«أبواب»… يفتح أبوابه في خان أسعد باشا
رانيا مشوّح
استكمالاً منها لمشروع دعم الشباب، أطلقت وزارة الثقافة السورية، المديرية العامة للآثار والمتاحف، معرض «أبواب» التجهيز فنّي للفنانة بشرى مصطفى في خان أسعد باشا في دمشق، حيث يسلّط هذا العمل الضوء على محنة جيل الشباب أي جيل الحرب ومحاولاته الحثيثة لإيجاد فضاء أوسع لطموحاته عبر خوضه الصعوبات، وسعيه إلى فتح أبواب على مستقبل أكثر أملاً، والوصول إلى هدفه ومبتغاه.
هي رحلة بحث عن مستقبل يخوض من أجله المشقّات ومحاولة للعبور إلى الضفة الأكثر إشراقاً رغم الصعوبات .
وفي كلمة للفنانة بشرى مصطفى، القائمة على العمل قالت: هذا الباب رمزيته هي عبارة عن حالة عبور من حالة إلى حالة جسّدتها من أبواب قديمة، من بيوت مهدّمة سواء تهدّمت بيوتنا أو لم تتهدم. فالبيوت التي تهدّمت أثّرت فينا .
وأضافت: هي حالة رمزية لأيّ إنسان سوري يحبّ الاستمرار ويتجاوز الماضي إلى مستقبل أفضل، فكانت هذه الأبواب عبارة عن حاجز، فهو يحاول أن يتجاوز ويكمل طريقه، فكل باب له مفاتيحه وله طريقته بالتعامل، وكيف يتم العبور فكلّ باب مختلف عن الثاني إنما بالروح نفسها من بيئات مختلفة .
وعن طريقة عملها قالت مصطفى: قمت بنحت شخص يحاول المرور، ووضعت الأبواب بطريقة دائرية بحيث ننتقل من مكان إلى مكان، وفي النهاية نعود إلى المركز الذي انطلقنا منه، وكتبت عبارات على كلّ باب تهدف إلى الاستمرار بالسير الى الطريق الصحيح في هذه الحياة.
وفي حديث مع الفنان مهيارعلي خريج إيطاليا اختصاص نحت قال: هذا المعرض عبارة عن خصوصية وحساسية عالية، وشعرت بحالة لطف مهمة، واستنتجت من خلال الرموز فكرة تعبير عن محاولات مواجهة الظروف الصعبة وفي الوقت عينه الأمل للمفاجآت الجديدة والمختلفة، لأن كل باب مختلف يجسّد ما نواجهه في الحياة. أمّا بالنسبة إلى الدائرة فهي عبارة عن فكرة دائرة الحياة والفصول الأربعة، ومن هذه الناحية نستطيع أن نرى وجهات نظر مختلفة من البداية للنهاية، كما هي حياة الشخص من الولادة إلى الموت فهذا إحساس مهم وفي الوقت نفسه بسيط وعميق .
وأضاف: أعتبر هذه المناسبة عالمية ويجب أن تنطبق على كل فرد في العالم، وفي سورية تحديداً، إحساس الحرب، سنّ فكرة الفرديّة وإحساس البقاء الذي يوجد في الانسان من خلال سؤاله عن الحياة، ولماذا يعيش فيها.
كما تحدّثنا إلى أحد زوّار المعرض وهو رومل، طالب الماجستير في الهندسة المدنية في دمشق الذي قال: المعرض مميّز وفكرته غريبة وجديدة، فيه 12 باباً، وكل باب يحمل قصة في طيّاتها حالة تجسّد الحرب الإرهابية التي تعرّضت لها سورية. الأبواب التي عُرضت، كل باب يحمل رسالة وقصة، منها ما تعرّض لشظايا وطلقات رصاص من الارهاب الذي تعرضت له سورية الحبيبة .
يصاغ المشروع ضمن رؤية بصرية من 12 باباً حقيقياً من مناطق سكنية منكوبة، وتنصب بشكل شاقولي على قاعدة دائرية يتخلّله عمل نحتي لانسان يحاول العبور… عبور لا ينتهي .