قبلان قبلان: للوقوف خلف الجيش
الجنوب ــ رانيا العشّي
أقيم في بلدة العيشية احتفال، برعاية رئيس مجلس الجنوب الدكتور قبلان قبلان، لمناسبة افتتاح متحف «الفنان منير أسعد كسرواني الشعبي» الذي يحتوي على أدوات وقطع تراثية قديمة ورسومات وصور لكسرواني منذ بداية عمله المسرحي والفني.
أقيم الاحتفال في صالون كنيسة العيشية، وحضره النائب عبد اللطيف الزين، محمد المعلم ممثلاً النائب هاني قبيسي، عضو المكتب السياسي في الحزب الشيوعي سعد الله مزرعاني، نائب رئيس الاتحاد العمالي العام حسن فقيه، رئيس الاتحاد اللبناني لكرة القدم هاشم حيدر، رئيس بلدية العيشية طوني عون، إمام بلدة كفررمان الشيخ غالب ضاهر، ممثل رئيس دير مار انطونيوس في النبطية الاب مارون صفير، رئيس جمعية العمل البلدي في حزب الله مصطفى بدر الدين، رئيس الحركة الثقافية في لبنان بلال شرارة، رئيسة ثانوية السيدة للراهبات الانطونيات في النبطية الاخت لوسي عاقلة، طبيب القضاء في النبطية الدكتور علي عجرم، وشخصيات وفاعليات وجمع من الفنانين والأدباء وأهالي من البلدة والجوار.
بعد النشيد الوطني، وكلمة تعريف وترحيب من ناي منير كسرواني، قدّمت فرقة شادي أيوب للرقص الفولكلوري لوحات فنية تراثية، ثم ألقى راعي الاحتفال الدكتور قبلان كلمة قال فيها: «نرحب بكم في هذه البلدة الجنوبية العريقة، ونحن في ضيافة رمز من رموز الجنوب، في ضيافة منير كسرواني، ومنير كما هو بلا ألقاب ولا تسميات، سنديانة في هذا الجنوب الشامخ، عمود من الاعمدة الصامدة في هذا الجنوب، فيه الطيبة والمحبة والقيم الجنوبية السامية والصافية، ونحن في ضيافته لبناء متحف منير أسعد كسرواني في الجنوب، والجنوب كله متحف في كل شيء، هذا الجنوب متحف التآلق ومتحف العلم والمحبة، متحف الصمود ومتحف القيم، ومع كل ذلك هو متحف التعايش، وهذا التعايش هو جزء من اخلاق أبناء الجنوب وقيمهم».
وقال: «على رغم الاجواء التي نعيشها مع منير كسرواني اليوم بافتتاح متحفه، لا نخفي أن الاخطار تخيّم على وطننا، ولكن علينا أن نتحدى المصاعب، وأن نؤمن جميعا أننا سنبقى معاً وسنعيش معاً، وسنهزم إرادة الشر معاً، لأنّ إرادة الشر مهما كانت قوية ومهما كان لها أذرع وأيدي كثيرة، فإن إرادة الخير تبقى اقوى».
وأضاف: «بلحمتنا وتعايشنا ومحبتنا وبتلاقينا، نستطيع أن نحفظ وجودنا ونحفظ هذا الوطن، ونحفظ أرضنا الغالية التي حرّرت من أكبر قوة في هذا العالم، ولا أعتقد ان قوة أولئك الذين يريدون أن يعبثوا اليوم بأمن لبنان أكبر من قوة إسرائيل التي احتلت أرضنا لعشرين سنة».
وتابع: «نحن جميعاً نتألم لما يتعرض له جيشنا اللبناني، وندعو الجميع إلى الوقوف خلفه، ليس بالشعارات فقط فهو لا يحتاجها، بل يحتاج إلى وقفة جدّية وإلى امكانات، أن نتكلم لغة واحدة، لغة ظاهرة وباطنة وبالمعنى ذاته، أن نقدم له ما يحتاجه، وأن نقف خلف جنوده، وجراحه ومع شهدائه، ومع كل جندي في هذا الوطن، لأن هذا الجيش يدافع عن لبنان، عن كل قرية، وكل بلدة وعن كل إنسان، كي نبقى وكي نعيش بحرّية ورخاء واستقرار في هذا البلد».
ثم ألقى الفنان منير بدوي كلمة بِاسم الحركة الثقافية في لبنان قال فيها: «نعرفك يا عيشية منذ عرفنا منير كسرواني الشاب الحالم لمستقبل زاهر وضيعة متألقة، ابن البيطار أسعد كرواني الذي تأبط هواءك وامتشق عطرك وسقط الى المدينة فناناً ممثلاً أبى إلا أن يسكن المشهد الفني اللبناني فلاحاً مستلاً محراثه وصارخاً في برّية الوطن على عنزاته وغنماته، تتقدمه ابتسامة قروية بيضاء تعبيراً عن قلب معطاء».
وتابع: «بِاسم الحركة الثقافية، نهنّئ منير كسرواني علة هذا الجهد الجميل، وندعوا إلى تعميم ثقافة المتاحف، في كل بقعة لبنانية حتى لا تتكسر في الاجيال رغبة الابداع فيهم، ويختفي التراث فتنهزم الرؤى ونمشي سريعاً نحو النهاية».
وألقى الشاعر علي قانصو قصيدة من وحي المناسبة. ثم كانت كلمة للفنان منير كسرواني عبّر فيها عن الفرح والسرور بأن صارت العيشية ملتقى تراثياً وفنياً، فيها متحف من رائحة الاجداد وعرقهم وتعبهم وحزنهم وفرحهم، وبأن افتتاح متحف في الجنوب، وفي العيشية خير دليل على استتباب الامن والاستقرار في الاماكن التي تحضر فيها المقاومة البطلة والجيش اللبناني. لافتاً إلى أنّ متحفه يضم اكثر من 300 قطعة أثرية منها 100 قطعة غير معروضة.
بعدئذٍ، انتقل الحضور إلى المتحف، حيث قصّ قبلان وكسرواني الشريط التقليدي لافتتاحه وكانت جولة في أرجائه.