ثلاثة أعمال لإبراهيم أصلان تُنشر بعد رحيله
قبل وفاته بقليل أنجز الكاتب المصري الكبير إبراهيم أصلان أعمالاً لم تر النور بعد. يقول ابنه الكاتب هشام أصلان: «كانت لديه رواية نُشرت مسلسلة في «الأهرام» تحت عنوان «صديق قديم»، لكنه لم يبدأ نشرها باعتبارها رواية. كان يكتب مشاهد أسبوعاً بأسبوع. مشاهد أدبية. إذا أنه لم يكن يحب كتابة المقالات الصحافية التقليدية، بل يمكن القول إنه كان يكرهها ولا يبرع فيها، وكان كل همه أن يكتب مقاطع أدبية في جميع الأماكن الصحافية التي نشر فيها، وهذه الأعمال الفنية كانت نواة لبعض أعماله ومنها «خلوة الغلبان». انتهى منها أصلان قبل رحيله بقليل، ولم يتخذ قراراً بنشرها، والمخطوطة موجودة في حوزتي أنا وأخي شادي، وهناك كتاب أيضاً أنجزه عن الثورة عنوانه «انطباعات صغيرة حول حادث كبير»، ولم يكن يقصد أيضاً أن يصدر في كتاب حينما كان ينشر نصوصه في بعض الأماكن منفردة، وكان يكتب انطباعاته عن الحوادث الجارية، ليس من منظور سياسي، بل من منظور إنساني، وبطريقته الأدبية، وما يحضرني على سبيل المثال قصة السيدة البسيطة التي خرجت لتنظف الدبابة».
هناك أيضاً كتاب ثالث عنوانه «تمارين في الابتسام» ولكنه ويا الأسف ضاع منه قبل رحيله. ضاع الفايل من الكمبيوتر، لكن لحسن الحظ أن نصوصه يمكن تجميعها، مع أن ذلك سيكون صعباً وقد لا يحدث مئة في المئة، وهناك اقتراح من الصديق الدكتور محمد بدوي بذلك. «الكتابان الأول والثاني جاهزان للنشر، لكني أتصور أنه لا بد من أن يقوم أحد بمراجعتهما، مثل بدوي، إذ لم تتح الفرصة لإبراهيم أصلان أن يفعل ذلك، مثلما كان يفعل مراراً وتكراراً مع أعماله قبل صدورها، مع كتابة اسم من سيقوم بذلك في تنويه، أو في تصدير للكتاب».
هل رحل أصلان وهو يشعر بأن هناك شيئاً لم يحققه بعد؟ يجيب هشام: «في رأيي الشخصي أنه لم يرحل ونفسه في حاجة، فعلى المستوى الإنساني استطاع أن يؤمن تماماً مستقبل أسرته، وأنهى القلق الذي كان مصاباً به حول هذا الأمر، ولم يكن من الكتاب الذين أُهدر حقهم. هو نفسه لم يكن يشعر بالظلم أو أنه لم يأخذ حقه. توفى وهو في أقصى آيات التحقق التي يمكن لكاتب أن يصل إليها في مجتمعاتنا العربية. ورحيله، رغم الفقد وما خلَّفه من ألم، كان لائقاً تماماً. رحيله يشبهه، كان جالساً على كرسيه الهزاز واضعاً ساقاً فوق الأخرى».