انتشار كثيف للجيش في بعلبك والبقاع الشمالي لتفعيل الخطة الأمنية والقبض على مطلوبين
استمر أمس، تفعيل الخطة الأمنية في بعلبك والبقاع الشمالي، وسط انتشار كثيف للجيش اللبناني امتد إلى الساحات والأحياء.
كما سيّر الجيش دوريات مؤللة في الطرقات الرئيسية وعلى امتداد الطريق الدولية، وفي بلدات عدة، مشدّداً التدابير على الحواجز الثابتة والمتنقلة.
وتوجّهت دورية من مغاوير الجيش إلى منطقة جرد العاقورة بعد دخول مسلحين من آل شريف إليها.
ويعقد رئيس البلدية منصور وهبة مؤتمراً صحافياً الحادية عشرة قبل ظهر اليوم في دار البلدية، يتطرّق خلاله الى ما حصل في الجرد.
من جهته، أكد وزير الداخلية نهاد المشنوق بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا ، أن الجيش اللبناني يقوم بعملية لحفظ الأمن في بعلبك الهرمل ، وعند الضرورة يستعين بالقوى الأمنية الأخرى، وهو يقوم بعملية جدية للحفاظ على أهل بعلبك الهرمل. وأشار إلى أن الخطة ناجحة ومستمرة حتى تحقيق الأمن في المنطقة، وسنصدر قراراً قريباً بوقف عازل الشمس «الفيميه» في منطقة بعلبك الهرمل ما عدا الرسميين والأمنيين.
وتفقّد قائد الجيش بالنيابة اللواء الركن حاتم ملاك ، الوحدات العسكرية المنتشرة في منطقة بعلبك – الهرمل ، حيث جال في مراكزها واطلع على إجراءاتها الميدانية المتّخذة لترسيخ الأمن والاستقرار، ثمَّ اجتمع بقادة الوحدات والعسكريين، مزوّداً إياهم بالتوجيهات اللازمة. وقام مع الضبّاط المسؤولين بجولة في مدينة بعلبك، شملت مناطق: مرجة رأس العين ، حي الشراونة ، محيط القلعة والأسواق.
وأكّد ملاّك أنّ «منطقة بعلبك الهرمل هي كأي منطقة لبنانية تحت سيادة الدولة وسلطة القانون، وأنّ لا خطط أمنية استثنائية فيها بل تفعيل للإجراءات والتدابير المتّخذة، انطلاقاً من أنّ العمل الأمني هو عمل تراكمي يحتاج إلى متابعة واستمرارية لتحقيق النتائج المرجوّة منه».
ولفت إلى أنّ «خصوصية منطقة البقاع وتحديدًا بعلبك الهرمل، لجهة الروابط العشائرية والعائلية، تستدعي في أحيان كثيرة اللجوء إلى التواصل مع المعنيين لإيجاد حلول لبعض الخلافات أو الإشكالات، لكن هذا لا يعني على الإطلاق أنّ هناك تغطية لأي مخالف أو مطلوب»، مشدّداً على «عدم التهاون مع أيّ شخص تسوّل له نفسه العبث بالأمن والاستقرار».
كما توجّه ملاّك إلى أبناء منطقة بعلبك الهرمل، قائلاً «هذه المنطقة العزيزة الّتي ترفد الجيش بخيرة ضباطه وعناصره، ومنهم شهداء رووا بدمائهم أرض الوطن»، داعياً إياهم إلى «الوقوف إلى جانب المؤسسة العسكرية في مهمّتها المقدّسة، مهمّة الشرف والتضحية والوفاء».
وأعلن محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر ، أن «الخطة الأمنية في منطقة بعلبك – الهرمل لا تملك الساعة الصفر، لأنها ليست خطة كلاسيكية تعتمد على الحواجز والدوريات، مع العلم أن هذه الإجراءات تطمئن المواطنين، ولكنها لا تؤدي الى القبض على المطلوبين»، كاشفاً أن الخطة تعتمد على المداهمات التي بدأت وهي ستتصاعد للقبض على المطلوبين الكبار قبل الصغار.
وأبدى خضر «كل الثقة برئيس الجمهورية العماد ميشال عون وقائد الجيش العماد جوزاف عون ، وهو الذي عقد اجتماعاً لمجلس الدفاع الأعلى ما يؤشر إلى الأهمية التي يعطيها الرئيس للموضوع الأمني في بعلبك الهرمل وهو مصرّ بالتوازي على تنفيذ خطة إنمائية للمنطقة لخلق فرص عمل وتنشيط الاقتصاد في المنطقة».
وأكد أن «أهالي بعلبك يطالبون بالخطة الأمنية، لأنهم المتضررون من الفلتان الأمني. وهم عند كل حدث أمني في بعلبك يتوجهون برسالة قاسية الى الدولة، لأنها لا تقوم بواجباتها بحفظ أمنهم،» لافتاً إلى أن «الخارجين عن القانون لا غطاء عليهم من العائلات ولا من العشائر، بل هم مجرمون، والدولة مرحّب بها من قبل الأهالي لتخليصهم من العصابات»، وشدّد على أن « مجلس الأمن الفرعي في بعلبك – الهرمل يتابع الأوضاع ويواكب غرفة العمليات المركزية المولجة تنفيذ الخطة، ولكن المسؤول عن الخطة الأمنية هو فخامة الرئيس وقائد الجيش».
إلى ذلك، نوّه المجلس المركزي في «تجمّع العلماء المسلمين» في بيان اثر اجتماعه الأسبوعي، بـ «تشكيل غرفة العمليات المشتركة في ثكنة الشيخ عبد الله في محافظة بعلبك الهرمل لوضع حد للوضع الأمني المتفلت»، مؤيداً «الخطوات التي ستتخذها لمنع تعكير المجرمين والمهربين صفو الأمن في تلك المناطق التي هي بحق خزّان المقاومة، ويجب العمل لحمايتها لا لتعطيل الحياة المستقرة الآمنة فيها».