لا ينالُ المجدَ إلاّ الأقوياءْ

الى الذين يرفضون القعود والتقاعد على جوانب طريق الحياة لكي لا يصيبهم ما أصاب القاعدين والمتقاعدين الذين صاروا مُقعَدين..

يـا الأُلـى كُـنْـتُـمْ مـثـالاً للإبــــاءْ

ما بكُـمْ صُرتُـمْ دلـيـلاً للغـبـاءْ؟!

يا أحبـائي اشـرحـوا لي ما الـذي

حَـلَّ فيكُـمْ فانـقـلبـتُـمْ غُـشـماءْ؟!

أينَ صُرْتُمْ؟ كيف أصْبَحْتُم؟ وهـلْ

لمْ يَـزَلْ فيكُـمْ شعـاعٌ من ضياءْ؟!

ما بكُـمْ؟ ما عُـذرُكُـمْ؟ ما سرّكـُمْ؟

تَسْبَحونَ اليومَ في بحرِ العَمَاءْ؟!

تَـشْـتَـرونَ الـعــارَ بـالـذُلِّ الـذي

شَـــوَّهَ الآمـالَ واغـتـالَ الـوفـاءْ

خابَ في اسْـتِجْهـالكُـمْ إنـقـاذُكّـمْ

يَـومَ آثَـرتُـم خُـمـولَ التُـعَـساءْ

قدْ فشلـتُـمْ وانْـخَـذلـتُـمْ عـندما

سـادَ فيـكُـمْ واسـتـبـدّ الانْـزواءْ

لـمْ تـظـلّـوا مـثـلمـا كُـنـتُـمْ ولـمْ

تَسْـتَـمِـرّوا أصـفـيـاءً أنـقـيـاءْ

قَـدْ عَـهِـدنـاكُـــمْ أبـــاةً دائـمـاً

ما الذي أحْنى رُؤوسَ الشُرَفاءْ؟!

هـلْ سمعـتُمْ أن شـعـباً ناهـضاً

يَرْتضي عَيْش السكارى البلهاءْ؟!

هَـلْ حسبـتـم أنّ بالجهـلِ ارتقتْ

أمّةٌ سـارتْ على دربِ الفـنـاءْ؟!

هَـلْ ظَـنَـنـتُـم أنَّ في تَـنظيركـمْ

يُصبحُ التضليلُ نَهْجاً للشفـاءْ؟!

كُـنْـتُـمُ الأبطالَ في قهـرِ الـردى

صُـرْتُـمُ الغوغاء في دربِ الهراءْ

كُـنْـتُـمُ التَجْديدَ في استعـزازكُمْ

فـلمـاذا كـلُّ هـذا الانحـنـاءْ؟!

قـد نقضتُـمْ وانـتهكـتُـمْ شـرعـةً

لوْ صَدَقتُمْ كانَ في الصدقِ الرجاءْ

لمْ يَـعـدْ ما يُـرْتَجى من فعلكُـمْ

إنْ بَقيتُـمْ في ارتخـاءٍ وانكفـاءْ

قيمةُ العُـقَّـالِ في نَشْـرِ الهُـدى

إنْ تغـابـوا لنْ يكونوا عُـقّـلاءْ

شـيمـةُ الأبطـالِ في إقـدامهـمْ

إنْ تراخوا ليسَ فيهمْ كبـرياءْ

يا الأُلى كنتُـمْ منـاراً يُسْتَـضـاءْ

كيـفَ أصْبَحْتُـمْ دليلاً للغباءْ؟!

يا أعـزائي: الهُـدى في يـقـظـةٍ

إنْ تلاشتْ يَـصرعُ الوهمُ الجلاءْ

لـيـسَ للأحـــرارِ إلاَّ وقــفــة

تُوصِـلُ الأرضَ بآفـاقِ السمـاءْ

يـا أحبائي اسـتـفـيـقـوا فلـمـا

كلُّ هذا الوهمُ والوهمُ انطفاءْ؟!

قـيـمـةُ الإنسـانِ في إبـداعـهِ

ودوامُ العــزّْ في خيرِ العـطـاءْ

فـتعـالـوا يا رفـاقي، وارتـقـوا

فـوقَ أهــواءٍ وأوهـامٍ هَــبـاءْ

وافهمـوا أن العُـلى في نهـضةٍ

هـيَ للإنـسـان نـهـجُ الارتـقـاءْ

هي فِـعـلٌ نـاهِـضٌ مهـما جـرى

منتجٌ إبـداعُـهُ اجـتـازَ الفضـاءْ

ليـسَ بالتَـبـويـق تُـبْـنى نهـضـةٌ

بلْ بترسيخ الهُـدى يعلـو البنـاءْ

لنْ يكونَ النصرُ من صُنعِ الألى

نَكـَروا العهـدَ وخانـوا الشهـداءْ

وتـبـاروا في السـخـافـات الـتي

كُــلّـهــا حـقـدٌ وفـحـشٌ وبــلاءْ

قد فشلتمْ في اتخاذِ العقلِ شـرعاً

ونَجَـحـتُـمْ في انحـدار التُـفَهـاءْ

أيـهــا الغـاوون مـاتـتْ فـيــكُــمُ

عـزةُ الأبطــالِ وانهــارَ الإبـــاءْ

سَـخِـر التـاريـخُ مـن تـنظيـركـم

وغـدوتـمْ كـغــبــارٍ في الهــواء ْ

لـن يكـون العـزُّ مـن حـظّ الألـى

آثروا التخريف واختاروا الهراءْ

إنـمـا الإنســانُ وعيٌّ فـاعــلٌ

إنْ تلاشى الوعيُّ قد سادَ الفناءْ

لـيـسَ بـالأقـوالِ يُـرقى للـعُـلى

بـل بأفـعـالِ البـطـولاتِ العـلاءْ

حكـمـةُ الـدنـيـا هـتـافٌ دائــمٌ:

لا يـنــالُ المَـجــدَ الاّ الأقـويـاءْ

شاعر مقيم في كوريتيبا – البرازيل.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى