عشق الصباح

«يا ليت المدى ليس بيننا مسافات تتسع»… أعرف أن الكتابة صعبة في هذا الزمن المختنق بالوجع، وان الحب النقي متهم بالجنون، ولكنها هي حكايا العشق التي يستبدني كي أواصل قبض الجمر والكتابة؟!.. مع الغروب كانت الشمس تلملم أرجوانها عن الماء، والبحر كمرآة تعكس زرقة السماء، وأنا حائر تعبت من انتظارها حتى خرجت من بين الموج تتمايل بخصر البان والشعر الغجري المجنون يسافر مع اتجاهات الريح، وهي ترقص حافية القدمين، والرمل البليل راح يرقص تحت قدميها. تهمس بصوتها بوح نقي كأنه عزف ناي فيروزي …«يا امرأة من حبق»… طال الجفا، وأنا أتشغف رؤاك. حالتي: كما يؤوب النحل إلى الخلايا وكما يحنّ الحمام أبراج بيوت الطين… والبحر ونجم سهيل وبنات نعش ودرب التبانة وليل يطول من حكايا عشق المحبين التي لا تنتهي… في هدوء الليل…فتشت في قصائد الشعراء عن كلمات غزل… لم يجد كلمات تليق بأنثى متضمخة بعطر الهال ذات جمال أخاذ، وصرت أدور حول نفسي كمن يبحث عن ظلّه! جسدي يرتعش كالذين يخرجون من الحانات الليلية «سكارى وما هم بسكارى»؟ وعيناي تلوبان تبحث عن طيفك، تارة يأتي من الشرفة ومرة يخرج من المرآة… وقد أسكرتني ترانيم صوتك العذب… تنبّهت للمطر ينقر على النافذة… ولا نايٌّ هنا ولا قصبُ ولا فيروز… لا شيء إلاّ الصمت؟

حسن إبراهيم الناصر

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى