ظريف: على باقي أطراف الاتفاق النووي إعطاء الضمانات اللازمة لإيران

دعت القيادات الإيرانية إلى المشاركة الواسعة في مراسم يوم القدس العالمي الذي تزامن مع الذكرى السنوية لاحتلال الأراضي الفلسطينية بالتوازي مع التوتر القائم، تحت قبة الاتحاد الأوروبي والتخبّط السياسي والاقتصادي عقب انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني، في حين أكدت طهران أنّ بقاءها مرهون بمواقف جدية من الدول الأوروبية تعوّض عن خسائرها من انسحاب واشنطن، ملوّحة بأنها ستعود إلى تطوير برنامجها النووي في تخصيب اليورانيوم.

روحاني

دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني في بيان إلى «المشاركة الشعبية الواسعة في مراسم يوم القدس العالمي».

روحاني قال في بيانه، أمس، «يوم القدس هذا العام يتزامن مع الذكرى السنوية السبعين لاحتلال الأراضي الفلسطينية والاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني وأيضاً مع مضاعفة الظلم والجرائم بحقّ الشعب الفلسطيني وخاصة سكان قطاع غزة».

وأضاف روحاني «أدعو كل الإيرانيين على اختلاف أفكارهم، واعتقاداتهم الى المشاركة الواسعة في مظاهرات يوم القدس من أجل إيصال رسالة إلى الكيان الصهيوني بأنهم لم ينسوا فلسطين وقضية تحرير القدس».

وختم قائلاً «ليس ببعيد ذلك اليوم الذي يعود فيه الفلسطينيون الشرفاء إلى منازلهم ويقيم المسلمون صلاتهم في القدس كقبلتهم الأولى».

ظريف

وفي سياق الاتفاق النووي، قال وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف «إنه إذا تقرّر استمرار الاتفاق النووي، فإن على باقي أطراف الاتفاق إعطاء الضمانات اللازمة لإيران بتعويض كل خسائرها الناجمة عن خروج الولايات المتحدة منه».

وفي رسالة وجّهها إلى نظرائه الأجانب يوضح لهم فيها آخر تطوّرات الاتفاق النووي، اعتبر ظريف «أنّ الولايات المتحدة اتخذت سلوكاً فوضوياً وغير قانوني لتدمير الاتفاق النووي كإنجاز دبلوماسي لافت»، بحسب تعبيره، مضيفاً «من المضحك أن يتهمنا وزير الخارجية الأميركي بإشعال شرارة الحرب في المنطقة، بينما بلده هو الذي يزعزع استقرارها منذ عام 2003».

وشدّد الوزير الإيراني على أنه «يجب عدم السماح للولايات المتحدة باستغلال خروجها من الاتفاق النووي والاستفادة منه».

ولايتي

في العودة إلى فعاليات حفل يوم القدس العالمي، قال مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي «إنّ القدس أكبر من أن تُنسى وهي رمز فلسطين وهي قادرة على توحيد جميع المسلمين».

وأضاف ولايتي في كلمة له ضمن فعاليات حفل يوم القدس العالمي أن «ترامب يحاول عبر صفقة القرن فرض حل مذلّ على العرب والفلسطينيين، وهذه الصفقة هي مشروع غادر لا يمكن لأحد القبول به حتى من المستسلمين».

ولايتي تابع قوله إن «الشعب الفلسطيني لا يزال يحافظ على هويته رغم سنوات المعاناة وهو أكبر من أن يُهمل»، داعياً إلى «التوحّد في الدفاع عن القدس ووضع الخلافات جانباً».

باقري

من جهته، أصدر رئيس الاركان العامة للقوات المسلحة الايرانية اللواء محمد باقري بياناً بمناسبة ذكرى رحيل الإمام الخميني واليوم العالمي للقدس ويوم القدس العالمي، مؤكداً أنّ «المشاركة في مسيرات يوم القدس ستحبط الفتنة الأميركية الصهيونية».

وأكّد اللواء باقري في البيان «أنّ مسيرات اليوم العالمي للقدس لهذا العام تختلف عن مثيلاتها في السنوات الماضية نظراً إلى التطورات والمستجدّات التي شهدتها المنطقة ومنها النقل المخزي للسفارة الأميركية إلى القدس والاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني والمجزرة التي ارتكبها الكيان الصهيوني خلال انطلاق مسيرات يوم العودة في قطاع غزة وقتله الفلسطينيين، بخاصة الأطفال».

ورأى اللواء باقري بأنّ «المشاركة الثورية والعاصفة والشاملة لشتى شرائح المجتمع الإيراني في هذه المسيرات تزامناً مع مسيرات مماثلة لها تنطلق في بقاع أخرى من العالم، من شأنها أن تقرّب موعد انتصار الفلسطينيين المظلومين المقاومين والقضاء على إسرائيل الغاصبة والمحتلة».

يُذكر أنّ الإمام الخميني الراحل كان قد سمّى آخر جمعة من شهر رمضان بـ «يوم القدس العالمي»، داعياً الشعب إلى عرض تضامنه دعماً للشعب الفلسطيني عبر إطلاق مسيرات في هذا اليوم»، واصفاً هذا اليوم بأنه «يوم حياة الإسلام».

الحرس الثوري

كما أكد الحرس الثوري الإيراني في بيان له، بمناسبة يوم القدس العالمي، «أنّ القضية الفلسطينية باتت قضية عالمية وفكر المقاومة والانتفاضة أصبح متجذّراً في نفوس الفلسطينيين»، مشيراً إلى أنّ «مسيرات العودة تؤكد أن فكر المقاومة مترسّخ في أعماق وجود الجيل الفلسطيني الجديد».

واعتبر الحرس الثوري «السكوت على جرائم الكيان الصهيوني بحق المشاركين في مسيرات العودة خيانة عظمى تستحقّ العقاب»، مشدداً على «أنّ صفقة القرن فشلت منذ الآن ولن تؤدي سوى إلى تسريع زوال إسرائيل».

صالحاني

على صعيد الاتفاق النووي الإيراني، أعلنت منظمة الطاقة الذریة الإیرانیة «أنّ منشآت نطنز وسط البلاد جاهزة لبلوغ معدل إنتاج ملیون سو في تخصيب اليورانيوم، وأنّ طهران لن تقبل بأي قيود بعد انقضاء فترة الاتفاق النووي».

وقال رئيس منظمة الطاقة الذریة علي أكبر صالحي خلال برنامج حواري تلفزیوني، «البنى التحتية لمنشآت نطنز جاهزة لبلوغ معدل إنتاج ملیون سو وحدة فصل في تخصیب الیورانیوم على المدى البعید .. وفي فترة 10 أشهر فقط، وبتشييد مجموعة من القاعات، یمكن إنتاج 19 ألف سو».

وأعلن صالحي عن «تدشین هیكل معدني أكبر للسیطرة على 60 جهاز طرد مركزي بشكل متزامن في الأسابیع المقبلة في نطنز»، موضحاً أنّ «بناء أجهزة الطرد المركزي علامة على القوة العلمیة والاقتصادیة والسیاسیة والأمنیة واحترام الذات، وتحقیق الاكتفاء الذاتي العلمي».

وبخصوص الوحدتین الثانیة والثالثة لمحطة بوشهر، قال صالحي: «إذا فشل الاتفاق النووي، فإننا لن نواجه مشكلة في بناء هذه المحطات». وتابع صالحي: «نحن نعمل وبشكل جاد على استخراج الیورانیوم، بحیث إنه في السنوات الخمس أو الست المقبلة سیكون لدینا 300 طن من المواد الخام».

وفي ما يخصّ التطورات الأخیرة بشأن الاتفاق النووي، قال صالحي إنه «منذ بدء المفاوضات، ووفقاً للتجارب السابقة وتوقعاتنا بأن المفاوضات قد لا تصل إلى نتیجة، أو أنها تتلاشى بسبب نكث العهد من قبل الأميركیین وغیرهم، بدأنا الاستعدادات اللازمة لإنشاء قاعات المونتاج»، مشدداً على أنه «بعد انتهاء القیود الزمنیة الساریة في الاتفاق النووي، فإن بلاده لن تقبل أي قیود أخرى».

وأضاف صالحي «أنّ الأوروبیین بحاجة دائمة إلى إیران كمصدر للطاقة لأنهم یعرفون أن إیران دولة مستقلة، وأنّ الأمیركیین لا یمكنهم استخدام النفط الإیراني لممارسة الضغط على منافسیهم»، مشيراً إلى أنه «إذا وقع أي أمر طارئ بالنسبة لإیران، فإنّ عواقب أمن المنطقة والأوروبیین ستكون غیر واضحة، وبالتالي فإن الأوروبیین قلقون أیضاً بشأن أمنهم».

خبراء اللجنة المشتركة

في هذا الصّدد، عقد خبراء اللجنة المشتركة للاتفاق النووي «اجتماعاً مشتركاً بحضور وفد إيراني وأعضاء 4+1 أمس، في مبنى الخارجية الإيرانية في طهران».

ويأتي هذا الاجتماع بهدف «البحث في مدى قدرة الدول الأوروبية على الالتزام بالاتفاق النووي الإيراني»، رغم العقوبات الأميركية على طهران.

وهذا هو الاجتماع الأول بعد إعلان طهران عن تعزيز قدراتها على تخصيب اليورانيوم في محطة نطنز النووية وسط البلاد.

وكانت إيران والسداسية الدولية توصلتا في تموز عام 2015 في فيينا إلى اتفاق تاريخي حول تسوية القضية النووية الإيرانية. وتوجّت المفاوضات الصعبة بتبني «خطة العمل الشاملة المشتركة» الخاصة بتطبيق هذا الاتفاق.

وفي 8 أيار الماضي أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي مع إيران، واستئناف العمل بكافة العقوبات التي علقت نتيجة التوصل إلى هذه الصفقة، الأمر الذي استهجنته باقي الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق، وأصرّت على البقاء في الاتفاق النووي الإيراني وتنفيذه بالكامل.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى