دمشق تؤكد تقديمها دعماً عسكرياً لـ«كوباني»… والبيشمركة تساند مدفعياً
دحض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تصريحات نظيره الاميركي جون كيري أكد فيها ان روسيا قررت تزويد الولايات المتحدة بمعلومات استخباراتية في إطار مكافحة تنظيم «داعش» الارهابي.
وأشار الوزير الروسي في معرض التعليق على هذه التصريحات الى أن اللقاء الأخير الذي جمعه بنظيره الاميركي في باريس جاء بمبادرة من «جون كيري الذي اقترح عقد هذا اللقاء»، مجدداً نفيه التصريحات التي أدلى بها كيري وأكد فيها أن روسيا قررت تبادل المعلومات الاستخباراتية مع الولايات المتحدة.
وأضاف لافروف في هذا الصدد «الأمر ليس كذلك. نحن بحثنا فعلاً مسائل مكافحة الارهاب في الشرق الأوسط والوضع في هذه المنطقة ككل، وقد اقترح جون كيري التعاون في إطار الحرب على داعش». وتابع «أكدت ان روسيا مستعدة منذ أمد للتعاون على صعيد مكافحة الإرهاب. نحن نساعد بشكل مكثف دول المنطقة بما يشمل كذلك تعزيز قدراتها العسكرية لتمكينها من مواجهة الارهابيين والمتطرفين». وأعاد لافروف الى الأذهان التأكيد أن روسيا تواصل توريد الأسلحة الى العراق وسورية ومصر «التي كان فيها خطر الإرهاب حتى الآونة الأخيرة ربما أشد حدة قياساً بباقي الدول».
وقال لافروف في معرض اجابته عن سؤال حول إذا كان وزير الخارجية الأميركي قد حضر الى باريس للقائه من دون إذن مسبق من الرئيس الأميركي باراك أوباما «اتفق هذا اللقاء مع جدول أعمالي عشية قمة آسيا – أوروبا في ميلانو، ووافقت على الاجتماع».
وكان الوزير الروسي أكد في وقت سابق أن التنامي الحاد لإرهاب «داعش» يعتبر من أبرز تطورات الأوضاع في سورية، مشدداً على موقف موسكو من الأزمة السورية، مشيراً إلى أن تسويتها يجب أن تكون بالطرق السلمية لا العسكرية.
وقال لافروف: «من الضروري أن يقرر السوريون مصيرهم، وذلك عبر حوار شامل من دون أي تدخل، وعلى اللاعبين الخارجيين حثّ الأطراف السورية على مواصلة جهود البحث عن حلول وسط بهدف وقف العنف وإعادة الاستقرار إلى البلاد».
في سياق آخر، أكد لافروف استعداد روسيا لدعم السوريين في إيجاد حلول سياسية، إلى جانب استعداد موسكو للتعاون مع شركائها من أجل التوصل إلى تسوية سياسية شاملة في سورية على أساس التنفيذ الكامل لبيان جنيف الذي تم التوصل إليه في 30 حزيران 2012.
الى ذلك، أكد مصدر في وزارة الاعلام السورية أن حالة الإنكار التي عبر عنها بعض الشخصيات السورية الكردية من أن الحكومة لم تقدم الدعم للسوريين الأكراد في تصديهم لـ «داعش» لا تنفي الحقيقة والواقع ولا تغير من جوهر موقف الحكومة النابع أصلاً من التزاماتها الوطنية تجاه أهلنا في كل سورية. وأضاف المصدر «أن الدعم الذي قدمته الحكومة السورية هو دعم معروف وموثق وشامل بما في ذلك المساندة العسكرية المباشرة وغير المباشرة»، مشيراً إلى أن هذا الموقف «سيبقى قائماً سواء أنكر البعض ذلك أم أقروا به وسواء رضي به البعض أو لم يرضَ».
وتابع المصدر إن الطروحات التي ترددها بعض الشخصيات السورية الكردية لن تجدي نفعاً في ظل إصرار أبناء شعبنا من السوريين الأكراد على الوحدة الوطنية وسيادة الدولة ورفض الإملاءات الخارجية، مشدداً على أن مبدأ رفض التدخل الخارجي في الشأن الوطني يجب أن يكون عاماً وواحداً، فمن يرفض التدخل التركي يجب أن يرفض أيضا أي تدخل آخر.
جاء ذلك في وقت تمكنت «وحدات الحماية الشعب» من صد رابع هجوم يشنه تنظيم «داعش» لليوم الرابع على منفذ مدينة عين عرب الوحيد إلى تركيا بعد أن طوقها من الجنوب والشرق والغرب.
وقال مسؤول كردي لوكالة «رويترز» يوم أمس، «إن مسلحي التنظيم قصفوا البوابة الحدودية ولكن المقاتلين الأكراد صدوهم في الجنوب والغرب»، وأضاف: «بالتأكيد سيحاولون ثانية الليلة. الليلة الماضية جلبوا تعزيزات وإمدادات جديدة وهم يتقدمون».
وفي السياق، أفاد مصدر كردي عن مقتل وجرح نحو 50 عنصراً من «داعش» باشتباكات مع وحدات الحماية بالقرب من سوق الهال شمال شرقي عين عرب، في وقت انفجرت سيارة مفخخة في حي الصناعة شمال شرقي المدينة.
من ناحية أخرى، قالت وزارة البيشمركة إن اموراً تقنية ما زالت عالقة مع تركيا تؤجل عبور قوة من البيشمركة من اقليم كردستان العراق إلى عين عرب، والذي كان مقرراً يوم أمس الأحد.
في حين أشار سفين دزيي المتحدث باسم حكومة كردستان العراق «إن القوات الكردية العراقية لن تشارك في شكل مباشر في القتال في مدينة كوباني السورية وإنما ستقدم دعماً مدفعياً للأكراد السوريين الذين يواجهون متشددي تنظيم الدولة الإسلامية هناك»، و أضاف: «ستكون قوة دعم بالأساس بالمدفعية والاسلحة الاخرى. لن تكون قوات قتالية في حد ذاتها بأي حال في هذه المرحلة.»
الى ذلك، أفادت أنباءٌ شبه مؤكدة من داخل كوباني السورية بسيطرة لجان حماية الشعب على تلة الإذاعة التي تقع غرب تل شعير وطرد مسلحي «داعش» الى خارج المدينة ووصلت إلى مسافة تبعد عن عين عرب قرابة ستة كيلومترات.
هذا وقالت القيادة المركزية الأميركية يوم أمس، إن الجيش الأميركي نفذ خمس غارات جوية على أهداف لتنظيم «داعش» قرب مدينة كوباني السورية ونفذ أيضاً بمساعدة الدول المشاركة في التحالف 12 غارة جوية أخرى في العراق.
وأضافت القيادة في بيان «في سورية دمرت خمس غارات جوية قرب كوباني سبع عربات تابعة للدولة الاسلامية ومبنى تابعاً للتنظيم»، وأضافت أنه «من بين الدول الحليفة التي شاركت في الغارات الجوية في العراق الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا واستراليا وبلجيكا والدنمارك وهولندا. الدول التي نفذت غارات جوية في سورية هي الولايات المتحدة والسعودية والإمارات العربية المتحدة والأردن والبحرين».