الراعي من أستراليا: لا يوجد مبرر لعدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية

أكد البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي «أن الاعتداء على الجيش اللبناني في طرابلس آلم الجميع، وأسف خلال ترؤسه قداس الأحد في كاتدرائية سيدة لبنان في سيدني لوقوع شهداء وجرحى في صفوفه. وقال الراعي: «ها نحن اليوم نعرب كلنا عن دعمنا الكامل للمؤسسة العسكرية وسائر القوى الامنية في لبنان ونصلي من أجل نصرتها وحمايتها ونجاحها في حفظ الأمن والاستقرار في لبنان. ونصلي من أجل السلام في سورية والعراق وسائر البلدان الشرق الاوسط، ونذكر في صلاتنا جميع النازحين الذين طردوا من بيوتهم وأراضيهم، ونطالب المجتمع الدولي بمساعدتهم في كامل حاجتهم وبدعوتهم إلى بيوتهم ومدنهم وبلداتهم مع صيانة جميع حقوقهم المدنية والأمنية بحكم المواطنة».

وأشار الراعي إلى «أن الصوت الواحد والموحد لجميع الذين التقى بهم في استراليا، كان المطالبة بوحدة اللبنانيين وسياسة العيش المشترك وانتخاب رئيس للجمهورية وإشراك المنتشرين اللبنانيين بالانتخابات اللبنانية على أنواعها».

وجدد الراعي في لقاء مع أساقفة وممثلي الكنائس الشرقية في أستراليا عقد في بيت مارون في سيدني، تأكيده «أنه لا يوجد أي مبرر لعدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان»، وشدد على «ضرورة أن يتحمّل المجلس النيابي مسؤولياته الخطيرة والمشرّفة في انتخاب رئيس جديد».

ودعا المسيحيين في العالم وبخاصة في لبنان إلى «عدم الخوف لأنهم مواطنون أصليون وأصيلون في هذه البلدان وليسوا أقليات»، لافتاً إلى «أن الشرق الأوسط اليوم في أمسّ الحاجة إلى سماع لغة الإنجيل، لغة المحبة والعدالة والسلام، والتي تحترم قدسية الحياة البشرية على عكس اللغة التي نسمعها اليوم، لغة القتل والتدمير».

وطالب الراعي الأسرة الدولية بـ«وضع حدّ للحروب التي أصبحت أهدافها واضحة وهي مصالح سياسية واقتصادية وتجارة سلاح»، مشدداً على «ضرورة وضع حدّ لدعم الحركات الأصولية والإرهابية ووقف تغذيتها بالسلاح». وحث الدول التي تسهّل مرور المرتزقة والتنظيمات الأصولية إلى أماكن القتال على وضع حدّ لهذه الاعتداءات».

ثم التقى الراعي ممثلي الطوائف الاسلامية في أستراليا. وشارك في اللقاء مفتي المسلمين في استراليا ابراهيم أبو محمد، ممثل دار الفتوى اللبنانية الشيخ مالك زيدان، رئيس جمعية المبرات الخيرية في استراليا الشيخ يوسف نبها، معتمدا الطائفة الدرزية في استراليا الشيخ نجيب عبدالباقي وملحم عساف.

وإثر اللقاء، صدر بيان مشترك مسيحي – إسلامي، جدد الالتزام بالعيش المشترك المسيحي – الإسلامي وبوحدة الشركة والمحبة بين أبنائهم وبناتهم جميعاً. وأعلن البيان تمسك المجتمعين بالحوار والصلاة أساساً لمعالجة الاختلاف وصون حرية الإيمان والعبادة، وبأنه لا توجد أي قضية على حساب كرامة الإنسان الموهوبة من الله، فالسلام هو الهدف الأسمى لكلّ إنسان مؤمن بالله. وشدّد المجتمعون على رفضهم مبدأ الاستقواء واللجوء إلى العنف.

وندّد المجتمعون بـ«عمليات التهجير الإرهابي للمسيحيين والمسلمين والأقليات بخاصة في سورية والعراق وفلسطين وبأصحابها الخارجين عن تعاليم الدين والمتمرّدين على حرمة الأوطان وحقوق الإنسان»، مذكرين بـ«أن الشرق يكون ويستمرّ بتعدّديته المميّزة وخصوصاً بمسلميه ومسيحييه معاً أو لا يكون».

وأعربوا عن «تضامنهم مع أبنائهم وبناتهم المهجرين من بيوتهم وأرزاقهم والذين يواجهون صعوبات حياتية كثيرة، خصوصاً على أبواب فصل الشتاء» شاكرين الحكومة الأسترالية وباقي الدول على مساعداتها، مطالبين المجتمع الدولي والحكومة الأسترالية بـ«زيادة حجم المساعدات للمهجرين ورعاية حاجاتهم».

وكان الراعي أكد خلال استقباله في مقر إقامته في المطرانية المارونية، وفوداً حزبية وشعبية من اللبنانيين المنتشرين في سيدني، «أنه على الأحزاب أن تعمل لما فيه مصلحة الوطن»، مشدداً على «أن لا حلول للمسيحيين إلا بالتنافس الديمقراطي لخدمة لبنان وليس لإضعاف بعضهم بعضاً».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى