المونديال ضحية الاستعجال!
إبراهيم وزنه
ما بيّنته مباريات الأيام الستّة من المونديال الروسي لجهة تواضع مستوى المنتخبات الأفضل في القارات الخمس، اللهم، باستثناء ما تابعناه في بعض اللقاءات الحماسية التي دارت بين منتخبات تعيش حالة الندّية على طريقة «الديربي»، كالتي جمعت بين اسبانيا والبرتغال، أو تلك التي تحمل في طياتها معالم معركة مصيرية في سياق الانتقال إلى الدور الثاني كالتي جمعت بين المكسيك والمانيا، أو غيرها من المباريات المتباينة الأشواط على صعيد المستوى الفني وجمالية اللعب والأداء، وما أكثرها حتى كتابة هذه السطور.
وفي إطلالة واقعية على ما قدّمته المنتخبات المرشّحة من أداء لا يعكس حجم سمعتها ولا تاريخها الكروي الحافل بالأمجاد، لا بدّ من الإضاءة على الأسباب التي أبعدت تلك المنتخبات عن تقديم اللائق والرائع من الفنيات والفواصل الكروية المعتادة. وفي مقدّمة الذرائع التي لا بدّ من لفت النظر اليها في سياق تخفيف حدّة الانتقاد واللوم تجاهها، تبرز أمامنا معضلة انعدام الانسجام بين تشكيلات المنتخبات، ومردّ ذلك إلى الاستعداد «المسلوق» إذا لم نقل الارتجالي الذي أحاط بمرحلة التحضير. وهنا يجب التنبّه إلى ضرورة إنهاء المواسم الكروية والدوريات الأوروبية تحديداً حيث تلعب غالبية نجوم اللعبة الشعبية في العالم، قبل انطلاق المونديال بشهر ونصف الشهر على أقل تقدير إن لم نقل شهرين، وذلك بغية إفساح المجال أمام المدربين لرفع مستوى التوليف والانسجام بين عناصر تشكيلتهم وخوض جملة من المباريات الودّية، مع الإشارة إلى أن المونديال الحالي انطلق بعد ثلاثة أسابيع على اختتام معظم الدوريات في أوروبا والعالم.
ومن جانب آخر، نلفت إلى أن التغيّر المناخي والغذائي الذي يعيشه معظم اللاعبين في الأسبوع الأول لهم بعيداً عمّا اعتادوه في بلادهم أو حيث يحترفون سينعكس سلباً على أدائهم، ما يعني بأن الأداء الفني لمعظم المنتخبات سيسير في خط تصاعدي، فالتأقلم مع المكان والزمان سيزيد في عطاءات اللاعبين، وهذا ما سنلحظه خلال المباريات المقبلة.
وبالانتقال إلى مبدأ التعاطي مع النتائج بعقلية التدقيق والمراقبة بهدف تأمين الطريق الأسهل للتقدّم بسلاسة على سلّم المونديال نحو الأدوار المقبلة، نشير إلى أن الألمان، أبطال النسخة السابقة، سيدفعون ثمن خسارتهم أمام المكسيك في أولى خطواتهم الكروية في روسيا، لقاءً مرتقباً مع مَن يتربّص بهم لردّ اعتباره، أي المنتخب البرازيلي، وفي حال التقى المنتخبان اللدودان فسنشهد أجمل مباراة في المونديال ولو في مكان بعيد عن الأدوار النهائية.