اليوم دمشق بلا إرهاب.. غداً القدس بلا صهاينة

العلامة الشيخ عفيف النابلسي

لقد ظنت أميركا أن إرهابها ستكون له الكلمة الأخيرة في سورية. سبع سنوات من الإجرام والتدمير والفتن وحملات الكذب والتضليل لم تدفع سورية إلى الاستسلام والخضوع.

خنق سورية من الداخل وحرقها بنيران الجماعات الإرهابية التكفيرية المستوردة من شتى أنحاء العالم مثل وصفة رائعة في البداية لكل المتآمرين، لكن الوصفة لم تكن ناجعة بالتمام والكمال.

تضحيات الجيش العربي السوري وحلفائه جعلتها عديمة النفع ورديئة. وها هم الإرهابيون يُنقلون أذلاء إلى خارج مناطق إفسادهم. لم تعُد الدول تراهن عليهم لتغيير موازين القوى، أما هم فاليأس والخسران أكلا من رصيدهم وحافزيتهم، وشعورهم بالتهميش لم يُترك لهم بعد مجال للاستمرار في مشروعهم العبثي.

انتهى مفعول الخمر والسحر في رؤوسهم وكل من حرّضهم وزوّدهم بالمال والسلاح يريد أن يتخلى عنهم. وعادة، إنّ أسلوب الممولين لا يختلف عن الإحراق في طاحونة دموية تتحضّر لهم في إدلب معقل أهل الغي والشقاق والنفاق، ولو سمّوا بالجهاديين زوراً، الذين لا ينتهي بهم المطاف في فلسطين المحتلة وما يفعله الاحتلال الإسرائيلي بأهلها .

تكاد تكون فلسطين بالنسبة إليهم من ألغاز الطبيعة ولا يُستحضر الجهاد عندهم إلا لتمزيق الشعوب والدول التي تقاوم مشروع أميركا وحلفائها في المنطقة. يا للمفارقة !

اليوم سورية تنتقل إلى مرحلة جديدة من القوة والمواجهة. لم تكن الصواريخ التي أُطلقت على مواقع إسرائيلية في الجولان قصائد شعرية. كانت موجّهة إلى صميم الكيان وغطرسته. المواجهة المقبلة مع الأصلاء. وهذا هو المطلوب بعدما انتهى دور الوكلاء طحالب تُدهَس وأورام تُستأصل .

قلبي اليوم مثقل بالبهجة بعدما سمعت أن دمشقَ وريفها بلا إرهابيين، وسيكون أكثر بهجة عندما نسمع أن القدس أيضاً بلا صهاينة.

الأيام مقبلة والنصر حليف الشرفاء الصادقين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى