جولة إعادة للانتخابات الرئاسية البرازيلية: روسيف تتقدّم
أدلى البرازيليون أمس بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية، في اقتراع تنافست فيه الرئيسة اليسارية المنتهية ولايتها ديلما روسيف ومنافسها الاجتماعي الديموقراطي آيسيو نيفيز، حيث منحت استطلاعات الرأي تقدماً بسيطاً لروسيف التي تسعى للفوز بفترة ثانية مدتها أربع سنوات.
وقد أدلى أكثر من 140 مليون ناخب مسجلين في البرازيل بأصواتهم في الاقتراع الإلزامي على جميع من تراوحت أعمارهم بين 18 و70 عاماً، حيث كانت مراكز الاقتراع قد فتحت أبوابها في المناطق الزراعية وفي الداخل وحتى البلدات الساحلية في شمال شرق البلاد.
وتعتبر هذه الانتخابات استفتاء على 12 سنة من حكم حزب العمال الذي تنتمي اليه ديلما روسيف والذي شهدت البرازيل في عهده تغيرات اقتصادية واجتماعية كبيرة، و تباطأ النمو الاقتصادي الذي بلغ ذروته عام 2010 محققاً نسبة 7.5 في المئة.
ووسعت روسيف، وهي السيدة الأولى التي تتولــى منصب الرئاسة في أكبر بلــد في أميركــا اللاتينية، البرامج الاجتماعيــة التي يستفيــد منها ربع سكان البرازيل البالــغ عددهم 202 مليون نسمــة، مــا سمح لها بالحصول على تأييد الطبقــات الشعبيـــة والمناطق الفقيرة في شمال شرق البلاد.
كما خرج في عهد حزب العمال أربعون مليون برازيلي من الفقر لينضموا الى الطبقة الوسطى التي باتت تشكل أغلبية، وتم القضاء على آفة الجوع. لكن روسيف واجهت عقبات كثيرة من تباطؤ الاقتصاد الى مطالب الطبقة الوسطى التي توقف نموها الاجتماعي وفضائح فساد ألحقت ضرراً بسمعة حزب العمال.
وتبدو حصيلة أداء روسيف الاقتصادي ضئيلة على الرغم من نسبة بطالة منخفضة نسبياً 5 في المئة ، إذ شهدت أربع سنوات من النمو المتباطئ حتى دخول سابع اقتصاد في العالم في حالة انكماش، وتضخم 6,75 في المئة وتراجع المالية العامة.
أما مرشح الحزب الاجتماعي الديمقراطي آيسيو نيفيز فيلقى دعم أوساط رجال الأعمال واليمين التقليدي وجزء من الطبقة الوسطى. وهو يعد بإعادة تنظيم البيت البرازيلي، مستفيداً من استياء البرازيليين ليجعل من مكافحة الفساد أحد محاور حملته الانتخابية وإن كان حزبه الذي قاد البرازيل من 1995 الى 2002 تضرر بعدد من القضايا في هذا المجال.
وكشف استطلاع للرأي، نشر معهد «داتافولا» نتائجه السبت، أن روسيف ستفوز في الدورة الثانية من الاقتراع الرئاسي بـ52 في المئة من الأصوات مقابل 48 في المئة لنيفيز، فيما أشار معهد «إيبوبي» الى أن روسيف ستفوز بـ 53 في المئة من الأصوات مقابل 47 في المئة لنيفيز، أي بفارق ست نقاط، وهامش خطأ يبلغ 2 في المئة.
لكن تجربة الدورة الأولى تدعو الى الحذر، إذ بالغت استطلاعات الرأي حينذاك بتوقع فوز روسيف 41,59 في المئة وقللت من أهمية التأييد لنيفيس 33,55 في المئة ، في حين يرى كثير من الناخبين أن مرشح المعارضة نيفيز وهو حاكم ولاية سابق سيقدم تغييراً مطلوباً بشدة لأكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية.
وأدلت روسيف بصوتها في وقت مبكر في مدينة بورتو أليغري حيث تعيش، واعدة بترسيخ برامج الرعاية الاجتماعية واستعادة النمو بفريق اقتصادي جديد، في حين وعد منافسها نيفيز بإبقاء تلك المنافع الاجتماعية مع تبني إجراءات مالية أكثر مرونة تجاه السوق للحد من الإنفاق العام واتخاذ موقف أكثر حزماً لمحاربة التضخم ومنح البنك المركزي المزيد من الاستقلال لتحديد السياسة النقدية.
وتجاهل البرازيليون إلى حد بعيد تبادل الاتهامات ومزاعم الفساد التي اتسمت بها أكثر الحملات تنافساً منذ عقود، وانقسموا بدلاً من ذلك بين من يشعرون أنهم أفضل حالاً عما كانوا عليه قبل أن يتولى حزب روسيف السلطة، وبين من يرون أن البلاد سقطت في هاوية.