لافروف: محاولة إشاعة الفوضى في سورية تمّ إحباطها.. وأنباء عن تسليم الحدود الجنوبية بما فيها التنف للدولة

أكد وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف أمس، أن محاولة إشاعة الفوضى في سورية أخفقت وتمّ منعها.

وقال لافروف للصحافيين في مينسك، إنه تتولّد لدى الجانب الروسي انطباعات بسعي بعض الأطراف لنشر الفوضى في سورية مثلما جرى في العراق وليبيا، مؤكداً أنه «تم منع ذلك».

إلى ذلك، تتواصل الاتصالات بين روسيا والأردن والولايات المتحدة حول منطقة خفض التوتر في جنوب سورية، وتوصلت الأطراف إلى اتفاق على عقد لقاء ثلاثي بهذا الشأن.

وقال ممثل الرئيس الروسي في الشرق الأوسط ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف للصحافيين أمس: «الاتصالات مع الأردن والولايات المتحدة بشأن المنطقة الجنوبية لخفض التوتر في سورية مستمرة، وهناك اتفاق لعقد اجتماع ثلاثي، اتفقنا على فكرة عقد اجتماع لممثلي الدول الثلاث».

ولم يذكر بوغدانوف موعداً للاجتماع، «كلما كان الاجتماع أسرع، كان ذلك أفضل».

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد الاثنين أن قوات الجيش السوري هي الوحيدة التي يجب أن ترابط على الحدود الجنوبية لسورية، مؤكداً أن الاتفاق على إنشاء منطقة خفض التوتر جنوب غرب سورية نصّ منذ البداية على أن القوات السورية فقط يجب أن تبقى على تلك الحدود.

من جهتها نقلت مصادر عن مسؤول أردني رفيع مؤخراً أن نقاشاً يجريه الأردن مع الولايات المتحدة وروسيا بشأن التطورات في جنوب سورية، وأن الأطراف الثلاثة اتفقت على ضرورة الحفاظ على منطقة عدم التصعيد هناك.

يذكر أن جنوب غرب سورية يشمل محافظات درعا والقنيطرة والسويداء، يخضع لاتفاق وقف إطلاق النار كمنطقة خفض توتر تم الاتفاق عليه في إطار عملية أستانة.

ونقلت وسائل إعلام روسية عن مصدر مطلع قوله إن المحادثات حول منطقة خفض التصعيد جنوب سورية بما في ذلك التنف انتهت وقد جرت منذ بضعة أسابيع. وأضافت أن السيطرة على كل الجنوب السوري والتنف أيضاً ستكون بيد دمشق، وذلك وفقاً للاتفاقيات التي جرت.

وأوضحت ان مرتفعات الجولان، سيتم تجديد الاتفاقية فيها حول منطقة قوات الأمم المتحدة للمراقبة.

وكانت الطائرات السورية قد ألقت في الأيام الماضية على بلدات الجنوب منشورات تطالب المسلحين بتسليم سلاحهم والدخول بالمصالحة الوطنية وتجنيب المنطقة المعركة.

فيما نقلت مصادر عن قائد عسكري أن الجيش السوري استكمل استعداداته لهجوم وشيك على مناطق في جنوب غرب البلاد.

وتبقى الأيام المقبلة حبلى بالتطورات العسكرية والسياسية المتسارعة والتي من شأنها أن تحدّد معالم المرحلة.

من جهة أخرى، رحّبت روسيا بتسليم الحكومة السورية قائمة مرشحيها إلى اللجنة الدستورية للمبعوث الأممي الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، وأعربت عن أملها أن تتخذ المعارضة خطوة مماثلة.

وقالت الخارجية الروسية، في بيان أصدرته بهذا الصدد، أمس: «أفادت معلومات واردة بأن ممثلين سوريين في جنيف سلموا لدي ميستورا قائمة المرشحين من جانب الحكومة إلى اللجنة الدستورية، إن موسكو أشادت ورحبت بهذه الخطوة، التي اتخذتها قيادة الجمهورية العربية السورية».

وأضافت الخارجية الروسية في بيانها: «نأمل أن يبدي ممثلو المعارضة السورية والدول، التي تحظى بنفوذ لديها، موقفاً بناء ويعلنون استعدادهم للعمل اللاحق على دفع العملية السياسية قدماً إلى الأمام دون طرح شروط مسبقة، وفق ما ينص عليه القرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة».

وكان المشاركون في «مؤتمر الحوار الوطني السوري»، الذي انعقد في سوتشي الروسية يوم 30 كانون الثاني/ يناير الماضي، اتفقوا على تشكيل لجنة دستورية من شأنها أن تعمل مع دي ميستورا على إعداد مقترحات خاصة لصياغة دستور جديد لسورية.

وتضم القائمة المبدئية للمرشحين إلى اللجنة 150 شخصاً، ويمثل 100 منهم الحكومة السورية والمعارضة الداخلية، فيما يبلغ عدد أعضاء المعارضة الخارجية 50 فرداً.

واعتبر المندوب الأممي الخاص إلى سورية في وقت سابق أن اللجنة الدستورية يجب ألا تضمّ أكثر من 50 عضواً.

على صعيد آخر، توقع منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك، أن يعود 200 ألف شخص إلى منازلهم في سورية، عقب انحسار الأعمال القتالية هناك.

وقال لوكوك، في تقرير تلاه أمام مجلس الأمن الدولي: «إن الوكالات الإنسانية تكثّف عملها مع الحكومة السورية وكذلك مع روسيا بالإضافة إلى الصليب الأحمر الدولي، وذلك لإيصال المساعدات الإنسانية والضرورية إلى كافة المناطق في سورية».

وأشار المسؤول الأممي إلى أن الأوضاع الإنسانية في مدينة عفرين «معقدة جداً»، وأنه يتمّ تأمين المياه الصالحة للشرب والأدوية للمهجرين من المدينة وأيضاً لسكانها، مؤكداً أن أغلب المستشفيات مغلقة وأن معظم الكوادر الطبية غادرت المدينة.

وتابع لوكوك: «أن أكثر من 80 ألف شخص عادوا إلى إدلب منذ شهر مارس الماضي، وبسبب هذه العودة تزداد الحاجة إلى المساعدات الإنسانية والطبية العاجلة».

ودعا المنسّق الأممي الحكومة السورية إلى فتح ممرات إنسانية لإدخال المساعدات العاجلة إلى مخيم اليرموك بسبب تدهور الأوضاع بشكل مأساوي.

وشدّد لوكوك على أن حملات التلقيح والمساعدات الطبية الضرورية تجري على قدم وساق، حيث تم إعطاء لقاح شلل الأطفال لأكثر من مليون طفل.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى