الشهداء دائماً هم السبب إلى العزة والكرامة
العلامة عفيف النابلسي
لا يمكن فصل الكيان الإسرائيلي عن الإرهاب. أصل وجوده يُعطي معنى منطقياً لما يجري اليوم من أحداث. حرية التعبير عند الصهيوني هي مزيد من القتل، إفراط في التدمير، مبالغة في الحصار والتجويع والنفي.
دستور الصهاينة قائم على بنود جامدة لا مرونة فيها تتضمّن الأساطير المؤسِسة لقتل العرب والمسلمين والأغيار. وسياساتهم هي في اعتبار العنف دين الدولة ومرشدها نحو أهدافها وتطلعاتها.
وهنا ينبغي في فهم الطبيعة العداونية للكيان ألا يبقى ذهننا بعيداً عن تأثير أميركا واحتضانها له.
أميركا كانت دائماً تضع أجندات سياسية وأمنية لظلم العرب والفلسطينيين، والصهاينة كانوا جسراً بشرياً وعسكرياً واقتصادياً وحتى لاهوتياً لاغتصاب فلسطين وممارسة أبشع صنوف الكراهية والانتهاكات الإنسانية والأخلاقية.
لكن ما أذهلني وأنا أستمع إلى الأخبار بعد سقوط أكثر من 63 شهيداً فلسطينياً وأكثر من 2700 جريح هو الصمت العربي وكأنّ العرب يعيشون في كوكب آخر، وكأنّ الدماء التي تسقط ليست عربية وليست إسلامية ولا تستحق التعاطف والتحسّس واتخاذ الموقف الصارم. فأيّ زمن عربي هو هذا الزمن!
الذي يصعد فيه محمد بن سلمان خطيباً في اجتماع اللوبي الصهيوني في نيويورك مخاطباً الفلسطينيين إما أن تقبلوا بالصفقة وإما أن تصمتوا.
ثم يأتيك وزير الخارجية البحريني الأحمق ليعطي «إسرائيل» حقاً بالردّ على مصادر النيران التي أطلقتها القوات السورية الباسلة في وجه الاعتداءات الإسرائيلية السافرة في الجولان. وها هو وزير إسرائيلي يتحضّر لزيارة الإمارات العربية.
إنّ ما حصل من أحداث مؤخراً موصول بسائر السياق الدولي والإقليمي لإسقاط القضية الفلسطينية. والأمر إزاء ما يحدث سيكون كارثة لو وقفنا منهزمين أمام هذا السياق الذي يقوده الثلاثي ترامب – نتنياهو محمد بن سلمان.
باعتقادي أنّ الشعب الفلسطيني يمكن أن يحوّل التحدّي إلى فرصة حقيقية. فنحن أمام مرحلة جوهرية، لا مفرّ أمام الشعب الفلسطيني فيها إلا أن يُشبك بإحكام أياديه ويعتصم بحبل الله وقوّته.
فلا نصر من دون شهداء، فالشهداء دائماً هم السبب إلى العزة والكرامة.