أنا وأنت
أنا وأنت
لا شيء عدا الفوضى تحيطُ بي، والبراءة غارقةٌ في كل مكان. ما زال وجهكَ يبهرني كشمس صحراء لا تشفق على إنسان. عيناك تشعان أسى تحت أجفان ثقيلة. حبّنا يحتضر كطفلٍ فقيرٍ أنهكه الإعياء. نحمله بهدوء يداً بيد وإلى المجهول نسير. فوق أوراق الشجر الذابلة. تحت شهب السماء المتساقطة. بخطى متعبةٍ نسير. فهرم منّا القلب في الطريق، وصار الحبّ والكراهية سواسية، حياة خالية، بقع غيم في سماء صافية. لا فرق عندها بين ربح وخسارة… من العدم نبدأ لحناً حزيناً. يجرّ معه دمعاً كثيراً، وذكريات. ألم حسرة ونهايات… ثم بسمة على الشفاه. كم هو محظوظ من له مثلك صديق!
فجأة نسرع، فتسبقنا الخطوات، كنهر هادر لا توقفه العقبات. أمواجه لآلئ تعلو وتغيب. تمتدّ بلا بدايات، وعلى ضفافه حياة، فنرقص فرحاً ونبدأ من جديد. قصص طفولة شقية. إلينا تعود أيامنا الذهبية…
لا ترحلي!
ابقَ هنا معي، أنتَ تطلب وتعيد.
فيكِ أرى صوراً هي كنزي الرصين. معاً سنغزو الجبال. حبّنا يكبر ليلاً ونهاراً. إليكِ أحمل عشقاً وناراً. أبداً، أبداً لا يستسلم الطفل لإعياء. نحن لحبّنا دفء الدثار. حقلٌ خيره تحت الأحجار. موسيقى تطرب وتزهر بلطف. عناقيد عنب في سلل قش. بصمت ونصف ابتسامات، وتارة بكلمات قادرة.
أكرّر وأعيد: ابقَ دائماً قربي هنا. أنتَ وأنا حلم، يقين وتاريخ.
رانية الصوص