الكوش: لو تمّ التنسيق بين التحالف والجيش السوري لكانت الضربات ضدّ «داعش» أكثر فاعلية

حاوره سعد الله الخليل

أكد عضو مجلس الشعب السوري عمّار الكوش «أنّ ما تشهده سورية ليس اقتتالاً بين السوريين، وقد بات واضحاً أنّ العدو في المعركة السورية هو السعودية وتركيا اللتان أدخلتا الإرهابيين إلى سورية منذ اليوم الأول للأحداث».

واستبعد الكوش «أن تكون للضربات الجوية التي ينفذها التحالف الأميركي فعالية على الأرض في ضرب تنظيم «داعش»، «لغياب الرؤية لدى التحالف المتعلقة بمواقع ذلك التنظيم»، معتبراً أنه لو تم التنسيق مع الجيش السوري لكانت الضربات أكثر فاعلية. وأكد «أنّ من هاجموا الجيش وحاربوا الدولة في درعا وحلب لا يمثلون أبناء سورية المخلصين بل قلة من المرتزقة الذين باعوا ضمائرهم للغير»، مشيراً إلى استبسال أبناء عين عرب في الدفاع عن أرضهم ووطنهم سورية.

انقلاب الموازين في الميدان

وفي حديث مشترك لصحيفة «البناء» وقناة «توب نيوز»، رأى الكوش «أنّ الواقع الميداني يؤكد ما ذهبت إليه صحيفة «دايلي بيست» والتي تقول إنّ معارك حلب هي الأهم في تقرير مصير المعارضة المسلحة، حيث يتلقى «الجيش الحر» الهزيمة الحاسمة والتي ستعلن نهايته المأسوية». وقال: «إنّ بداية الحسم لم تبدأ اليوم، بل منذ عام عندما بدأ التنسيق السوري – السوري لتجفيف منابع الإرهاب، وقد عملت وحدات الجيش السوري وكتائب البعث منذ البداية على توجيه ضربات موجعة للمجموعات الإرهابية المسلحة التي حاولت الدخول إلى أطراف حلب فواجهت ردّاً صارماً»، لافتاً إلى أنّ دخول المجموعات الإرهابية حلب عبر تركيا ساهم في تفاقم الوضع في المدينة، لكنّ نهاية هذه المجموعات ستكون في حلب وفي نهر الفرات ».

وحول ما يتم تداوله عن مفاوضات مكثفة للخروج بتسوية شبيهة بتلك التي انتهت في حمص قبل أشهر، أكد الكوش «أنّ التوجه لدى القيادة السورية هو نحو عدم إغلاق الباب أمام من يرغب بالعودة إلى حضن الوطن وتسليم السلاح»، مضيفاً: «انتهينا في حلب من المصالحة ونتجه إلى ما بعد المصالحة إلى المسامحة، وقد عاد الكثير من المسلحين وبات الجميع يعلم أنّ العدو واحد وسنكون في مقدمة الساعين إلى المصالحة الوطنية».

تركيا والسعودية عدوّتان

وعن تأثير التطورات الميدانية في حلب على ملفّ المصالحة، شدّد الكوش على «أنّ ما تشهده سورية ليس اقتتالاً بين السوريين، وقد بات واضحاً أنّ العدو في المعركة السورية هو السعودية وتركيا اللتان أدخلتا الإرهابيين إلى سورية منذ اليوم الأول للأحداث، وقد حاولنا جاهدين تجفيف منابعهم وكشف هذه الحقيقة واليوم باتت تركيا العدو الأول للإسلام والدولة السورية، كونها سمحت لكل جنسيات الأرض بالدخول إلى سورية والتخريب والقتل في حلب وريفه».

وأكد الكوش «أنّ الشارع التركي بات مدركاً الدور التخريبي الذي تقوم به حكومته في سورية ولن تتمكن حكومة العدالة والتنمية من إخفائه، وقد كشفت أحداث حلب هذا الدور»، لافتاً إلى «أنّ ما قامت به تركيا في حلب فتح عيون المواطن التركي على أفعال حكومته وأدرك الشارع السوري أنّ حكومة أردوغان حكومة استعمار تدعم المجموعات المسلحة لأسباب شخصية لديه».

ضربات التحالف غير مجدية

واستبعد الكوش أن تكون للضربات الجوية التي ينفذها التحالف الأميركي فعالية على الأرض في ضرب تنظيم «داعش»، «لغياب الرؤية لدى التحالف المتعلقة بمواقع ذلك التنظيم، وذلك لعدم تنسيقها مع الحكومة السورية التي تمتلك إحداثيات دقيقة»، وقال: «لو نسّق التحالف مع الجيش السوري لكانت فعالية الضربات مجدية في الحدّ من نفوذ داعش، لكنّ من يحارب داعش اليوم هم صانعوها كتركيا والولايات المتحدة».

وحيا الكوش «صمود أبناء مدينة عين عرب الذين أثبتوا وطنيتهم وسوريتهم كما عبّر كل أبناء سورية عن انتمائهم إلى وطنهم الأم سورية في درعا وحمص واللاذقية»، مؤكداً «أنّ من هاجموا الجيش وحاربوا الدولة في درعا وحلب لا يمثلون أبناء سورية المخلصين بل قلة من المرتزقة الذين باعوا ضمائرهم للغير، واليوم نحن نرى كيف يدافع أبناء عين عرب عن أرضهم ولن يخلصها من الإرهاب سواهم بالتعاون مع الجيش السوري».

وأعلن الكوش «أنّ الجيش السوري تمكن من السيطرة على أغلب المناطق في حلب، وهو يتجنّب استهداف بعض المناطق التي يتواجد فيها مسلحون لوجود أطفال ونساء وشيوخ أبرياء، وفي المقابل توسّعت دائرة عمليات الجيش وقوى الأمن الداخلي في شكل ملحوظ في الآونة الأخيرة ».

إصلاحات في وقتها

واعتبر الكوش «أنّ التطورات الأخيرة في حلب هي من الإصلاحات التي قام بها حزب البعث والقيادات الإدارية»، لافتاً إلى «أنّ تعيين الدكتور محمد مروان العلبي محافظاً جديداً سينعكس على الواقع المعيشي في المدينة وبخاصة مع قدوم فصل الشتاء، حيث تعمل الفعاليات الرسمية والأهلية على توفير مادة المازوت والبنزين للمواطنين». كما أشار إلى الدعم الذي تلقاه تلك المواد.

وتابع الكوش: «نحن اليوم في حالة حرب ومن الطبيعي أن ترتفع الأسعار ولو تأمنت بأي طريقة حتى لو ارتفع سعرها، فلا مشكلة وطالما أنّ المادة يتم تأمينها للمواطن فنحن بخير، وأنا أؤكد أنه لو تعرضت الولايات المتحدة لما تتعرض له سورية لما استطاع المواطن الأميركي تأمين الوقود بآلاف الدولارات».

واستعرض الكوش الواقع الخدماتي في حلب والذي «كان جيداً مع بداية الأحداث، ولكن سرعان ما تدهور في شكل كبير»، مؤكداً «أنّ التغيير في المفاصل الإدارية حالة صحية تبعث النشاط في مراكز صناعة القرار». وقال: «لقد لاحظت القيادة تقاعس فريق محافظ حلب السابق خلال الفترة الماضية فتمّ تغييره ونأمل بأن يكون التغيير إيجابياً رغم معرفتنا بأخلاقيات المحافظ الجديد كونه من عائلة سياسية عريقة، ونحن واثقون بأنه سيعمل على تخفيف معاناة حلب وأهلها».

وأبدى الكوش ارتياحاً لتطور مستوى الخدمات في حلب وقال: «مرّت أيام قاسية جداً على حلب، وكانت أحياء كاملة تفتقر إلى رغيف خبز واحد، لكنّ الوضع بات اليوم أكثر انفراجاً»،

لافتاً إلى «أنّ ما دمره الإرهاب من بنى تحتية أثر في شكل كبير على تراجع الخدمات للمواطن والعمل جارٍ في شكل حثيث لإعادة بناء ما تمّ تخريبه، ففي قطاع المياه بدأ حفر الآبار في الأحياء لتلافي النقص في المياه، وتأمين الصهاريج لنقل مياه الشرب لخدمة الأحياء، ونحن اليوم قاب قوسين أو أدنى من حلّ أزمة المياه».

صناعة حلب على السكة الصحيحة

وبالنسبة إلى الواقع الصناعي في حلب، رأى الكوش «أنّ هذا الواقع يمكن وصفه بالجيد جداً بعد المعلومات الواردة من حلب، والتطورات الكبيرة في الواقع الصناعي الذي تحسّن لدرجة 60 إلى 70 في المئة، لا سيما بالنسبة إلى قطاع الصناعات الغذائية والدوائية، نظراً الى التحسن الأمني الذي شهدته المدينة بعد إنجازات الجيش السوري، حيث أنها تخضع بدورها لأولويات عسكرية وفق الخطط الموضوعة والتي ربما تعطي أهمية الى منطقة على حساب منطقة أخرى».

وردّاً على سؤال عن انعكاس ارتفاع أسعار الوقود على عمل الصناعي والمواطن، أجاب: «الأسعار مرتفعة في الأساس بسبب رفع التجار الأسعار خلال الأزمة، أضعاف ما رفعته الدولة في الأماكن الساخنة»، لافتاً إلى «الرقابة الصارمة التي سيمارسها القطاع التمويني ومجلس الشعب عبر لجنة رقابية خاصة على توزيع المحروقات للمواطنين لمحاسبة من يتلاعب بقوت الشعب، وقد تمّ تخصيص 200 300 ليتر مازوت لكل عائلة كدفعة أولى تليها دفعات أخرى وهي كمية مناسبة وبسعر الكلفة».

وعن مبررات الحكومة رفع سعر المحروقات عشية عيد الأضحى، رأى الكوش «أنه لا يمكن تحميل وزير النفط كلّ تبعات الأزمة والقضية ليست في يده، وقد شهدنا تغييرات في المراكز الحساسة في وزارة النفط لتحسين أداء العمل وإعادة النظر في مراكز التوزيع وسيتم منح كل مواطن ما يحتاجه من وقود»، مشدّداً «على ضرورة أن يتبوأ مراكز صنع القرار من هم على اطلاع ولأصحاب تاريخ مشهود به، لا للطامحين إلى المناصب». وقال: «حين يصل إلى قيادة غرفة الصناعة أصحاب الكفاءة فإنّ هذا يحلّ الكثير من المشكلات ويؤدي إلى أداء جيد لقطاع الصناعة التي هي عصب الوطن».

وعما هو مطلوب من الدولة، كحلول إسعافية للواقع الصناعي في حلب، لفت الكوش إلى «تخصيص الحكومة مقاسم في المناطق الآمنة ليقيم الصناعيون منشآتهم عليها بعيداً من الأماكن الساخنة، وهو ما يحلّ الجزء الأكبر من مشاكل الصناعيين ويمنع التلاعب بالأسعار بحجّة صعوبة وصول المواد الأولية»، مشيراً إلى «أنّ مجلس الشعب ما زال يمارس دوره الرقابي على الحكومة وسنّ التشريعات الملائمة».

يُبث هذا الحوار كاملاً الساعة الخامسة من مساء اليوم على قناة توب نيوز تردّد 12034 على نايل سات

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى