كرامي في ذكرى استشهاد الرشيد: لن ننسى ولن نسامح ومشكلتنا مع جعجع فقط
جدّد رئيس تيار الكرامة الوزير السابق النائب فيصل كرامي تأكيده في الذكرى الـ 31 لاستشهاد الرئيس رشيد كرامي، «أننا لن ننسى ولن نسامح، وكل ما حصل باطل، والملفّ القضائي لا يكون حلّه إلاّ في القضاء»، مشدّداً على «أن مشكلتنا مع شخص واحد يُدعى سمير جعجع قام بتنفيذ جريمة الاغتيال التي رسمها وخططها العدو الإسرائيلي».
وقال كرامي، في مؤتمر صحافي بالمناسبة عقده في دارته في طرابلس «ما زلنا اليوم، كما قبل إحدى وثلاثين سنة، نصارع لترسيخ المبادئ والقيم والثوابت التي عاش ومات في سبيلها رشيد كرامي. ما زلنا نرفع لواء الحوار وسيلة لحل الخلافات، وما زلنا نصارع ضد الاحتراب الداخلي صوناً للسلم الأهلي والعيش المشترك، وما زلنا نطالب بالعدالة التي يحميها القانون والثقة المتبادلة بين مكونات المجتمع اللبناني. وما زلنا نرفع شعارات مكافحة الهدر والفساد اللذين اسشتريا في وطننا إلى حد غير مسبوق، وما زلنا نتوق إلى بناء دولة القانون والمؤسسات التي حلم بها رشيد كرامي وعمل لأجلها طوال حياته. وما زلنا أيضاً نؤكد أن الأوطان لا تُبنى على قاعدة الجريمة وأن جريمة اغتيال رشيد كرامي لم تعُد صفحة من الماضي بل تحوّلت صفحة من المستقبل إذا أردنا فعلاً بناء هذا المستقبل».
وأشار إلى أنه «حين نقول إننا لن ننسى ولن نسامح. فنحن إنما طلاب عدالة ولسنا طلاب حرب أهلية لا سمح الله، كما لسنا طلاب انتقام. إن جريمة اغتيال رشيد كرامي هي قضية إنسانية وسياسية ووطنية، ولكنها أيضاً قضية قانونية. وفي هذه القضية صدر حكم على القاتل من أعلى هيئة قضائية في لبنان. وهو حكم بالإعدام جرى تخفيفه إلى السجن المؤبد».
وأضاف «في هذه القضية أصدر المجلس النيابي بعد 11 سنة على سجن القاتل عفواً خاصاً غير دستوري وغير مسبوق في المجالس النيابية، وتمّ إخراج القاتل من السجن إلى الساحة السياسية يتصدّر فيها رئيساً لحزب وزعيماً سياسياً لدرجة أن الوقاحة سوّلت له ذات يوم الترشح لرئاسة الجمهورية».
وجدّد كرامي القول «إننا لن ننسى ولن نسامح، وكل ما حصل باطل، والملف القضائي لا يكون حلّه إلاّ في القضاء، والبراءة لا تؤخذ بقرار سياسي، بل عبر القضاء وعبر قرائن البراءة، علماً أن الحكم الذي أصدره المجلس العدلي غير قابل للمراجعة او الاستئناف»، مؤكداً أن «مشكلتنا ليست مع فئة من فئات المجتمع اللبناني، وليست مع حزب، بل هي مع شخص واحد يُدعى سمير جعجع قام بتنفيذ جريمة الاغتيال التي رسمها وخططها العدو الإسرائيلي».
وأوضح «أن تصفية رشيد كرامي بهذه الطريقة البشعة لم تكن مجرد تصفية جسدية، بل كانت إلغاءً لنهج وطني عروبي يمثّله رشيد كرامي وبيت رشيد كرامي. هذا المنطق الإلغائي استمرّ مع الرئيس عمر كرامي، وكان الهدف واضحاً لا يحتمل تأويلات، المطلوب إقفال هذا البيت والقضاء على هذا النهج الوطني العروبي».
وقال «عانيت شخصياً وما زلت من هذا المنطق الإلغائي، لكن الباطل مهما تعاظم لا يقوى على الحق، ومن مفارقات القدر الطيبة أنني اليوم استرجع مقعد رشيد كرامي في المجلس النيابي حاملاً النهج والمبادئ والثوابت التي زرعها فينا الرشيد».
ورأى أن «لبنان في ظل الأخطار الكبرى المحيطة به في سياق متطوّر من الصراع الإقليمي والدولي، يحتاج بلا أدنى شكّ الى حكومة توافق وطني»، معتبراً «أن لبنان يحتاج إضافة الى أعلى درجات التوافق الداخلي، إلى إنقاذ حقيقي في مواجهة نهج الهدر والفساد والتحاصص وتعطيل مؤسسات الرقابة والمحاسبة وإهمال خطط الإنماء والاستثمار». ودعا «إلى ورشة عمل كبرى لا تستثني أحداً من أجل إيجاد الحلول الناجعة لأوضاعنا الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية، وتحصين بنيتنا الداخلية في مواجهة كل الأخطار».
من جهة أخرى، انتقد كرامي، في بيان عدم نقل تلفزيون لبنان كلمته على الهواء مباشرة، أسوة بمعظم التلفزيونات اللبنانية لاستشهاد الرئيس رشيد كرامي.
وقال «بعد 31 سنة على اغتياله، لا يزال نهج الإلغاء مستمراً بعقلية ميليشياوية تمسك ببعض مواقع السلطة العليا، ولكن رشيد كرامي لا يُلغى، وإذا كان تلفزيون لبنان ممنوعاً من القيام بواجبه تجاه رجل دولة، قدّم دمه لأجل هذه الدولة، فإن المنابر الحرّة موجودة ولا تحتاج لأوامر عليا من أحد كي تقوم بواجبها الوطني».
أضاف «إن الطريقة التي تعامل بها التلفزيون الرسمي مع الذكرى، تجعلنا نقول: «ماشالله ودولة رح نبني»، خاتماً «يرضى القتيل وليس يرضى القاتل، لم نسامح ولن ننسى».
وكان عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي معن حمية حيّا في تصريح روح الرئيس الشهيد رشيد كرامي في ذكرى استشهاده، مؤكداً أنّ «الحزب القومي يحفظ لهذا الرجل الكبير، دوره الوطني والريادي وتضحياته في سبيل وحدة لبنان».
وأشار حمية إلى أنّ «جريمة اغتيال الرئيس رشيد كرامي قبل ثلاثين عاماً ونيّف، هي مؤامرة استهدفت اغتيال الجهود الرامية إلى تحقيق السلم الأهلي في لبنان وتحصين الوحدة الوطنية».
أضاف «المؤامرة التي دفع الرئيس الرشيد حياته ثمنها لها، لا تزال مستمرة، بوجوه سوداء متفحّمة وبأساليب متعدّدة، فالذين أرادوا باغتيال الرئيس الشهيد إفراغ لبنان من قاماته الوطنية الكبيرة، هم أنفسهم لا يريدون أن يكون لبنان على صورة الشهيد رشيد كرامي، بلدا قوياً بمقاومته، بل يريدونه بلداً ضعيفاً محكوماً بـ 17 أيار الصهيوني».
ورأى أنّ الاقتصاص من قتلة الرئيس الرشيد، هو بالحفاظ على لبنان والتمسك بثوابته وخياراته ومقاومته، مشدّداً «على أنّ إحياء ذكرى الرئيس الشهيد رشيد كرامي واستحضار سيرته الحافلة بالمواقف ومسيرته الوطنية الزاخرة بالعطاء، تأكيد بأنّ لبنان يجب أن يكون على صورة الوطنيين المؤمنين بخيار المقاومة والصمود والوحدة».