«جوليا»… كوميديا خفيفة بطعم «الكاراميل»!
آمنة ملحم
كعمل متّصل وشبه منفصل، اجتماعي كوميدي خفيف، حلّ مسلسل «جوليا»، من تأليف مازن طه، وإخراج إيلي فؤاد حبيب، وبطولة ماغي بو غصن وقيس الشيخ نجيب، ضيفاً على الشاشة الفضّية في الموسم الرمضاني الحالي.
تقوم ثيمة العمل على حالات غريبة تسيطر على «جوليا» المهووسة بفنّ التمثيل، وذلك مع كلّ دور تؤدّيه أمام الكاميرا، لتحمله معها إلى حياتها العادية.
فكرة العمل ككل تحمل التجديد، وتقدّم وجبة كوميديّة خفيفة الظلّ تقوم على العفوية، وهي الغاية من العمل.
الفنانة ماغي بو غصن نجحت في لفت النظر عبر إتقانها الكركترات المتنوّعة التي أوكلت إليها، فتؤدّي كلّ دور بخفّة وتلوين في الشكل والحركات، وحتّى في نبرة الصوت، ما جعلها قريبة من الجمهور، لا سيما مع كركتر الراقصة الذي برعت بو غصن في تأديته بمبالغة تبرّرها الكوميدية الملاصقة للعمل.
وبعيداً عن الكوميديا، لم يكن أداء الفنان قيس الشيخ نجيب خلال الحلقات الأولى من العمل على ما يرام هذه المرّة، فشخصية «الدكتور عاصي» تائهة بين الجدّية في تعامله مع طليقته ليليا الأطرش التي تقاسمه المنزل، والكوميديا التي تعترض طريقه في عيادته النفسية. ولكن مع تصاعد الأحداث، وجدنا كيف تطوّر الأمر مع قيس، وستكون للرومنسية حصتها لديه، هو الذي يعرف كيف يلعب على أوتارها.
عموم الشخصيات في العمل جاءت خفيفة الحضور، من دون ثقل درامي كبير، وهنا طبيعة العمل تفرض هذه السمات على شخوصها.
أما بالعودة إلى الملامح والظروف العامة للمسلسل، فنجدها تتقاطع بشكل كبير مع مسلسل «كاراميل» للكاتب طه وبطولة بو غصن أيضاً، فجوليا محاطة بأمّ حنون تقلا شمعون ، تتفهّم كل ما تفعله من دون أيّ تذمّر من تصرّفاتها الغريبة. ولديها أيضاً أخ وحيد، بينما الأب غائب عن حياة الأسرة، ولجوليا صديقة تشكّل بئر أسرارها، ومصدر راحة ومرجعية تعود إليها دائماً في أسوء حالاتها، وتلك الصديقة هنا أيضاً تعيش وحيدة في منزلها وتجسّد الدور الفنانة نفسها جيسي عبدو، والتي كانت أيضاً صديقة «مايا» في «كاراميل».
تلك التقاطعات التي بدت واضحة في العمل ربما تجعل المشاهد أحياناً يعتقد أنه أمام جزء ثان من «كاراميل»، لا سيّما مع تقلّبات مزاج «جوليا» وتشابه نمط لباسها في حالاتها العادية بعيداً عن كركترات العمل التي تفرضها طبيعة الحكاية هنا. فهل كل هذه التقاطعات جاءت كمجرّد صدفة؟
ربما جاء العمل ليبني على نجاح العمل الذي سبقه وهذا ليس عيباً ولا يعتبر مشكلة درامية لو أنّ صنّاع العمل صرّحوا بذلك مسبقاً، ولكن ذلك لم يحصل، ما جعل الباب مشرعاً أمامنا لاستهجان كلّ تلك التقاطعات بعملين منفصلين تماماً من ناحية الحكاية.