«رائحة الروح»… بانوراما اجتماعية تعرّي طبقات المجتمع
دمشق ـ آمنة ملحم
ما بين الطبقات الاجتماعية فارهة الغنى، وشبه المسحوقة اجتماعياً، مروراً بالطبقات الوسطى، تتنقل حكايات مسلسل «رائحة الروح» للكاتب أيهم عرسان والمخرجة سهير سرميني الذي يعرض على الشاشات في الموسم الرمضاني الحالي.
بانوراما اجتماعية يستعرضها العمل منذ حلقته الأولى عاكساً الندوب التي يتركها الفقر المدقع في قلوب ناسه لدرجة عدم قبول الابن لأبيه الذي يعمل عامل نظافة، والفراغ الذي يعيشه الشاب شديد الترف والغنى، فنراه بنماذج عدّة، مرّة يهرب للسهرات الليلية، وأخرى يعشق امرأة متزوجة، وثالثة يجد في العاملة المنزلية مهرباً من لوم النفس على الانجراف وراء حياة الغنى المادي، مع طرح حسّاس لصورة التاجر الثريّ الذي يحرص على صلاته وسبّحته التي لا تفارقه، لتتكشف أقنعته كلها أمام مصلحته التي هي في أعلى سلّم أولوياته.
هي مجموعة حكايات اجتماعية تفترق في الاتجاهات وتلتقي في المجتمع ذاته، تلاحقها كاميرا المخرجة سرميني متنقلة بين الحارات الشعبية شديدة الفقر، وبين طقوس حياتها من جهة، وأرقى الأحياء في المدينة من جهة أخرى، مروراً بطلاب الجامعات، بصورة مقنعة تحترم عين المشاهد وتبعده عن الزيف والمبالغات، حاملة نفحات من السينما القادمة منها سرميني في عدد من المشاهد لا سيّما تلك التي تعطي نظرة عامة للعاصمة دمشق وما حولها.
تُحسب للعمل محاولته الإضاءة على حياة الأسرة والتمسّك بها في مختلف طبقات المجتمع، ويؤخذ عليه العدد الكبير من الشخوص المقدّمة في العمل والتي قد تشكّل مجتمعاً كاملاً على الشاشة إلّا أنّها تشتّت ذهن المشاهد وتبعده عن التركيز بحكاية دون غيرها والتعمّق في تفاصيلها.
العمل إجمالاً كلاسيكي رتيب المشاهد بطيء الريتم، افتقد التشويق في تسلسل حلقاته. إلّا أنه بعيد عن الابتذال أو الطرح الصادم، قدّمته عدسة سرميني، ويمكن توصيفه بخلية تفاصيل اجتماعية قد تبدو صغيرة لكنّ أثرها كبير.
لم يحظَ العمل عموماً بفترة العرض الخامسة مساءً عبر قناة «سوريا دراما» منصفة للنَيل بمتابعة كبيرة عبر الشاشات، إلّا أنّه يحقّق أرقام متابعات عالية عبر السوشيل ميديا، ولعلّ نصيبه من المتابعة يلقاه بعد الموسم الرمضاني بزحمته الدرامية لتكون لخيوطه الكثيفة حظوظ من رضا الجمهور.