فياض: سنبقى حزب النهضة والمقاومة… وحركةً إصلاحية تعمل للمواطنة وللدولة القومية المدنية
أحيا الحزب السوري القومي الاجتماعي وأهالي مدينة صور والبرج الشمالي ذكرى أسبوع المناضل حسن عبد الله مرتضى، بحضور رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حنا الناشف، الرئيس السابق للحزب الوزير علي قانصو، عميد الثقافة والفنون الجميلة د. زهير فياض، العميد خليل بعجور، عضوي المجلس الأعلى قاسم صالح وعاطف بزي، عضو هيئة منح رتبة الأمانة عباس صالح، منفذ عام صور الدكتور محمود أبو خليل، منفذ عام النبطية وسام قانصو، مدير مديرية صور عباس فاخوري، عدد من أعضاء المجلس القومي وعدد من مسؤولي الوحدات الحزبية.
كما حضر النائب نواف الموسوي على رأس وفد من حزب الله، النائب السابق عبد المجيد صالح، المسؤول التنظيمي لحركة أمل في إقليم جبل عامل علي إسماعيل على رأس وفد، مسؤول منطقة صور في الحزب الشيوعي اللبناني كامل حيدر على رأس وفد، عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية عباس الجمعة على رأس وفد، رئيس اتحاد بلديات صور المهندس حسن دبوق، رئيس أساقفة صور للطائفة المارونية المطران شكرالله نبيل الحاج، رئيس تجمّع العلماء المسلمين في صور الشيخ علي ياسين، المحافظ السابق حليم فياض، الرئيس السابق لبلدية قانا الجليل الدكتور صلاح سلامة، وحشد من الفاعليات الدينية والبلدية والاجتماعية.
عرّف الاحتفال مفوّض مفوضية شحور عبد المجيد رشيد، وألقى الشيخ علي مغنية كلمة دينية، وألقى سليمان بختي كلمة أصدقاء الراحل، وباسم العائلة تحدّث علي مرتضى حفيد الراحل ، وقد أجمعت الكلمات على تقدير مواقف الراحل ومسيرته الحزبية والاجتماعية والثقافية ونضاله الحافل في سبيل قضية تساوي وجوده.
كلمة مركز الحزب
أما كلمة مركز الحزب السوري القومي الاجتماعي فقد ألقاها عميد الثقافة والفنون الجميلة الدكتور زهير فياض وجاء فيها: «نلتقي اليوم في حضرة الغياب، في ذكرى أسبوع الرفيق حسن مرتضى، لنؤكد الحضور في حضرة الغياب، كيف لا ونحن من مدرسةٍ تؤمن بأنّ النفوس الحيّة الأبيّة العزيزة تفرض نفسها على هذا الوجود.
ورفيقنا الراحل جسداً، باقٍ روحاً في كلّ تفاصيل حياة مجتمعنا، باقٍ بنضالاته، بعطاءاته، بإسهاماته، بكتاباته، بفكره، بقلمه، بكلّ ما أضاف إلى معين هذا الحزب وإلى نهضته خلال سنيّ عمره التي قضاها جهاداً، ولقباً، وسهراً، ونضالاً، وكفاحاً في الساحات كلها.
من صور التي كان فقيدنا من الرعيل الأول فيها، ومِنْ بُناة مداميك النهضةِ الأُول فيها، مَن المربِّين الأوائل، من معتنقي العقيدة القومية الاجتماعية التي ساهم بنشرها انطلاقاً من صور، إلى قرى وبلدات جبل عامل، ومدن ودساكر هذا الجنوب الأبيِّ البطل، فكان أن أزهر الزرع، وأينع الثمر، فقطفنا مواسم خير وعطاء وعزِّ ونضال ومقاومة أثمرت تحريراً لأرض جنوب لبنان والبقاع الغربي، وتشاءُ الصدف الجميلة أنّ تأتي ذكرى أسبوع رفيقنا وحبيبنا حسن مرتضى في يوم 25 أيار، عيد المقاومة والتحرير.
مفارقةٌ لها معانٍ كبرى، ورمزيتها أنّ حقائق التحرير فرضتها نفوس وإراداتُ ونضالاتُ أعزاء كان حسن مرتضى من أبرز رجالاتها في هذه المنطقة العزيزة من لبنان.
ماذا عسانا نقول اليوم في ذكرى أسبوعك يا رفيقي، ويا قدوتنا في النضال؟ نحن لا نرثي، نحن فقط نرتقي مع ارتقاء أرواح مناضلينا إلى السماء لنؤكد أنّ الحياة كانت وتبقى وقفات عزٍّ لا تعرف إلا الشموخ، والكرامة والإباء.
برحيلكَ جسداً، نفتقدُ قامةً من قامات النهضةِ والحزب، ممن أغنوا مسيرة نضال الحزب في كلّ الميادين، من النضال الميداني، إلى الصراع الفكري والثقافي، حيث عرفناك كاتباً ألمعياً لمئاتِ المقالات والدراسات والأبحاث حول الفكر والسياسة وتطورات المرحلة.
يأتي رحيلك جسداً اليوم، ونحن نحيا في مرحلةٍ تاريخيةٍ صعبةٍ وهامة ومفصلية من تاريخ بلادنا، حيث تتزاحم المؤامرات من كلِّ حدبٍ وصوب، متلبّسةً ألف شكل ولون، من العراق، إلى الشام، إلى فلسطين إلى لبنان الحبيب، يأتي رحيلك موجعاً في زمنٍ نحن أحوج ما نكون فيه إلى مثل قامتك وفكرك وعقلك.
ولكن، ما يخفِّف عنا هو انتصارات حققتها القوى الحية في ميادين القتال في وجه مشاريع التفتيت والتقسيم والشرذمة والانشطارات، منها أنّ العراق ينهض من كبوته محاولاً تلمّس طريق خلاصه في وحدته، وفي قدرته على إعادة بناء كلِّ ما تهدّم، مروراً بالشام التي شهدت أخطر مؤامرة عالمية لتطويعها، وتركيعها، وضرب إرادة الصمود فيها باعتبارها قلعة من قلاعِ المقاومة وركناً أساسياً من أركان الصمود فيها، وصولاً إلى لبنان بخاصة أننا نحتفل اليوم بعيد المقاومة والتحرير فيه، بعد أنّ أسقِطَ مشروعُ الإرهاب فيه، انتهاء بفلسطين التي وبالرغم من كلّ محاولات الإسقاط والتهميش والتصفية، تبقى هي المسألة المركزية في روزنامة كفاحنا القومي رغم القهر، ورغم الحصار، ورغم كلّ محاولات التيئيس والتسطيح والتسخيف.
نلتقي اليوم لنؤكد لك يا رفيق حسن أنّ حزبك كان وسيبقى حزبَ النهضة رغمَ كلّ الجراحات النازفة، ورغم الإخفاقات سيبقى الحزب السوري القومي الاجتماعي حزب النضال في كلّ الميادين، حزب الشهداء، حزب المدافعين عن قضية الأمة، وسيبقى حركةً إصلاحية تدعو للمواطنة وللدولة القومية المدنية، لتعميق مفهوم الهوية الوطنية والقومية، حزب الوحدة على مستوى الأمة بكياناتها كلها، حزب فلسطين حتى تحرير فلسطين كلها، حزب بناءِ الإنسان الجديد في قيمه ومفاهيمه وأخلاقه ومناقبه.
ختاماً، تحيةً لك، تحية إلى روحك، وعهداً سنبقى على العهد والوعد، ولتحي سورية…