طهران: على واشنطن الخروج من سورية لإجراء انتخابات حرة.. ودمشق تترأس «المؤتمر الدولي لنزع السلاح» رغم معارضة أميركا
قال المستشار الخاص لرئيس البرلمان الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إنه ومع هزيمة «داعش» يتعيّن على القوات الأجنبية غير الشرعية المنتشرة في سورية الخروج تمهيداً لإجراء انتخابات حرة.
وأشار عبد اللهيان لدى استقباله الأحد مسؤول شؤون الشرق الأوسط وإيران في جهاز العلاقات الخارجية للاتحاد الأوروبي الأدميرال كاري ارنبرغ، إلى الأوضاع الإقليمية والدولية، منتقداً الممارسات الأميركية المزعزعة للاستقرار في العالم.
وصرّح عبد اللهيان بأن الولايات المتحدة وبعض حلفائها في المنطقة ومنهم الكيان الصهيوني والسعودية يزعزعون الاستقرار والأمن بالمنطقة من خلال رعايتهم ودعمهم للإرهاب.
وأضاف المستشار الخاص لرئيس البرلمان الإيراني، أن هذا يأتي في الوقت الذي قامت فيه الأجهزة الأمنية الأميركية بنقل الكثيرين من قادة «داعش» في الأيام الأخيرة إلى بعض قواعدها العسكرية قبل أن تنقلهم إلى شمال أفغانستان ومناطق أخرى في غرب آسيا وشمال أفريقيا.
ولفت عبد اللهيان إلى الأوضاع في سورية، قائلاً «إن إيران أكدت منذ البداية الخيار السياسي للحل في سورية والآن ومع هزيمة «داعش» آن الأوان لخروج القوات الأجنبية اللامشروعة ومنها الولايات المتحدة التي لديها قواعد عسكرية عدة، من سورية كي يتسنى للمسؤولين التحضير لإجراء انتخابات حرة بمشاركة جميع المواطنين السوريين في بلدهم.
وشدد المسؤول الإيراني على أن المستشارين العسكريين الإيرانيين سيواصلون مكافحة الإرهاب إلى جانب السوريين ما دامت الحكومة السورية بحاجة إلى الدعم.
وفي السياق نفسه، قال الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، إن الوجود الإيراني في سورية مستمر ما دام الإرهاب يهدّد الأمن في سورية وما دامت الحكومة السورية تطلب ذلك.
ووصف شمخاني في تصريح لقناة «الجزيرة» ، هذه الاستراتيجية الإيرانية بأنها ثابتة لا تعرف التغيير ولا تختص بسورية فحسب، بل تتعدى ذلك للدفاع عن فلسطين.
وأكد شمخاني أن سياسة إيران تهدف إلى تحقيق الاستقرار وجعل المنطقة خالية من التوتر والعدوان والمساهمة في استتباب السلام والاستقرار والأمن والمساعدة على تنمية دول المنطقة ونشر الرخاء فيها.
وأضاف الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي، أن الإيرانيين حلوا ضيوفاً على الحكومة السورية. وهذه الحكومة تشعر بالمسؤولية تجاههم كمستشارين عسكريين بقدر ما تبدي حساسية تجاه الاعتداء على بلدها من جانب الإرهابيين ومن يدعمهم.
إلى ذلك، تترأس سورية بدءاً من اليوم الاثنين «المؤتمر الدولي لنزع السلاح» ولمدة 4 أسابيع في مدينة جنيف السويسرية، رغم حملة أميركية صهيونية معارضة.
ويستمر المؤتمر لغاية يوم 24 حزيران/ يونيو المقبل، بحضور 65 من دول العالم من بينها الدول الخمس دائمة العضوية، على أن تكون مدة رئاسة سورية للمؤتمر 4 أسابيع.
و» المؤتمر الدولي لنزع الأسلحة» ، هو منظمة أممية تُعنى بالعمل على نزع أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية ومراقبة التسلح في العالم.
وتتولى الدول المشاركة في مؤتمر نزع السلاح في جنيف رئاسة المؤتمر بشكل دوري وذلك وفق تسلسل الأحرف الأبجدية. ولا يمكن تغيير هذه القاعدة من دون إجماع بين الدول المشاركة كلها، والمؤتمر هو الهيئة الدائمة الوحيدة في العالم التي تتم فيها مناقشة ملف أسلحة الحرب بشكل دائم.
وقال مندوب سورية لدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف حسام الدين آلا: إن جدول أعمال المؤتمر «يتضمّن قضايا تتعلّق بنزع السلاح النووي» .
وأجرى الجانب الأميركي خلال الأيام الماضية اتصالات مكثفة مع الجانب الروسي من أجل الضغط على سورية ودفعها للتنازل عن رئاسة المؤتمر من دون نتيجة.
من جهته وصف المندوب الأميركي في الأمم المتحدة في جنيف، روبرت وود، اليوم الاثنين، الموافق لابتداء رئاسة سورية للمؤتمر ، بأنه سيكون «أحد أحلك الأيام في تاريخ مؤتمر نزع السلاح» ، على حدّ وصفه.
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية استشهاد 4 مستشارين عسكريين روس وإصابة 3 آخرين في هجوم على موقع للجيش السوري في دير الزور.
وأوضحت الوزارة أن المستشارين العسكريين الروس كانوا موجودين في نقطة للجيش السوري، أثناء استهداف المسلحين لها، مضيفةّ أن الجيش السوري ردّ على الهجوم وتمكّن من القضاء على 43 مسلحاً وتدمير 6 سيارات مجهزة بأسلحة ثقيلة.
وفي وقتٍ لاحق أمس، قالت الوزارة في بيانها، إن مستشارين اثنين قتلا في المكان، وأُصيب 5 آخرون ونقلوا على الفور إلى مستشفى عسكري، ورغم جهود الطاقم الطبي إلا أن اثنين آخرين فارقا الحياة متأثرين بجروحهما.
وكانت وحدات من الجيش السوري الجيش والحلفاء تصدّت الأربعاء الماضي لهجوم مسلحي من «داعش» على عدد من النقاط العسكرية فى بادية الميادين بريف دير الزور وقضت على أكثر من 10 منهم، بعضهم من جنسيات أجنبية.
واستعادت وحدات الجيش في تشرين الأول/ اكتوبر الماضي السيطرة على عشرات القرى والبلدات في ريف دير الزور بعد تحريرها من الجماعات المسلحة، لم يتبق لتنظيم داعش سوى بعض الجيوب المتفرقة في بادية الميادين وقرب الحدود السورية العراقية وعلى مقربة من شرق الفرات.
وفي السياق، ألقى الطيران المروحي في الجيش السوري منشورات تحثّ أهالي محافظة إدلب وبقية المحافظات المقيمين فيها على الدخول في مصالحة محلية تخلّصهم من تحكّم الجماعات المسلّحة بهم.
وسقطت المنشورات فوق مناطق وقرى الدانا وسرمدا ومخيمات النازحين شمال إدلب، وتضمّنت خطاباً يحثّ الأهالي على البحث عن حياة تبعدهم عن الخوف والقلق في ظلّ وجودهم في مناطق الجماعات المسلحة.
وقال الجيش السوري في منشوراته إن الحرب اقتربت من نهايتها، وإنه آن الآوان لوقف سفك الدم والخراب، حيث دعا الأهالي إلى الدخول في مصالحة محلية كما فعل الكثيرون.
وطالب الجيش السوري الأهالي بالتعاون معه لتخليصهم ممن تحكّمت الجماعات المسلّحة بهم ليحافظ على حياتهم وحياة عائلاتهم، مشجّعاً على المساهمة في إعادة الأمن والاستقرار والبدء بإعادة البناء.
وتشهد محافظة إدلب كثافة سكانية تجاوزت المليوني نسمة بعد انتقال آلاف المسلّحين وعائلاتهم إليها، وذلك بعد إخراجهم من مناطق عديدة في حلب وحمص وحماة ودمشق.