العبادي يستبعد إعادة الانتخابات ويدعو للتحقق من نتائجها
استبعد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس، إعادة الانتخابات البرلمانية في البلاد، مشدداً على ضرورة «التحقق جيداً من نتائجها النهائية».
ودعا رئيس الحكومة إلى الشفافية في العمل وتوفير المعلومات من كل مركز انتخابي إلى الكتل السياسية. مؤكداً وجود «تطابق» مع تحالف «سائرون».
وقال العبادي «التقينا الصدر وهناك تقارب في وجهات النظر بشأن تشكيل الحكومة»، مشيراً الى «وجود تطابق شبه كامل مع سائرون لتشكيل حكومة تكنوقراط قوية».
وتطرّق العبادي أيضاً إلى الملف الأمني، مضيفاً أن هدف السلطات الأساسي يكمن في حماية المواطنين والحدود ومنع تسلّل الإرهابيين إلى داخل البلاد، مؤكداً نجاح الحكومة في تأمين الحدود مع سورية واستئصال «داعش» في أعالي الفرات.
وسبق أن اتّهم عدد من أعضاء مجلس النواب الحاليين ومرشحين جدد لنيل عضويته المفوضية بتزوير نتائج الانتخابات التي فاز فيها تحالف «سائرون» بزعامة الداعية الشيعي مقتدى الصدر، لكن البرلمان فشل في عقد جلسة طارئة لبحث هذه المزاعم، بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني المطلوب.
وفي السياق، بحث رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، أمس، مع وفد الحزب الديمقراطي الكردستاني مرحلة ما بعد الانتخابات التشريعية ومستجدات الوضع السياسي والأمني في البلاد.
وقال مكتب المالكي في بيان، إن «رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي استقبل بمكتبه الرسمي وفد الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة فاضل ميراني»، موضحاً أنه «جرى خلال اللقاء بحث مستجدات الوضع السياسي والامني في البلاد، ومرحلة ما بعد الانتخابات التشريعية التي جرت مؤخراً».
وأضاف أن «الجانبين أكدا ضرورة العمل المشترك بين جميع القوى الوطنية بهدف تحقيق الأهداف المنشودة، والعمل سوية من أجل التأسيس لمرحلة جديدة تكون من مقوّماتها حكومة تمتلك برنامجاً وطنياً موحداً يضمن الحقوق لجميع العراقيين».
إلى ذلك، أعلن مسؤول الاتحاد الوطني الكردستاني في كركوك اسو مامند، أمس، أن منصب محافظ كركوك سيكون أحد شروطهم لبدء الحوار مع الحكومة العراقية، فيما دعا كتلة التآخي لعقد اجتماع واختيار محافظ جديد.
وقال مامند في مؤتمر صحافي «نطالب قائمة التآخي لعقد اجتماع بأسرع وقت ممكن من أجل حسم موضوع منصب محافظ كركوك وذلك للحفاظ على مصالح المواطنين الكرد في المحافظة».
وأضاف مامند «نحن في الاتحاد الوطني نطالب بمنصب محافظ كركوك كشرط للحوار مع الحكومة العراقية المقبلة، لأن ذلك من حقنا ولن نساوم عليه».
واعلن الاتحاد الوطني الكردستاني في كركوك، في وقت سابق من، عدم تنازله عن أي صوت في الانتخابات بكركوك، مبيناً أن النتائج بالنسبة لمفوضية الانتخابات محسومة ومَن لديه اعتراض يتوجّه للطعن والقضاء.
على صعيد آخر، دعت «مجموعة الأزمات الدولية» في تقرير لها السعودية لتجنب تحويل العراق «ساحة قتال جديدة في حربها الباردة» مع إيران.
وقالت المجموعة، أمس: «يجب على الرياض باستخدام نفوذها في العراق، مقاومة إغراء تحويل البلاد ساحة قتال جديدة في حربها الباردة مع طهران».
وأكدت المجموعة في تقريرها أن اهتمام السعودية الجديد «ينبع من الرغبة من مواجهة النفوذ الإيراني»، مشيرة إلى أن العراقيين، وحتى من بينهم أولئك الذين ينتقدون النفوذ الإيراني، «يريدون منع بلادهم من أن تتحوّل مسرحاً آخر للنزاع السعودي الإيراني». وأضافت أن «القدرة المالية للمملكة تمنحها القوة، ولكن ليس بما فيه الكفاية لفرض آرائها».
ورحبت مجموعة الأزمات الدولية بعودة الاهتمام السعودي إلى العراق بعد غياب دبلوماسي عنه استمر ربع قرن، إلا أنّها حذرت من أنه «في حال حاولت الرياض القيام بالكثير في وقت مبكر، فإنها ستجد نفسها غارقة في البيروقراطية والفساد – أو حتى استجلاب رد فعل إيراني».
وتحسنت العلاقات بشكل ملحوظ بين السعودية والعراق منذ العام الماضي، بعد أعوام من الجفاء، إثر سلسلة زيارات بين مسؤولي البلدين وإعادة فتح الحدود للمرة الأولى منذ 27 عاماً واستئناف الرحلات التجارية.