همس الحكايا
انتصب الريح واقفاً
بين الآهات فوق الوجوه
وفي همس الحكايا الرّصينِ
يا حياة اذهبي واتركيني
ما وراء الكون
ما وراء نقاب امرأة عربية
ما وراء فصول نذرت أحلامها
لنبيّ أمجد
اذهبي واتركيني
علّقيني شمساً في ظلٍّ يميل ويتمايل
ذكرى مدلّلة على باب بيروتيّ
نجمة معلّقة في حلم
علّقيني
يا حياة أشعلي من أصابعي شموعاً
وفي عرق الصبابة على وجه النوى
هناك ضعيني
في زخَات صلاة فجرية شاعرية معتّقة
في حزن ورقٍ مزّقه حبر أسود
هناك كالحرف انثريني
في عطر تسربل بالشوق
شوق تسربل بآيات الكرسي
هناك في غبار السّراب
انسيني
كسُكّرة في قهوة شاميّة
بربّك ذوّبيني
مرّغت جبيني بخدّ القصائد بزيت القدس
بالناي عزفت شهادتي
وعفّرت بالدماء جبيني
أنا؟! من أنا؟
طير تُغرقه أمواج النسمات
سمكة كسر الغيم جناحها
أنا بسمة في هالة دعاء حزينِ
أضعت قلادتي وولادتي
أضعت ملامحي وعروبتي
ما عدت أعرف يساري من يمَني ويميني
وحملت كلّ القضايا فوق زماني
مضيت حافية فوق جبين الشمس
عارية في درب عشق مبينِ
مضيت بائعة في أسواق الأماني
أحمل سلّة قصائدي
أبيع الفكرة بسعر رائحة ياسمينة
والقافية سعر ضوء نجمة المسكينِ
فلا تعجب من أنوثتي ورجولتي
ففي بلادي حمام يسكب الرصاص بين وجعين
ودم الشعراء لون ثورة كل سجينِ
لا تعجب فأنا تلك الطفلة التي قالت:
«لكم دينكم لي قضيتي»
لكم ديني ولي ديني
ديمة منصور