أمراء الشمال يحاولون نقل حرب طرابلس إلى عين الحلوة وصيدا
يوسف المصري
كشفت مصادر أمنية لـ«البناء» أن المجموعات الإرهابية في طرابلس عملت جاهدة لتوسيع نطاق المعارك مع الجيش اللبناني إلى مناطق أخرى في لبنان، وذلك من أجل تخفيف الضغط العسكري عليها.
وتوافرت لدى الجهات المعنية خلال الساعات الـ72 الأخيرة معلومات تؤكد أن «أمراء المجموعات الإرهابية» في الشمال عملوا جاهدين من أجل نقل معركة طرابلس إلى مخيم عين الحلوة وصيدا، لكن محاولاتهم هذه ووجهت برفض من كل الأطياف السياسية والعسكرية في المخيم وأيضاً بيقظة الأجهزة الأمنية اللبنانية.
وعلمت «البناء» بتفاصيل هذه المحاولات، وهي توزعت على شكل ثلاثة مطالب وردت للمخيم بالتتالي خلال يومي السبت والأحد من قبل أمراء المجموعات الإرهابية في طرابلس والشمال: الطلب الأول توسل من مجموعات تكفيرية في حي التعمير داخل عين الحلوة من أجل فتح اشتباك مع الجيش اللبناني. الطلب الثاني أراد من أطراف معينة داخل مخيم عين الحلوة استقبال مجموعات إرهابية موجودة في الشمال. الطلب الثالث تمثل بإرسال انتحاريين إلى المخيم لتنفيذ عمليات ضد مجالس عاشوراء.
ماذا في تفاصيل هذه المحاولات الثلاث؟
تم طوال يوم السبت الماضي رصد اتصالات هاتفية بين مسؤولي مجموعات إرهابية داخل طرابلس ومجموعتي هيثم الشعبي وأسامة الشهابي في مخيم عين الحلوة إضافة إلى مجموعات أخرى. وبموجب هذه الاتصالات تم الطلب من الأخيرين القيام بفتح اشتباكات مع قوات الجيش اللبناني المتمركزة في محيط المخيم بهدف تخفيف الضغط على إرهابيي طرابلس. وأكدت مصادر أمنية فلسطينية داخل عين الحلوة حصول هذه الطلبات، وقالت إنها ووجهت بالرفض حتى من قبل الشهابي والشعبي. وكشفت المصادر عينها أن قرار المخيم بكل فصائله الإسلامية والوطنية هو عدم الانزلاق في مستنقع المجموعات الإسلامية المتورطة في إعلان «حرب جهادية» على الجيش اللبناني. وكتأكيد عملي على هذا التوجه كانت التنظيمات الفلسطينية في المخيم بادرت عصر أمس لنشر عناصر منها في كل أرجائه لقمع أي محاولة مناصرة عسكرية يقوم بها أي طرف فلسطيني لمصلحة المجموعات الإرهابية في طرابلس، انطلاقاً من عين الحلوة.
«خطة هروب»
وفي التفاصيل الخاصة بالطلب الثاني كشفت مصادر موثوقة لـ«البناء» انه طوال ليل السبت – الأحد، كانت تواترت معلومات عن وجود خطة هروب لمجموعات كبيرة من إرهابيي الشمال باتجاه عين الحلوة. وقالت هذه المعلومات إن هناك مجموعات إرهابية تعتزم الهروب من الشمال والمجيء متخفية إلى عين الحلوة، وذلك للاحتماء داخله، خصوصاً بعد شيوع تقدير موقف لدى إرهابيي الشمال يفيد بأن الوضع العسكري يتجه لغير مصلحتهم في تلك المنطقة.
وتم على الأثر اتخاذ الإجراءات العسكرية المطلوبة لمنع تنفيذ خطة هروب إرهابيين من الشمال باتجاه مخيم عين الحلوة.
عملية انتحارية ضد مجلس عاشوراء
أما الطلب الثالث الذي بادر أمراء مجموعات إرهابية في الشمال لطرحه على جهات في عين الحلوة فتمثل باستضافة إرهابيين انتحاريين فيه لينطلقوا منه لتنفيذ عمليات ضد مجالس حسينية في الجنوب والضاحية الجنوبية. وكشفت هذه المصادر عن دخول المخيم امرأة تدعى «خ – ح» وهي مزودة بزنار متفجر وذلك بهدف تفجير نفسها ضد مجلس عاشورائي نسائي. وأكدت هذه المصادر أنه على رغم الحكمة التي تبديها قوى مخيم عين الحلوة لمنع استغلاله من قبل الإرهابيين، إلا أنه توجد معلومات تؤكد وجود إصرار لدى القوى التكفيرية لهزّ الأمن في صيدا بالتزامن مع ما يحدث في طرابلس.
إلى ذلك أفادت المصادر عينها أن أحمد سليم ميقاتي الذي تم توقيفه مؤخراً من قبل الجيش اللبناني، كان هو أحد أبرز النشطاء الإرهابيين الذين وصلت معلومات أوروبية في شأنه مؤخراً أفادت بأنه يخطط مع آخرين لتنفيذ هجوم واسع في شمال لبنان ضد الجيش اللبناني. وكانت معلومات ذات صلة حذرت من أن ميقاتي يخطط لتنفيذ تفجيرات انتحارية بمناسبة عاشوراء في الجنوب والضاحية الجنوبية.