«حماس» تشيد بموقفي روسيا والكويت في مجلس الأمن
أشادت حركة «حماس» بموقفي الكويت وروسيا في مواجهة الانحياز الأميركي للكيان الصهيوني، من خلال إفشال قرار تقدمت به واشنطن إلى مجلس الأمن، لإدانة إطلاق صواريخ من قطاع غزة على الكيان الاستعماري.
وثمّنت «حماس» في بيان، أمس، موقف الكويت في إفشال إصدار مشروع القرار، الذي تقدمت به الإدارة الأميركية إلى مجلس الأمن.
وقالت الحركة إن «حق الشعب الفلسطيني في المقاومة والدفاع عن نفسه المكفول دولياً، والذي تحاول فيه إدارة ترمب التغطية على جرائم الاحتلال بحق شعبنا في غزة».
كما أشادت «بموقف روسيا وسائر المواقف الدولية التي وقفت إلى جانب الحق الفلسطيني في مواجهة الانحياز الأميركي والعدوان الإسرائيلي الظالم».
وطالبت الحركة في بيانها كل المؤسسات الدولية ومجلس الأمن ببذل مزيد من الجهود لمحاسبة الاحتلال على جرائمه واتخاذ القرارات الرادعة بحقه، ودعم حق الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال.
وقد رفض مجلس الأمن الدولي تبني مشروع بيان تقدّمت به الولايات المتحدة لإدانة الهجمات الصاروخية على الكيان الصهيوني من قطاع غزة بسبب معارضة روسيا والكويت.
وكانت الكويت قد عرقلت الأربعاء اقتراحاً أميركياً بإصدار إعلان عن مجلس الأمن يندد بإطلاق صواريخ من قطاع غزة على الأراضي المحتلة.
والمعروف أنه لا بد من اجماع لصدور إعلان عن مجلس الأمن.
وكتبت ممثلية الكويت التي تمثل حالياً الدول العربية في مجلس الأمن، رسالة إلى ممثلية الولايات المتحدة في الأمم المتحدة جاء فيها «لا نستطيع الموافقة على نص يتم التداول فيه من قبل بعثتكم، في حين أننا نعمل على مشروع قرار يتطرق إلى حماية المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة وقطاع غزة».
وكانت الولايات المتحدة وزعت الثلاثاء الماضي مشروع إعلان عشية الاجتماع المقرر لمجلس الأمن بناءً على طلب واشنطن، للبحث في إطلاق الصواريخ.
الولايات المتحدة كانت قد عرقلت خلال الأسابيع القليلة الماضية مشروعي إعلان يعبران عن قلق مجلس الأمن إزاء أعمال العنف في قطاع غزة.
ومن المفترض أن يصوت مجلس الأمن هذا الأسبوع على مشروع قرار للكويت يدعو إلى اتخاذ «إجراءات تضمن أمن وحماية السكان المدنيين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية وقطاع غزة».
من جهتها، ثمّنت لجان المقاومة موقف الكويت في المحافل الدولية ودفاعها عن الشعب الفلسطيني وحقه في مقاومة الاحتلال تجسيداً لوحدة الأمة ودورها في دعم القضية الفلسطينية.
كما دعت إلى حالة جماعية عربية وإسلامية معلنة في كافة المحافل الدولية يكون عنوانها «دعم وإسناد شعبنا في معركة الحرية والانعتاق من الاحتلال لما له الأثر الكبير في تعزيز صمود شعبنا في مواجهة الاحتلال المجرم ومخططات الأعداء التي تستهدف القضية الفلسطينية».
بدوره، وجه القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل شكره العميق لدولة الكويت حكومة وشعباً، وخصّ بالذكر المندوب الكويتي فى الأمم المتحدة الذي عطل المشروع الأميركي فى مجلس الأمن لإدانة فصائل المقاومة الفلسطينية.
وطالب المدلل الأنظمة العربية والإسلامية بأن تحذو حذو الكويت، وتطور من دعمها للقضية الفلسطينية التي تمثل قضية الأمة المركزية.
القيادي في حركة الجهاد الإسلامي اعتبر «أنها لحظة تاريخية فاصلة فى تاريخ القضية الفلسطينية، ولن يرحم التاريخ من تقاعس عن دعم وإسناد الشعب الفلسطيني الذي مثل رأس حربة في مواجهة المشروع الصهيوني، والذي هو ضحية الإجرام الصهيوني».
مسؤول المكتب الإعلامي لحركة الجهاد داوود شهاب قال «إننا نعبر عن تقديرنا العميق لموقف دولة الكويت الشقيقة وتصديها للمحاولات الأميركية الوقحة، الموقف الكويتي هو موقف عروبي أصيل ينبع من القيم القومية والإسلامية».
أما الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين فقد رحّبت بالمواقف الشجاعة لدولة الكويت في مجلس الأمن الدولي، اتجاه الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته المستقلة كاملة السيادة على حدود 4 حزيران/ يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وإدانة جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة بحق أبناء الشعب الفلسطيني.
كما أدانت الجبهة انحياز الولايات المتحدة الأميركية الكامل لحكومة الاحتلال الإسرائيلي، وعدائها للشعب الفلسطيني وقضيته وحقوقه الوطنية المشروعة.
إلى ذلك، دعا مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، المجتمع الدولي إلى حل القضية الفلسطينية قبل التركيز على تسوية الملفات الأخرى في الشرق الأوسط.
وفي كلمة ألقاها اليوم الأربعاء خلال جلسة خاصة لمجلس الأمن الدولي عقدت بطلب من الولايات المتحدة لمناقشة «الهجمات على «إسرائيل» من قطاع غزة»، أعرب نيبينزيا عن قلق روسيا من «لجوء الجانبين بشكل أكبر إلى استخدام القوة، الأمر الذي يعمق عدم الثقة بينهما ويجعل آفاق إعادة إطلاق العملية التفاوضية أبعد».
وشدد على أن «المراهنة على القوة ورفض الحوار المباشر طريق مسدود»، مشيرا إلى أن هذا الأمر يخص كل الأزمات وليس الصراع الفلسطيني الإسرائيلي فحسب، فيما دعا كلا الطرفين إلى ممارسة ضبط النفس.
وقال نيبينزيا إن «التسوية في الشرق الأوسط لا تزال في مأزق منذ فترة طويلة لدرجة لا مبرر لها، ومجلس الأمن مضطر، بدل العمل على تحقيق حل للقضايا الأصلية، إلى التركيز على إزالة التداعيات غير المرغوب فيها الناجمة عن الوضع الحالي العقيم».
وأكد أن «هذا النهج غير بناء ولا يسهم في منع التدهور النهائي» للوضع، كما لا يساعد في حل المشاكل الدائمة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي مثل الخطاب الاستفزازي والخطوات الأحادية وموجات العنف والأنشطة الاستيطانية».
ودعا المندوب الروسي إلى «ضرورة تكثيف الجهود الرامية إلى استئناف العملية السياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين على الأساس القانوني الدولي المحدد، الذي يشمل قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ومبادئ المبادرة العربية للسلام»، مشددا على أن «النتيجة يجب أن تتمثل بتطبيق صيغة «حل الدولتين» وإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية».
كما أكد أن روسيا تدين استخدام القوة العشوائية ضد المتظاهرين في غزة وكذلك الهجمات الصاروخية على إسرائيل من القطاع.
وفي ختام كلمته، اعتبر نيبينزيا أن «مسار تطور الأحداث في الأراضي الفلسطينية المحتلة يؤكد مرة أخرى أن المجتمع الدولي لا حق له في ترك فلسطين للتركيز على حل القضايا الأخرى في الشرق الأوسط»، مشيرا إلى أن «الرباعية الشرق الأوسطية» تمثل، حسب روسيا، منصة مناسبة للعمل على إخراج عملية التسوية من مأزقها.