كتاب مفتوح إلى النازحين السوريين

يكتبها الياس عشي

عمر نكبة فلسطين من عمرنا، بل نحن تجاوزناه ببضع سنوات. كنّا صغاراً. فجأة رأينا أنفسنا خارج ملاعب الطفولة. واكبنا النازحين، عبر ما سمعناه ممّن كانوا حولنا، بعد أن غادروا بيوتهم، وبيّاراتِهم، وكرومهم، وسماءهم، وموتاهم، ومعابدهم، ودروباً مشى عليها السيّد المسيح، وسرى منها الرسول العربيّ الكريم.

سمعنا الكثير ممّا كان يدور في مخيّمات أقيمت على عجل. واليوم، بعد سبعين عاماً، لا أتذكّر ممّا سمعت إلّا مقولة واحدة كان يرددّها النازحون الفلسطينيون، والذين صاروا لاجئين:

«سنعود إلى فلسطين بعد أشهر لقد قطع أصحاب الجلالة والسموّ والفخامة وعداً بذلك! قالوا لنا: اخرجوا.. وسنعيدكم»!

وصدّقوهم وخرجوا!

وصرنا شيوخاً ولم يفِ أحد بوعده. حرموا الفلسطينيين حتّى من حقّهم في هواء نظيف، وبيت لائق، وحديقة لأطفالهم.

أيها النازحون السوريون… كفى متاجرة بكم… عودوا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى