دمشق: توغُّل قوات أميركية وتركية في محيط منبج عدوان على وحدة سورية

أكد مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية قوله أمس، إن دمشق تُعرب عن إدانتها الشديدة ورفضها إزاء توغل قوات تركية وأميركية في محيط منبج شمال شرق حلب شمال سورية.

ورأى المصدر الرسمي أن التوغل في محيط منبج يأتي في سياق «العدوان المتواصل على وحدة الأراضي السورية».

كما ذكرت وكالة «سانا» أن التنظيمات الإرهابية المنتشرة بريف درعا الشرقي تستهدف الأحياء السكنية في مدينة السويداء بالقذائف الصاروخية.

وكان المتحدّث باسم البنتاغون يرك باهون قال أول أمس الإثنين إنّ «الولايات المتحدة تسير دوريات بالتنسيق مع الدوريات التركية، لكنها تتم بشكل منفصل قرب منبج كجزء من تنفيذ خريطة الطريق المشتركة بين واشنطن وأنقرة».

وسائل إعلام تركية أفادت من جهتها بدخول القوات العسكرية التركية بلدة منبج في إطار اتفاق مع الولايات المتحدة.

وأكد القائد العام لمجلس منبج العسكري محمد أبو عادل بدء تسيير دوريات عسكرية تركية على طول الخطوط خارج مدينة منبِج، نافياً وجود قوات تركية داخلها أو على أراضيها.

على صعيد آخر، كشفت مصادر على صلة بمحادثات جنيف أمس، أن أجواء سلبية سادت اللقاء الثلاثي الضامن للتسوية في سورية مع المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا.

ووفقاً لمصادر فإن خلافاً تركياً روسياً حصل حول لوائح المرشحين للجنة الدستورية، وأن الجانب الروسي يصرّ على الالتزام بمقررات مؤتمر سوتشي، كما أن أنقرة تريد حصر حصة المعارضة بالهيئة العليا والائتلاف السوري والفصائل المسلّحة المدعومة منها.

وبحسب المصادر، فإن اللقاء انتهى من دون الوصول إلى نتائج، وتمّ الاتفاق على عقد لقاء آخر الشهر المقبل. في حين قال دي ميستورا عقب اللقاء «توصلنا لبعض التفاهم المتبادل».

من جانبه، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، أن الدول الضامنة روسيا وايران وتركيا اتفقت عقب لقائها مع ستيفان دي ميستورا على إجراء مشاورات جديدة في جنيف.

ونقلت وكالة سبوتنيك عن فيرشينين، قوله: «لقد اتفقنا على المجيء مجدداً إلى جنيف» ، دون ذكر أي تفاصيل أخرى.

ولم يبدأ عمل اللجنة حتى اليوم بسبب عدم حصول دي ميستورا على قوائم المرشحين للمشاركة فيها من جميع المجموعات السورية. فقد حصل على القائمتين الضروريتين من ممثلي الدول الضامنة وهي روسيا وإيران وتركيا ومن دمشق. أما المعارضة السورية الموحّدة فلم تنسّق قائمتها حتى اليوم، الأمر الذي لا يسمح لدي ميستورا ببدء العمل الخاص بتشكيل القوام النهائي للجنة المقبلة.

وكانت انطلقت، أول أمس الإثنين، اجتماعات تشاورية مغلقة في جنيف بين دي ميستورا وممثّلين عن روسيا وإيران وتركيا على شكل لقاءات ثنائية مغلقة للبحث في ملفّ لجنة مناقشة الدستور السورية المنبثقة عن مؤتمر الحوار الوطنيّ الذي عُقد في سوتشي.

رئيس منصة موسكو قدري جميل، أكد أنه يجب تذليل ما تبقى من عقبات، معتبراً أن تحديد موعد اجتماع جديد يعني أن الحل ممكن.

وأشار جميل إلى أنه أبلغ الجانبين الروسي والإيراني تمسّكه بتنفيذ مخرجات مؤتمر سوتشي، قائلاً إن تسليم الملف إلى الجانب التركي يعني الدخول في حلقة مفرغة ومعرباً عن معارضته لذلك.

جميل أضاف أنه تم تسليم قائمة بأسماء المرشحين للجنة الدستورية، مشيراً إلى أن الدول الضامنة ستختار عدداً منهم.

ورأى جميل أنّ على المعارضة أن تُغطي أكبر جزء من أطيافها في اللجنة، وذلك لأن النقاش يتناول مستقبل سورية وحل أزمتها، بحسب تعبير جميل.

إلى ذلك، أعلن دبلوماسي روسي رفيع المستوى أن لدى موسكو أسباباً لأن تتوقع تعاون المعارضة المعتدلة السورية مع دمشق في محاربة الإرهابيين جنوب سورية.

وقال المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشأن السوري، ألكسندر لافرينتييف، أمس، إن أعداداً كبيرة من المسلحين، بمن فيهم عناصر تنظيمي «جبهة النصرة» و»داعش» لا يزالون ينشطون في منطقتي وقف التصعيد في جنوب البلاد وفي إدلب.

وذكر بهذا الخصوص أن هناك عصابات مكوّنة من مسلحين ذوي أصول روسية في إدلب، ومحاربتهم ستتواصل، مؤكداً عزم موسكو على منع عودتهم إلى روسيا.

وفي ختام مشاورات أجرتها وفود روسيا وإيران وتركيا مع المبعوث الدولي الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، لم يستبعد الدبلوماسي نشر وحدات من الشرطة العسكرية الروسية في منطقة خفض التصعيد الجنوبية «إذا لزم الأمر»، لكنه أشار إلى أن هذه الوحدات ستؤدي هناك مهمات مساعدة فقط.

وفي تطرّقه إلى موضوع تشكيل اللجنة الدستورية السورية بناء على قرارات مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي ، أشار الدبلوماسي إلى أنه أصبح أمراً بالغ الأهمية مع عودة الأوضاع في الغوطة الشرقية وحمص إلى طبيعتها، قائلاً: «الأوان قد حان لتفعيل الجهود في المسار السياسي التفاوضي»، بحسب قوله.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى