الأسمر: موقفنا حاسم ضدّ سياسية الديون ومع محاربة الفساد والرشوة
جدّد رئيس الاتحاد العمالي العام الدكتور بشارة الأسمر موقف الاتحاد «الحاسم ضدّ سياسية المزيد من الديون والقروض التي تزيد الأعباء على المواطن المثقل بالضرائب والرسوم غير العادلة ومع محاربة الفساد والرشوة والسرقة على جميع أنواعها».
وقال الأسمر في كلمة ألقاها خلال الدورة 107 لمؤتمر العمل الدولي المنعقد في جنيف: «احتفلنا في لبنان قبل أيام قليلة، وتحديداً في الخامس والعشرين من شهر أيار، كما في كل عام منذ العام ألفين بيوم التحرير والنصر على الاحتلال الإسرائيلي، ولم يكن ذلك ممكناً لولا إرادة شعبنا اللبناني الحاسمة وجيشه البطل ومقاومته الباسلة. فالعدوان الإسرائيلي المستمر على أرضنا منذ نشوء هذا الكيان وهو يمعن في قتل الأطفال والنساء والشيوخ ويحرق الأرض ويدمّر البنى التحتية والمصانع والمزارع وأحياء ومناطق بكاملها».
وأشار إلى «أنّ الأولوية القصوى كانت لدينا وقف هذا العدوان وصدّه ومنعه من التمادي كي نلتفت إلى تنمية بلدنا والاهتمام بالعمل اللائق لعمالنا وشبابنا ومستقبل أبنائنا. ونعتقد أيها الأصدقاء أنّ منظمة العمل الدولية التي قامت على أثر الحرب العالمية الأولى وأعلنت أهدافها وتطورت بعد الحرب العالمية الثانية بإعلان «فيلادلفيا» هي أمام واجب أخلاقي وإنساني تجاه نضال الشعوب من أجل تحرير الأرض والتحرّر من كل أشكال الاستعمار السافر أو المقنّع».
ولفت الأسمر إلى «أنّ الكيان الصهيوني هو آخر كيان عنصري يعرفه عالمنا المعاصر، وهو يشكّل الموقع المتقدّم لمصالح الدول الغربية الكبرى، وخصوصاً منها الولايات المتحدة الأميركية والشركات المالية والصناعية والتجارية الكبرى فيها»، معتبراً «أنّ ما قامت به الولايات المتحدة من عمل عدواني جديد بنقل سفارتها مؤخراً إلى القدس والاعتراف بالمدينة عاصمة للكيان الصهيوني إنّما هو نقلة نوعية جديدة امتداداً لوعد «بلفور» المشؤوم عام 1917 الذي أسّس لنشوء هذا الكيان السرطاني في العالم العربي».
وتابع الأسمر: «إنّ سورية الشقيقة التي بدأت باستعادة عافيتها بعد كلّ الإجرام والتدمير الذي حصل منذ العام 2011 تتعرّض اليوم لاعتداءات إسرائيلية متكرّرة لدعم المنظمات الإرهابية القليلة المتبقية على أرضها، وذلك في محاولة لمنع الاستقرار في هذا البلد الشقيق الذي عانى شعبه مرارة القتل والتشريد إلى مختلف بلدان العالم ومنها بلدنا لبنان حيث بات هؤلاء الأخوة النازحين يشكلون عبئاً اقتصادياً واجتماعياً حيث يفوق عددهم على المليون ونصف المليون».
وتوقّف «أمام التوجهات الخطيرة لمؤتمر بروكسل الهادفة إلى توطين النازحين السوريين في أماكن تواجدهم عبر إغراءات مادية لإبعاد شبح الهجرة إلى أوروبا وإغراق البلدان التي استقبلتهم ومنها لبنان بالمزيد من الأزمات بدلاً من العمل على إعادتهم إلى ديارهم»، داعياً المجتمع الدولي إلى تحمل «مسؤوليته اليوم سواء في العمل على استقرار سورية لفسح المجال لعودة مواطنيها إليها أو مساعدة لبنان لتأمين جميع السبل لتسهيل هذه العودة فضلاً عن تحمّل الأعباء المادية والإنسانية إلى حين تلك العودة في أقرب وقت».
وختم الأسمر: «إنّ لبنان أنجز قبل حوالي الشهر انتخاباته التشريعية الوطنية بنجاح ويتجه إلى إعادة تشكيل مؤسساته السياسية ولدى الاتحاد العمالي العام في لبنان اتجاهاً واضحاً للعمل من أجل استعادة مضمون العقد الاجتماعي الذي تؤمن فيه دولة الرعاية الحق بالعمل والسكن والصحة والتعليم والحماية الاجتماعية لكل المواطنين، ولدى الاتحاد برنامجاً نضالياً متكاملاً في سبيل ذلك. وكل ذلك مع موقف حاسم ضد سياسية المزيد من الديون والقروض التي تزيد الأعباء على المواطن المثقل بالضرائب والرسوم غير العادلة ومع محاربة الفساد والرشوة والسرقة على جميع أنواعها».