايا، وشخصيات سياسية وحزبية لبنانية وفلسطينية، وممثلون عن الفصائل والقوى الفلسطينية من مختلف المخيمات في لبنان.

وقبيل بدء الاحتفال حاول عشرات الشبان الفلسطينيين اجتياز الإجراءات الأمنية التي اتخذها رجال الانضباط، وتمكنوا من الوصول إلى المنحدر القريب من جنوب نهر الخردلي – الليطاني ورفعوا الأعلام الفلسطينية على التلال المطلة على مستوطنة المطلة المحتلة.

وقدّمت فرقة المجد الفلسطينية أغاني وأناشيد فلسطينية، ثم ألقى هشام يعقوب كلمة ترحيبية، تلاه سعد الذي أكد أنه «ما كان للعدو الصهيوني أن يباشر بخطوات ابتلاع القدس، وما كان من واشنطن نقل سفارتها إلى القدس وإعلانها عاصمة لكيان الاغتصاب، لولا تخاذل العرب وهرولة الأنظمة الرجعية نحو التطبيع، ولولا المؤامرات لتشرذم العالم العربي»، مشيراً إلى أن «فرض الهيمنة يتصدّر أولوية الاستراتجية الأميركية في منطقتنا».

ولفت سعد إلى أن «العدو يهدد اليوم بشن حرب في المنطقة ويمارس الوحشية ضد المنتفضين في القدس والضفة الغربية وتتصاعد التهديدات الإسرائيلية والأميركة ضد سورية ولبنان»، مشدداً على أن «مصير هذا العدوان هو الفشل الحتمي».

وذكّر بأنه «سبق لأميركا واحتلت العراق وجرّت وراءها ذيول الخيبة والفشل، وكذلك إسرائيل هزمت بانسحابها من جنوب لبنان وفي عدوان 2006 على لبنان».

وشدد على أن «بالمقاومة تحرر لبنان وبالمقاومة والانتفاضة الشعبية ستتحرر فلسطين، ومن هنا ضرورة أن تبادر الفصائل الفلسطينية لتوحيد صفوفها في وجه العدو».

وألقى النائب رعد كلمة أكد فيها أن «مسيرات العودة ترسم الاتجاه الصحيح الذي في أول مساره وفي أول خطوة من خطوات السير فيه ندعو إلى وحدة كل فصائل المقاومة للاتجاه نحو مواجهة العدو والكفّ عن السير في الدهاليز والزواريب».

وقال «راهن الكثيرون على تسويات وحلول أو شبه حلول وضاعت التسوية والحلول وضاعوا هم وضاعت القضية فيما شعبنا الفلسطيني لم يضِع»، معتبراً أنه «آن لنا أن نتعلّم من كل الحروب والنزاعات في المنطقة العربية».

وأكد أن «الإسرائيلي ومدعوماً من قوى الطغيان، لم يستطع أن يجد لاحتلاله مقراً في لبنان على مدى 18 عاماً لأن في لبنان انطلقت مقاومة تعلّمت من المقاومة الفلسطينية»، وقال «تعلمنا الدرس وحفظناه ومارسنا المقاومة بكل حذافيرها، صموداً وثباتاً وتنظيماً ورؤيةً ووحدة موقف ووصلنا إلى أننا أصبحنا الرقم الصعب في المعادلة الإقليمية ويُحسب لنا حساب في المعادلة الدولية أيضاً».

ودعا إلى «أن نسير معاً في خط المقاومة والجهاد الذي أثبت جدواه، فيما فشلت كل الخيارات ولا تزال تفشل وما زال البعض يحاول أن يصنع الأوهام، فيما لم يقتنع أحد من شعبنا الفلسطيني أن التسوية لا يمكن أن تعيد الأرض لفلسطين ولا أن تطرد الاحتلال».

وكانت كلمة لرئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» اسماعيل هنية عبر الهاتف من غزة، حذّر فيها « إسرائيل» من «غضب المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ، جراء المجزرة الّتي ارتكبتها بحقّ المتظاهرين السلميين على حدود القطاع، الإثنين».

وشدّد على أنّ «على إسرائيل أن تحسب ألف حساب لغضب مقاومتنا وكتائبنا»، مشيراً إلى أنّ «مسيرات العودة على حدود قطاع غزة، مع إسرائيل مستمرّة، و شعبنا الفلسطيني هو مَن يقرّر الوقائع على الأرض»، مبيّناً أنّ «مجزرة الأمس دليل على أنّ مسيرات العودة وكسر الحصار أربكت العدو»، مؤكّداً أنّ «شعبنا الفلسطيني لن يحيد عن بوصلة المقاومة والصمود في وجه العدو».

وأشار إلى أن «قطاع غزة قدّم لوحة مخضّبة بالدماء تليق بمسيرات العودة وكسر الحصار»، مؤكداً أن المواجهة والمقاومة الشعبية سوف تتمثّلان بزحف إلى مساحات أخرى من تواجد شعبنا الفلسطيني».

وألقى ممثل الجبهة الشعبية لتحريرفلسطين – القيادة العامة في لبنان أبو كفاح غازي كلمة تحالف القوى الفلسطينية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى