«القومي»: المقاومة ضمانة تحمي إنجاز التحرير بمعادلة الردع

أكد الحزب السوري القومي الاجتماعي أنّ الخامس والعشرين من أيار عام 2000 ليس تاريخاً عابراً في روزنامة الأحداث، بل هو حدث توّج مسيرة نضال حافلة بالتضحيات خاضتها المقاومة ضدّ الاحتلال الصهيوني، فأثمرت تحريراً لمعظم الأرض اللبنانية، ورسمت معادلة جديدة ستبقى راسخة لعقود مقبلة من الزمن.

وبالمناسبة أصدرت عمدة الإعلام في الحزب بياناً جاء فيه: ثمانية عشر عاماً مرّت، واللبنانيون يحتفلون بفرح التحرير، تحرير الأرض وطرد الاحتلال «الإسرائيلي» ، والفرح أصبح مضاعفاً لأنّ اللبنانيين اطمأنّوا بأنّ المقاومة ليست أداة تحرير وحسب، بل هي ضمانة تحمي إنجاز التحرير بمعادلة الردع.

ولأنّ تاريخ الخامس والعشرين من أيار، تكرّس رسمياً وشعبياً، عيداً للمقاومة والتحرير، ولأنّ معاني هذا العيد هي كلّ لا يتجزأ، فإنّ من لا يرى في المقاومة وسلاحها عنصر قوة للبنان، ومن يتنكّر لمعادلة الجيش والشعب والمقاومة، يُحسب متآمراً على إنجاز التحرير ومعانيه.

في هذه المناسبة يؤكد الحزب السوري القومي الاجتماعي ما يلي:

حماية لبنان أولوية وطنية تتجاوز الانقسام السياسي

أولاً: إنّ صون إنجاز التحرير مسؤولية ملقاة على عاتق كلّ القوى، والترجمة تتجسّد بالعمل لتعزيز الوحدة الوطنية، وحماية الاستقرار الداخلي والسلم الأهلي، وأيّ جهة تنأى بنفسها عن هذه المهمة، إنما تسلك سلوكاً مشبوهاً يتعارض مع مصلحة لبنان واللبنانيين. وإنّ التعبير الفعلي عن النيات الصادقة لصون إنجاز التحرير، يتمّ من خلال مواقف واضحة تأخذ في الاعتبار مقتضيات المصلحة الوطنية، فالدفاع عن لبنان فوق الانقسامات السياسية في البلد، والفرصة اليوم سانحة، بأن يذهب الجميع الى حكومة وحدة وطنية ترفع شعار الحفاظ على إنجاز التحرير، وببيان وزاري يؤكد التمسك بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة، لأنها المعادلة التي تحمي لبنان وتمكّنه من انتزاع حقه في تحرير ما تبقى من أرض محتلة، وفي استخراج النفط والغاز في مياهه الإقليمية ومنع العدو الصهيوني من سلبنا هذا الحق.

تحصين التحرير بالإنماء والرعاية الاجتماعية ومحاربة الفساد… والمؤتمرات لا تنتج حلولاً اقتصادية

ثانياً: تحصين التحرير، هو بتحصين الناس في قراها ومناطقها، لا سيما مناطق جنوب لبنان التي صمدت وقاومت الاحتلال الصهيوني، وعوامل التحصين تبدأ بتحقيق الإنماء المتوازن، وبوضع وتنفيذ الخطط والمشاريع الاقتصادية التي ترتكز على الإنتاج، بدءاً من دعم الزراعة إلى دعم المشاريع الإنتاجية إلى إنصاف المنتجين فكراً وغلالاً وصناعة، وصولاً الى تحقيق الرعاية الاجتماعية بما فيها ضمان الشيخوخة والأمومة ورعاية الطفولة، وضمان حقوق الناس في التعليم والاستشفاء وفرص العمل. فقد كفى اللبنانيين معاناة وقهراً وكفى لبنان سمسرات ومحسوبيات وهدراً للمال العام، وآن الأوان لأن تتشكّل إرادة حقيقية لمحاربة الفساد وتحقيق الشفافية والنزاهة.

إنّ المؤتمرات الاقتصادية من باريس واحد الى باريس أربعة وغيرها، لا يعوّل عليها في إنتاج حلول اقتصادية، في ظلّ غياب الخطط والسياسات الواضحة والشفافة بهذا الخصوص، فلبنان بحاجة إلى تعزيز الاقتصاد الإنتاجي بدلاً من الاقتصاد الريعي، وعليه نحذّر من أنّ القروض التي تأتي للبنان ستتحوّل نقمة على اللبنانيين. فالدول والمؤسسات التي تقرض لبنان ليست «جمعيات خيرية» ، بل لها استهدافاتها ومصالحها وشروطها وإملاءاتها، ومنها السعي من أجل تحويل النزوح السوري توطيناً مقنّعاً. ومن هنا تتكشف مؤامرة التوطين ومخطط شطب وتصفية المسألة الفلسطينية، وهذا ما يستدعي مواجهته بموقف لبناني رسمي حازم، رافض كلّ أشكال الإملاءات والمؤامرات، وتأكيد حق عودة الفلسطينيين إلى مدنهم وقراهم.

العقوبات الأميركية لن تنجح في تحقيق هدفها

ثالثاً: إنّ العقوبات الأميركية التي تفرض على قادة ومسؤولين في المقاومة، إنما تستهدف لبنان واقتصاده، فالمقاومة لا تتأثر بعقوبات تفرض على قادة لا يمتلكون أصولاً مالية، بل إنّ الهدف هو محاربة لبنان اقتصادياً تحت ذرائع وحجج لا أساس لها من الصحة، مع تأكيد أنّ هذه العقوبات الأميركية لن تنجح في تحقيق هدفها المتمثل بمحاولة تطويع المقاومة أو ليّ ذراع جمهورها المؤمن بالحق في الصراع والمقاومة من أجل تحرير الأرض وحفظها. وقد كشفت الانتخابات النيابية الأخيرة في لبنان هذا الالتفاف الشعبي العارم حول المقاومة.

ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة هي عنوان التحصين

رابعاً: منذ التحرير 2000، إلى الانتصار 2006 إلى هزيمة الإرهاب 2017، بدا جلياً أنّ ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة هي عنوان التحصين وكرامة لبنان وقوّته، لذلك فإنّ المواقف التي تصوّب بالسلب ضدّ هذه الثلاثية هي مواقف غير مسؤولة ولا تمتّ بصلة الى مفهوم السيادة وإلى قيم الحرية. ولنتذكّر جميعاً أنّ شعارات «القوة في الضعف» و« الحياد» هي التي أنتجت العمالة للعدو اليهودي العنصر وجعلته يتجرّأ على اجتياح لبنان وتدمير القرى وقتل اللبنانيين.

لكن عندما بدأت تتشكل إرادة القوة في لبنان من خلال المقاومة التي انطلقت من حاصبيا بصلية صواريخ الكاتيوشا وإسقاط شعار «سلامة الجليل» ومن ثم رصاصات خالد علوان وتحرير بيروت، وصولاً إلى التحرير وانتصار تموز 2006، فإنّ العدو الصهيوني بات يحسب ألف حساب للمقاومة قبل أن يُقدِم على أيّ عدوان على لبنان.

تحية الوفاء إلى شهداء المقاومة كافة

خامساً: في عيد المقاومة والتحرير، يتوجّه الحزب السوري القومي الاجتماعي بتحية الوفاء لشهدائه وكلّ شهداء المقاومة الذين بذلوا الدماء على هذه الطريق، ويُحيّي كلّ مقاوم على ما قدّم من تضحيات، كما يحيّي اللبنانيين الذين شكلوا حاضنة آمنة وأمينة للمقاومة، ويؤكد عهد الوفاء على المضيّ في مسيرة حماية خيار المقاومة وديمومة النضال، من أجل استكمال الإنجاز بتحرير ما تبقى من أرض لبنانية محتلة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى