لاريجاني: كلام بومبيو فارغ.. كوثري: سنوجّه لكمة قوية إليه.. نوبخت: نحن القوة الاقتصادية الثامنة عشرة عالمياً.. بروجردي: نأمل أن نشهد ظهور أوروبا قویة!
سخرت إيران أمس، من العقوبات التي تهدّد الولايات المتحدة بفرضها وطالبت الدول الأوروبية بضرورة اتخاذ إجراءات عملیة لكونها من أهم الضمانات بالنسبة للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة.
شمخاني
في هذا الصّدد، جدد أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني «رفض بلاده للاستراتيجية التي أعلنها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ضدّ إيران».
وأشار إلى أنها «غير جديدة وتشكل جزءاً من رغبات الرئيس دونالد ترامب».
لاريجاني
بدوره، قال رئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني «إنّ وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أطلق كلاماً فارغاً لا يستحقّ الرد عليه».
وقال لاريجاني في الجلسة العلنية للمجلس أمس، رداً على أحد الأعضاء الذي طلب منه الردّ على كلام وزير خارجية أميركا بومبيو، قال «إنّ الكلام الذي تفوّه به بومبيو لا قيمة له، بحيث نردّ عليه في المجلس وإنّ وزير خارجيتنا قد ردّ عليه».
كوثري
من جهته، قال القائد في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل كوثري «إنّ بلاده ستوجّه لكمة قوية إلى فم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو»، واستهزأ بـ «التهديدات الأميركية بتشديد العقوبات على طهران».
وأضاف كوثري، أنّ «شعب إيران سيقف صفاً واحداً في وجه ذلك، وسيوجّه لكمة قوية إلى فم وزير الخارجية الأميركي وكل مَن يدعمه».
وقال كوثري: «مَن أنت ومَن أميركا؟ حتى تطلبوا منا تقليص نطاق الصواريخ الباليستية! التاريخ يكشف أنّ أميركا هي أكبر مجرم في ما يتعلق بالصواريخ بعد هجمات هيروشيما وناغازاكي».
نوبخت
فيما قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، محمد باقر نوبخت، «إنّ الخطة التي عرضها بومبيو ستفاقم العداء الشعبي للولايات المتحدة».
ونقلت وسائل إعلام رسمية عن نوبخت قوله: «هل يعتقد الأميركيون أنّ القفاز الحريري الذي خلعوه واليد الحديدية التي مدّوها للشعب، اليد المدعومة من إسرائيل ومن منظمة مجاهدي خلق، ستجعل الشعب الإيراني يعتقد أن أميركا تريد الديمقراطية؟».
وأضاف نوبخت رداً على مزاعم وزير الخارجية الأميركي ضدّ إيران «أنه يتوجب على مسؤولي البيت الأبيض ومستأجريه الردّ على تساؤلات لتنوير الرأي العام قبل إطلاقهم أي تصريحات عدائية».
وقال نوبخت وهو يتحدّث في موتمر صحافي «أنّ رئيس الجمهورية الإيراني استعرض موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية من هذه التصريحات الأميركية وأنّ الخارجية الإيرانية ستردّ بالتفصيل عليها».
وتساءل نوبخت مخاطباً المسؤولين الأميركيين: «يا تُرى هل كان الأميركيون مؤيّدين للشعب الإيراني خلال انتصاره في ثورته تحت شعار لا شرقية لا غربية جمهورية إسلامية، وماذا عن مؤامرة الولايات المتحدة في إرسالها طائرات ومروحيات إلى صحراء طبس والتي تحطّمت وسط الصحراء وتفحَّمَ طاقمها الأميركيون؟».
وتابع «ماذا عن رؤية واشنطن في بداية ثمانينيات القرن الماضي حيال اغتيال زمرة المنافقين الإرهابية لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء الإيرانيَين ورئيس الديوان الأعلى للقضاء واغتيال أعضاء البرلمان والمواطنين الإيرانيين بواسطة عمليات إرهابية؟».
أضاف متسائلاً «ماذا عن مؤامرة شنّ صدام عدواناً ضدّ إيران وفرضه حرباً عليها بدعم أميركي وبدعم قدمته حكومات إقليمية رجعية وقصف صدام للبنى التحتية الإيرانية بالصواريخ واستخدامه طائرات الأواكس الأميركية؟».
في السياق نفسه، أكد نوبخت «أنّ أميركا كانت تريد من جميع هذه المؤامرات تقويض إيران وإضعافها أكثر فأكثر، لكن هل نجحت الولايات المتحدة طيلة الأربعين سنة الماضية في بلوغ مآربها الرامية إلى إضعاف القوات المسلحة الإيرانية والاقتصاد الإيراني؟ وأليست اليوم هاتان المؤسستان أصلب عوداً من الماضي؟».
ووصف المتحدث باسم الحكومة الإيرانية إيران بأنها «القوة الاقتصادية الثامنة عشرة عالمياً، وفق تقرير صندوق النقد الدولي»، مؤكداً «احتفاظها بهذه المكانة رغم الحظر المفروض عليها»، مؤكداً «أنّ ارتفاع نسبة الصادرات بلغت 28.5 في المئة وانخفاض نسبة استيراد السلع بمقدار 1.7 في المئة».
وختاماً قال نوبخت بأنّ «الأميركيين لا يَعُون قضايا تخصّ الشأن الإيراني كما يجب ومنها عدم تراجُع إيران عن مواقفها الداعمة للحق والمناهضة للباطل»، وقال: «إنّ التاريخ بيّن دوماً انتصار وتفوق الشعب الإيراني في مواجهة مثل هذه التحديات».
بروجردي
بدوره، وصف رئیس لجنة الأمن القومي والسیاسة الخارجیة بمجلس الشورى الإسلامي علاء الدین بروجردي، «أنّ المحادثات المقبلة للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة مع الأوروبیین ستكون بمثابة إلقاء الحجة علیهم».
وأشار بروجردي إلى «مسار المباحثات بین الحكومة الإیرانیة مع الأطراف الأوروبیة وبیانات قائد الثورة الإيرانية القائمة على ضرورة عدم الثقة بالأوروبیین» مؤكداً «أحقیة تصریحات سماحته».
وأضاف «عندما بدأت المباحثات في إطار الاتفاق النووي، تشكلت جبهة موحدة لجمیع الدول ضدّنا، والتي كانت تتمحور حول أمیركا، لكن الیوم قد تقوضت هذه الجبهة بحیث باتت أمیركا في حال حرب اقتصادیة مع الصین وحلفائها المقرّبین في الشرق الأوسط، بما فیها الیابان وكوریا الجنوبیة، وذلك بسبب سیاسات ترامب الأمر الذي یظهر أنه لم یعد یوجد التحالف السابق ضدّنا».
وأكد رئیس لجنة الأمن القومي النیابیة، أنه «یجب على الأوروبیین أن یثبتوا بأنهم یهدفون إلى متابعة مصالحهم الوطنیة»، موضحاً بأنّ «الأمیركیین لا تربطهم أیة علاقات اقتصادیة ورسمیة معنا، فإنهم لا یرغبون كذلك في انتفاع الآخرین من هذه العلاقات والتعامل الاقتصادي مع الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة، ویحاولون أن یغیّروا قواعد اللعبة، ونحن نأمل أن یتمكن الأوروبیون من المقاومة بهذا الشأن ونختبرهم في هذا الأمر».
وتعلیقاً على بیان موغریني قال بروجردي، «إنّ الاتفاق النووي وبعد انسحاب أمیركا لم یعد یتّسم بالمصداقیة» مؤكداً «ضرورة اتخاذ إجراءات عملیة لكونها من أهم الضمانات بالنسبة للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة».
وأردف أنه «ینبغی للأوروبیین أن یتخذوا القرار في غضون الأسابیع المقبلة لكي تقوم شركاتهم الهامة ونظامهم المصرفي بإنجاز عمل جاد مع إیران».
وفي جانب آخر من حدیثه، قال «إننا في طلیعة مكافحة الإرهاب عالمیاً ومنذ انتشار الحلف الأطلسي في أفغانستان، شهد هذا البلد زیادة في إنتاج المخدرات بواقع حوالي 40 ضعفاً» مبیناً أنّ «العائدات الناجمة عن المخدرات تشكل أحد المصادر الهامة لتمویل الإرهاب، حیث درّت مبیعات المخدرات في زمن سیطرة الحلف الأطلسي بملیارات الدولارات علیهم».
وأكد بروجردي، «أنّ هؤلاء متورطون عملیاً في دعم الجماعات الإرهابیة بهدف مجابهة الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة، ونحن لن نسمح بوقوع هذا الحدث، كما مُنیت كافة محاولاتهم بالفشل طیلة العقود الأربعة الماضیة حیث إنّ أمیركا هزمت في العراق وسوریة ولبنان، كما أنّ بوادر هزیمتهم في الیمن أصبحت جلیة».
من جهة أخرى، قال بروجردي «إنه لا یمكن مقارنة إیران مع كوریا الشمالیة» مدلّلاً بقوله «إننا البلد الوحید الذي أثبت على أرض الواقع وعلى صعید الجغرافیا السیاسیة في العالم، أنه یتمتع بشجاعة التصدي لأمیركا.. وتمكّننا من التعبیر عن آرائنا» لافتاً في السیاق ذاته إلى «اعتقال الجنود الأمیركان الذین دخلوا المیاه الإقلیمیة الإیرانیة، وكذلك الاستحواذ على الطائرة الأمیركیة المسیرة التي دخلت الأجواء الإیرانیة».
وحول «قانون التعطیل» كضمان أوروبي، صرّح بروجردي «أنّ الضمان العملي یكمن في عدم تعلیق عشرات العقود التي تم إبرامها خلال فترة توقیع الاتفاق النووي ولحدّ الآن» مشيراً إلى أنّ «ذلك یشكل أول اختبار للأوروبیین، والاختبار الثاني هو حضور أوروبا في مجال نقل التكنولوجیا والتعاون الاقتصادي لا سیما في مجال اللجنة الاقتصادیة المشتركة، وإذا لم تتخذ أوروبا خطوات تطبیقیة في هذا الصدد، فلن یقبل أي ضمان آخر من جانبها».
وتابع «إنّ هذه الضمانات العملیة تشمل الشركات والمصارف والحكومات فعلى سبیل المثال، في حال عدم تمكن ألمانیا وفرنسا من الاستمرار في الاتفاق النووي تحت الضغوط الأمیركیة، فهذا سیكون نقضاً للاتفاق والتحاقاً بأمیركا ونحن نأمل أن نشهد ظهور أوروبا قویة على ساحة الجغرافیا السیاسیة في یومنا الحاضر».