ثرثرة حول المونديال
إبراهيم وزنه
ـ اعتاد اللبنانيون على التباهي بأصول أي لاعب مشارك في المونديال، في ما لو كانت جذوره وأصوله لبنانية، ولطالما ركّز المعلقون على كل كرة يلمسها ذاك اللبناني البعيد عن بلاد الأرز. فمنهم تعرّفنا إلى أمين يونس الألماني وبيار عيسى الجنوب أفريقي وميغيل ليون المكسيكي، ويزداد افتخارنا بأن رئيس الفيفا انفاتينيو هو صهر لبنان فزوجته السيدة لينا الأشقر من بلدة الخريبة الشوفية، من دون أن نغفل الإسباني بيكيه زوج المغنية العالمية شاكيرا ذات الجذور اللبنانية… يا جماعة متى سنكون من صلب المونديال ومعادلاته، مشاركين فعليين، وكفانا تشاوفاً بقرعة مَن هجرنا ومَن لم يسأل عنا يوماً؟
ـ في ضوء الارتدادات التي حصلت على جنبات الاقتراع اللبناني للملف الأميركي المشترك لتنظيم مونديال 2026 على حساب الملف العربي الذي تقدّم به المغرب، حصلت جملة من الاجتماعات طالب وزير الشباب والرياضة إثرها عائلة الاتحاد اللبناني لكرة القدم بتحمّل مسؤولياتها، إلى أن صرّح أمين عام الاتحاد موضحاً بأن الاقتراع اللبناني جاء من منطلقات فنية بحتة وليست سياسية!… مَن يصدّق بأن أي أمر أو تصرّف في العالم بات بعيداً عن توجّهات أهل السياسة أو تلبية لرغبات الأقوياء من السياسيين؟ وهنا نسأل، لماذا لم يوافق أي منتخب على لقاء المنتخب الإيراني في مرحلة الاستعداد لخوض المونديال سوى تركيا، ولاحقاًَ تراجعت شركة «نايك» عن تأمين التجهيزات الرياضية للمنتخب الإيراني بناء لرغبة المعتوه ترامب الذي دعا إلى مقاطعة المنتخب الآسيوي، والذي بدوره هدد بكل وقاحة كل من يقترع لمصلحة الملف المغربي بعقوبات اقتصادية ومنع المساعدات عنه. في الواقع باتت السياسة تتحكّم بالتفاصيل كافة، وأي كلام عن تقنيات وفنيات في سياق التبرير غير مقبول، ونقطة عالسطر!
ـ وفي الشق الفنّي للمونديال… من أهم أسباب تراجع مستويات المنتخبات الأوروبية المشاركة في المونديال هو غياب المدربين الكبار المعروفين جداً على الساحة العالمية. وهناك أسماء كثيرة لمعت مع كبريات الأندية المتألقة في الدوريات الأوروبية، منهم غوارديولا وزين الدين زيدان وكونتي ومورينيو وانشيلوتي ويورغن كلوب وسيميوني ودل بوسكي وغيرهم ممن أبعدتهم إغراءات أنديتهم المادية عن الحضور في المونديال مع أي من المنتخبات. ويضاف إلى جملة الأسباب أيضاً، النزعة العصبية عند بعض المدربين الحاليين الذين تعاطوا مع تشكيلاتهم بـمعايير ليست فنية، من دون أن تغفل أيضاً السطوة اللافتة لبعض اللاعبين المشهورين على آراء مدربي المنتخبات، وبناء لتأثيرهم السلبي غالباً ما جعل المدربين يلجأون إلى إبعاد هذا اللاعب أو معاقبة آخر بعدم استدعائه، وكل ذلك يحصل لإرضاء «الكباتن» الكبار، ودائماً على حساب سمعة بلادهم! ومرحبا مونديال.