من دفاتر الذكريات

في كل بيت من تلك البيوت العتيقة عتق التاريخ هناك قصة بطولة وصمود، جدرانها القديمة، أثاثها الفقير، تلك الوجه التي حفر فيها الزمن حكاياه وآلامه بقيت مشرقة بالامل رغم كل شيء، فلتجلس قليلاً ولتسمع قصصهم، فهذه أم تحكي كيف ودّعت فلذة كبدها وكيف استقبلته شهيداً. وذلك أب يغصّ وهو يكلّمك عن ولده المخطوف. وتلك زوجة تقصّ كيف عاد إليها رفيق دربها على كرسي متحرّك، جميعهم بلا استثناء يردّدون كلمة واحدة «فدا الوطن… سورية بتستاهل».

كل الخسائر تبدو صغيرة امام فكرة خسرة الوطن، وكل التضحيات مهما بلغت قسوتها تبقى أسهل. ونحن لا نزال نعيش على ارضه ونتنفس هواءه المُشبع بالكرامة… ولذلك سنقول كما قلنا منذ البداية: «سورية بتستاهل… وكلّو لعيونها بيهون».

وفاء حسن

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى