حزب الله: نسعى لمكافحة الفساد بأشكاله كافة ولمقعد ثابت على طاولة صنع القرار
أكد حزب الله أنه سيكافح الفساد بأشكاله ومسمّياته كلها، بالوقاية والعلاج، مشدِّداً على أنه لا يسعى إلى الهيمنة بل «أن يكون لنا على طاولة صنع القرار الوطني اللبناني مقعد ثابت».
وفي هذا الإطار، قال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، خلال إفطار رمضاني «جرت الانتخابات بكل هدوء وإتقان على الرغم من كل التشويش الذي كان عليها، إن لجهة التخويف من إمكان الظروف الأمنية أو لجهة تدخل بعض الدول الكبرى والإقليمية، أو لجهة احتمال أن تحصل أحداث غير متوقعة فتبطل الانتخابات أو ما شابه ذلك، ولكن تبين أن الانتخابات جرت على أفضل وجه، ورغم انتقاد البعض لقانون الانتخابات، تبين أن قانون النسبية أفضل من كل القوانين السابقة، لأنه في الحقيقة جعل الفرصة متاحة لتمثيل من يمثلون الناس ومن يستحقّون أن يمثلوهم، بما أن لهم حيثية في مناطقهم وقراهم وبلداتهم».
ورأى أن هذه الانتخابات «عبّرت عن نبض الناس وقناعاتهم»، مشيراً إلى أن «هذا التأييد الواسع لحزب الله وحلفائه هو حصانة لمشروع لبنان الوطن الحر والمستقل، ومؤشر للخيارات التي يجب أن تتبناها الحكومة، لأن الشعب قال كلمته وأعطى لنظافة الكفّ، ومواجهة الفساد، ورفض التبعية، وحماية لبنان. الشعب أعطى لنحمي ونبني معاً، أعطى لبناء الدولة العادلة التي تهتمّ بمواطنيها واقتصادهم وتأمين فرص العمل لهم».
ودعا إلى «الإسراع في تشكيل الحكومة، وأن يكون على رأس أولوياتها وضع خطة تستهدي بها في أعمالها ومشاريعها، بدلاً من أن تعمل خبط عشواء»، ولفت إلى أن «يكون محور اهتمامها ثلاثياً: تحسين الوضع الاقتصادي، وانصاف المناطق المحرومة بالتنمية والخدمات، وتوفير فرص العمل».
ورأى أن «أول تحدّ أمام الحكومة هو التوظيف في جميع الأسلاك العسكرية والمدنية على أساس الكفاية والمباريات»، داعياً لعدم «التوظيف بالمحسوبيات والواسطة».
وأكد «أهمية أن ننفذ نتائج مباريات الخدمة المدنية»، وقال «لقد قرّر حزب الله مكافحة الفساد بكل أشكاله ومسمياته، بالوقاية والعلاج. فالوقاية تكون بالوقوف بوجه مقدّماته مثل الاعتماد على المناقصات بشفافية بدلاً من التراضي، وإصدار المراسيم التي تمنع التهرب الضريبي، وملاحقة آليات العمل في الجمارك لإيقاف الهدر قبل حصوله، هذا عمل وقائي. وأما العمل العلاجي فيكون بالتصدّي للفساد سراً وعلناً».
من جهته، دعا رئيس المجلس السياسي في حزب الله السيد إبراهيم أمين السيد خلال رعايته الاحتفال التكريمي الذي نظمته عشيرة آل جعفر في منزل أبو ياسين جعفر في بلدة الميدان في قضاء الهرمل، لعوائل الشهداء وللجرحى والأسرى بمناسبة عيد المقاومة والتحرير، الدولة لأن تكون على قياس صانعي الشهادة والنصر، لافتاً إلى أن هناك مَن يريد أن يتنكّر للنصر وتشويه دور المقاومة وإعلاء شأن الإرهابيين.
بدوره، لفت عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب نوّاف الموسوي خلال لقاء حواري أقامه حزب الله في بلدة القليلة الجنوبية، إلى أنه «قبل هذه الانتخابات ولأن حضورنا داخل مؤسسات الدولة كان مفروضاً عليه التهميش، كانت قدرتنا محدودة في مجال القيام بما يتوجب علينا حيال أهلنا من خدمات على صعد مختلفة، ولكن اليوم نأمل ونسعى من خلال استكمال بناء المؤسسات الدستورية وتشكيل هذه المؤسسات، أن تكون ظروفنا في تقديم الخدمات لأهلنا أفضل».
وقال «إن مواقفنا من القضايا المطروحة على الصعيد الداخلي محكومة لقضايا الناس وهمومهم، ونحن لسنا في صدد السعي إلى الهيمنة والاستحواذ كما يحاول البعض أن يتّهم ويطلق الشائعات، لا سيما أن أقصى همنا كان على مدى تاريخ انتمائنا إلى الجمهورية اللبنانية، أن نكون شركاء كاملي الشراكة معترفاً بهم، وغاية همنا أن يكون لنا على طاولة صنع القرار الوطني اللبناني مقعد ثابت، وليس مقعداً متأخراً عن هذه الطاولة أو مقعداً دورياً استنسابياً بحسب الأوضاع والأزمات».
وأكد أننا «نمد يدنا إلى الكتل النيابية والقوى السياسية لأن نتعاون معاً من أجل حل القضايا الأساسية للمواطن، فجميعنا نعاني من أزمات الكهرباء والمياه وصرف المياه الصحية ومعالجة النفايات، وبالتالي علينا أن نتفق على حلّ هذه المشاكل بداية. ونحن نعتبر أن هذه الأمور هي من أولويات الحكومة. لذلك، الوقت ليس للتجاذب والتنازع السياسي، بل هو وقت التعاون العملي الميداني من أجل مكافأة اللبناني الذي جاء وصوّت للانتخابات».
وفي الختام طالب الحاضرون الموسوي بمتابعة عدد من القضايا العالقة.