ترامب شكّل «فريقاً عظيماً» لمحادثاته مع كيم أون.. لافروف: الضمانات الأمنية يجب أن تُقدَّم لتصبح منطقة سلام

أعلنت وزارة الوحدة في سيول، عن «تبادل الكوريتين قوائم وفديهما الرسميين في المحادثات الرفيعة المستوى التي ستعقد الأسبوع الحالي، كنتيجة لاتفاق السلام والمصالحة بين قادة البلدين».

ويتكون وفد كوريا الجنوبية من خمسة أعضاء، برئاسة وزير الوحدة تشو ميونغ – جيون، للاجتماع المقرر عقده يوم الجمعة، فيما حددت كوريا الشمالية قائمة وفدها برئاسة ري سون كوون، رئيس لجنة إعادة التوحيد السلمي للبلاد.

ووافق الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه – إن، والرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون، السبت الماضي، على عقد المحادثات التي أجلتها بيونغ يانغ إلى أجل غير مسمّى في 16 أيار الماضي، احتجاجاً على التدريبات السنوية للقوات الجوية التي أجرتها سيول وواشنطن.

ويعتزم الجانبان مناقشة سبل إنفاذ الإعلان المشترك، الذي تبنّاه الرئيسان في قمتهما الأولى في 27 نيسان الماضي، في قرية الهدنة بانمونغوم في المنطقة المنزوعة السلاح التي تفصل الكوريتين.

وبموجب الإعلان التاريخي، اتفق مون وكيم على خفض التوترات العسكرية وتعزيز التعاون والسعي للتوصل إلى معاهدة سلام و»نزع السلاح النووي الكامل» لشبه الجزيرة الكورية.

ترامب

بدوره، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، «أنّ الاجتماعات بشأن المحادثات مع كوريا الشمالية جارية»، مشيراً إلى أنّ «نائب رئيس كوريا الشمالية في طريقه حالياً إلى نيويورك».

وكتب ترامب عبر حسابه في «تويتر»: «شكلنا فريقاً عظيماً لمحادثاتنا مع كوريا الشمالية. وتجري اجتماعات حالياً بشأن القمة، وأكثر من ذلك. كيم يونغ تشول نائب رئيس كوريا الشمالية يتّجه الآن إلى نيويورك».

وتسارعت وتائر الأحداث المرتبطة بالقمة التاريخية المرتقبة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، بعدما قرر ترامب إلغاءها، ثم تراجع مجدداً ليقرر عقدها في موعد لم يحدد بعد.

روبيو

أكد السناتور الأميركي ماركو روبيو قناعته بأنّ «كوريا الشمالية لن تتخلّى أبداً عن برنامجها النووي، وأن سلوك رئيسها كيم جونغ أون ما هو إلا مجرد تمثيلية».

ونقلت قناة تلفزيون «ABC News» عن روبيو قوله: «أنا على ثقة بنهاية المطاف، أن رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون لا يرغب في نزع الأسلحة النووية، وهو لن يتخلص من الأسلحة النووية، لكنه يريد خلق انطباع بأنه زعيم منفتح، وأنه مسالم وعقلاني».

ورأى ماركو روبيو أن كيم جونغ أون لديه ارتباط «عاطفي وشخصي ونفسي بأسلحته النووية، لأنه بفضلها، يشعر بأنه صاحب نفوذ».

لافروف

من جهته، صرّح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف «أنّ الضمانات الأمنية يجب أن تقدّم من قبل كوريا الشمالية وجميع بلدان المنطقة، لتصبح منطقة سلام».

وقال لافروف: «إنّنا مهتمّون بفك عقدة الأزمة في أقرب وقت ممكن من خلال نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية كاملة وتوفير الضمانات الأمنية لجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية وجميع الدول في هذه المنطقة الهامة من العالم، الذي يجب أن يتحوّل إلى منطقة سلام واستقرار وأمان لجميع الدول، الواقعة شمال شرقي آسيا».

ومن الجدير بالذكر أن الوضع في شبه الجزيرة الكورية كانت إحدى المواضيع، التي تطرّق إليها وزير الخارجية الروسي خلال لقائه مع نظيره البيلاروسي ملاديمير ماكيي في مينسك.

بيونغ يانغ

فيما دعت صحيفة رودونغ الكورية الشمالية الناطقة باسم حزب العمال الحاكم، واشنطن لـ «وقف مناوراتها العسكرية المشتركة مع كوريا الجنوبية لتكريس جو الحوار الذي يسود حالياً بين بيونغ يانغ وواشنطن».

وتحت عنوان «تصرّف ملائم ملزم تماشياً مع جو الحوار» تساءلت الصحيفة في مقال تحليلي «في الوقت الذي تمضي فيه كوريا الشمالية والولايات المتحدة قدماً نحو إجراء حوار حول مجمل القضايا الراهنة بينهما، هل هناك من داعٍ لإجراء الولايات المتحدة الأميركية مناورات عسكرية مشتركة مع كوريا الجنوبية؟».

ويرى المراقبون أن ادعاء الشمال هذا قد يكون محاولة لتمهيد الطريق لإدراج مسألة وقف المناورات العسكرية المشتركة بين قوات كوريا الجنوبية وأميركا ضمن مواضيع لقاء القمة الكوري الشمالي – الأميركي في الوقت الذي تجريان مفاوضات حول مواضيع القمة المخطط لعقدها يوم 12 حزيران المقبل في سنغافورة.

واعتبرت الصحيفة أنه «من الأعراف الدولية الكفّ عن الأعمال العسكرية عندما يعلن الطرفان المتنازعان عن بدء المفاوضات، مهدّدة بعودة جميع التطورات حول القمة إلى المربع الأول، إذا بدأت المناورات العسكرية المشتركة بنشر الأسلحة الأميركية التي تعمل بالطاقة النووية».

وأكدت الصحيفة أنّ «قضية المناورات العسكرية المشتركة هي محكّ اختبار للولايات المتحدة الأميركية حول ما إذا كانت ترغب في السلام أم الحرب، وعليها التخلّي عن لعبة تهديد وترهيب الطرف الآخر باستعراض قوتها إذا كانت ترغب في لقاء القمة بجدية».

وانتقدت الصحيفة المناورات العسكرية المشتركة السنوية المخططة في آب المقبل، معتبرة أنها «بروفة لهجوم استباقي وشنّ حرب شاملة ضد بلادها، وأنها تشكل مصدراًَ يدمر السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية».

سيول

وفي هذه الأثناء، كشفت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء أمس، «أن كيم يونغ تشول، رئيس المخابرات السابق وأحد كبار المسؤولين في كوريا الشمالية، توجّه إلى واشنطن بعد توقفه في بكين، وذلك لإجراء محادثات مع المسؤولين الأميركيين بشأن اجتماع القمة المحتمل بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون والرئيس الأميركي دونالد ترامب».

وشارك كيم يونغ تشول عن كثب في محادثات مع كوريا الجنوبية أيضاً كما أن زيارته للولايات المتحدة ستشير بشكل أكبر إلى أن التحضيرات للقمة التاريخية تمضي قدماً.

واشنطن

من جهة أخرى، قررت الولايات المتحدة التريّث في توسيع عقوباتها ضد كوريا الشمالية.

وأوضحت صحيفة The Wall Street Journal أنّ «البيت الأبيض كان بصدد الإعلان أمس، عن عقوبات جديدة ضد كوريا الشمالية بسبب تصريحات كيم المعادية، لكنّه قرر تأجيل الإعلان عنها إلى أجل غير مسمى، بعد النجاح الملحوظ في المحادثات بين الطرفين حول لقاء كيم وترامب المزمع عقدة يوم 12 حزيران في سنغافورة».

ولفتت الصحيفة إلى أن «وزارة الخزانة الأميركية كانت أعدت حزمة من العقوبات التي تطال أكثر من 30 شخصاً، وهو ما كان سيؤثر على بعض الشركات الروسية والصينية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى