صباحات
صباحات
لفلسطين تحلّ ضفائرها وتستلّ سيف دمها وتتقدّم ولا تنتظر من يحشد لها جيشاً أو يُصدر لها فتوى أو يعقد لها اجتماع قمة ولا تسأل وحدة الفصائل ولا برنامجاً وطنياً للتحرير. فالبرنامج ترسمه دماء الشهداء وأعلى القمم قمة الدم. وها هي في الميدان. فمن أراد فليلتحق والشلال يكفي لأعوام فلا حاجة للنصح والإرشاد. ومَن لديه الأفضل فليفعل بصمت وبلا مواعظ… في فلسطين يولد الأطفال شهداء ويعيشون زيادة عن عمرهم المقرّر ويدخلون المدارس والجامعات وينجبون الأولاد والأحفاد حتى يأتي دورهم… وفي فلسطين ليست الأعراس للزواج بل ليزفّ العريس شهيداً والعروس شهيدة… وفي فلسطين تصاغ الأعراف الدولية والقوانين فلا قيمة لمجلس الأمن والجامعة العربية والقمة الإسلامية والقيمة الوحيدة هي للدم… فهل تملك دماً تضيفه للقائمة… إذن تقدّم أو فلتصمت، لأن زمن الكلام قد توقف… القادة الفلسطينيون يعلمون أن فلسطين لا تستثنيهم من قائمة الحظر. فكلامهم لا طعم ولا لون ولا رائحة. وبعضهم تلوّن ما يكفي وبعض آخر طلعت رائحة مواقفه بما لا يحتمل… والطعم الوحيد هو لفاكهة الشمال من القدس وشمال الشمال من الضاحية والشام حيث لا يزال الرباط المقدّس مع القدس وفلسطين، وحيث يشحذ الرجال أسلحتهم ليوم موعود يرونه بعيداً ونراه قريباً… أليس الصبح بقريب؟