السبسي: مستعدون للحكم مع الأقرب لنا

هل أصبحت الطريق مفتوحة أمام حركة «نداء تونس» للوصول إلى قمة الرئاسات الثلاث، بعد الفوز الكاسح في الانتخابات البرلمانية؟ سؤال بدأ يطرحه المراقبون لواقع التحولات السياسية في تونس بعد الهزيمة القاسية التي تعرضت لها حركة «النهضة الإسلامية» من قبل علمانيي تونس.

وبحسب أغلب المراقبين فإن حركة «نداء تونس» قادرة على احتكار الرئاسات الثلاث وهي رئاسة الحكومة ورئاسة البرلمان ورئاسة الدولة، خصوصاً أن كل المؤشرات تؤكد قدرة الباجي قائد السبسي على الفوز في السباق الرئاسي في الثالث والعشرين من تشرين الثاني المقبل. وكان رئيس الحركة السبسي لمّح إلى ذلك بقوله إن نجاح الحركة يشير إلى ثقة التونسيين في زعيمها.

وأكد القيادي بحركة «نداء تونس» محسن مرزوق في تصريحات صحافية، أن فوز حزبه في الانتخابات التشريعية يعد مسؤولية وتكليفاً وليس تشريفاً، داعياً إلى تضافر جميع الجهود من أجل إخراج تونس من مرحلتها الحرجة. وقال: «سنفوز أيضاً في الانتخابات الرئاسية… كما انتصرنا في الانتخابات البرلمانية، بفضل وعي التونسيين وقراءاتهم الصحيحة للوضع العام في بلادهم وتوقهم للخروج من الأزمة التي عرفتها تونس خلال الأعوام الثلاثة الماضية».

وأضاف مرزوق الذي ترشحه بعض الأطراف لوزارة الخارجية في الحكومة المقبلة إلى أن «نداء تونس» لن تتعامل بمنطق المحاصصة أو بمنطق الثأر والانتقام وإنما ستعمل مع جميع الأطياف في إطار رؤية سياسية موحدة.

وفي حديثه عن ملامح الحكومة المقبلة، قال مرزوق إن حركته ستقوم بالتشاور مع حلفائها وأصدقائها للتباحث سوية حول شكل الحكومة، وأنها تصب جام تركيزها حالياً على الانتخابات الرئاسية.

السبسي: لا إقصاء لأحد

وفي أول تصريح إعلامي له منذ الإعلان عن النتائج الأولية للانتخابات التشريعية التي أظهرت تقدم حزبه، قال السبسي إن حزبه مستعد للحكم مع الأقرب له، في حين قال رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، إنه لا مجال لإقصاء أحد في تونس بعد اليوم، وإن الحركة حريصة على الوحدة الوطنية». وأضاف السبسي: «نحكم مع الأقرب لنا، والعائلة الديمقراطية من دون أن يذكر أسماء معينة الأقرب لنا، ولكن ينبغي الأخذ في الاعتبار النتائج».

ونقلت وكالة الأناضول عن السبسي تصريحاته لقناة الحوار التونسي الخاصة مساء أول من أمس الاثنين التي بيّن فيها أنه توقع الانتصار في الانتخابات، لافتاً إلى أنهم «يتجاوبون مع وجدان التونسيين أكثر من غيرهم». كما بيّن السبسي أن «نجاحهم في الانتخابات التشريعية له تأثير في الانتخابات الرئاسية».

وجاءت تصريحات السبسي بينما قال الأمين العام لحركة «نداء تونس» الطيب البكوش إن حركته لن تنفرد بالحكم مهما كانت النتائج.

تجارب وتشارك

وقال البكوش إن «نداء تونس» حتى لو حصلت على الغالبية المطلقة، «فلن نحكم وحدنا وإنما سنشرك معنا الآخرين في الساحة السياسية، وذلك من منطلق مبدئي واعتباراً بتجارب سابقة». وأضاف أن الحكومة لن تكون حزبية «بل سنشرك الكثير من الأطراف، أما مَن هذه الأطراف فستكون بعد ظهور النتائج النهائية».

وأضاف إن موضوع تشكيل الحكومة سيكون موضع تشاور بين جميع الأطراف السياسية ومنظمات المجتمع المدني «لأن الحوار الوطني برعاية المجتمع المدني هو الذي قاد إلى هذه النتيجة التي حصلنا عليها، وهو إجراء الانتخابات في ظروف نعتبرها إجمالاً طيبة».

وفي إجابة على سؤال هل ستتحالف حركته مع حركة النهضة قال إن الباب مفتوح أمام الجميع من دون استثناء، مشيراً إلى أن الحركة ظلت تصرح منذ مدة طويلة أن حركة النهضة جزء من المشهد السياسي لا يمكن إقصاؤه.

وشدد البكوش على أنه لا مجال لعودة الحزب الواحد «فهذا أمر ذهب من غير رجعة لأننا في وضع جديد في ظل وجود أحزاب ومجتمع مدني لا يمكن أن يقبل بذلك».

مستقبل تونس

في سياق متصل قال راشد الغنوشي خلال مؤتمر شعبي أمام مقر حركة النهضة بالعاصمة تونس مساء أول من أمس إن «المستقبل في تونس اليوم للحرية وللإسلام والوحدة الوطنية ورفض العنف والإقصاء والإرهاب» بحسب تعبيره.

وأضاف الغنوشي في مهرجان خطابي حاشد لأنصاره أمام مقر الحركة في العاصمة تونس، أن بلاده تعتبر الدولة العربية الوحيدة التي تجرى فيها الانتخابات من دون تدخل مؤسسات الدولة. كما أكد أن النهضة «لن تسمح بعودة أصنام الحزب الواحد والزعيم الأوحد والانتخابات المزيفة والمال الفاسد إلى الأبد».

على الصعيد الدولي، أشاد مراقبو الاتحاد الأوروبي بالانتخابات التشريعية التي أجريت في تونس الأحد الماضي ووصفوها بـ«الشفافة» و«ذات الصدقية».

وقالت رئيسة بعثة مراقبي الاتحاد الأوروبي في مؤتمر صحافي في تونس: «لقد عزّز الشعب التونسي التزامه الديموقراطي بفضل انتخابات ذات صدقية وشفافة مكنت التونسيين من مختلف الانتماءات السياسية من التصويت بحريّة لمجلس تشريعي وفقاً لأول دستور ديموقراطي» في البلاد.

من جهته، هنأ الرئيس باراك أوباما الشعب التونسي لاختياره برلماناً جديداً للبلاد. ووصف في بيان عملية التصويت التي أجريت في تونس بأنها «معلم مهم في عملية التحول السياسي التاريخي لتونس». ووعد بوقوف بلاده «كشريك إلى جانب الحكومة التونسية المقبلة في مجالات إعادة البناء والاقتصاد وحماية أمن تونس وحريتها».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى