روحاني يُطمئن شعبه: لن تواجهوا أي مشكلة وجميع الاحتياجات الأساسية واليومية متوفّرة
انتقد الرئيس الإيراني حسن روحاني قرار نظيره الأميركي دونالد ترامب «الانسحاب من الاتفاق النووي»، مؤكداً أنّ «شعبه لن يرضخ للضغوط الأميركية، وسيدافع عن استقلاله وقيمه الإسلامية».
وقال روحاني، أمس، إنّ «خطوة ترامب في ما يتعلق بالاتفاق النووي مروعة وغير قانونية، وأضرّت بسمعة الولايات المتحدة في العالم»، مشيراً إلى أنّ «انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي كان خيارها الأسوأ بعد عام ونصف من الاتفاق».
وتابع روحاني، «الإيرانيون لن يستسلموا للولايات المتحدة.. وسيدافعون عن استقلالهم وقيمهم الإسلامية».
ولفت روحاني إلى أنّ «العقوبات الأميركية الجديدة جزء من حرب نفسية واقتصادية وسياسية»، مضيفاً أنّ «واشنطن ستدفع ثمناً باهظاً بسبب تصرفاتها».
وقال الرئيس الإيراني «إنّه لم يكن من المقرّر خروج أميركا من الاتفاق النووي، لكنها كانت تعمل من أجل إخراج إيران منه، وأنّ الأخيرة لطالما سعت لجعل الموضوع النووي ملفاً أمنياً».
روحاني قال في كلمة خلال مؤتمر السلطة القضائية الإيرانية «إنّ واشنطن حاولت أن توحي بأنّ إيران لا تلتزم بتعهداتها النووية، لكنها فشلت في إلزام الوكالة الدولية بمزاعمها»، مشيراً إلى أنّ «مجلس الأمن اعترف بأنّ فعاليات إيران النووية هي فعاليات سلمية والتخصيب حق لإيران».
وأضاف «أميركا لن تحقق انتصاراً على الشعب الإيراني. وهي غير قادرة على التغلّب علينا، وقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي غير قانوني وقد أجبرناه على تسديد أغلى الأثمان».
الرئيس الإيراني تابع حديثه «الغرب فرض علينا حظراً ظالماً، ولكن تمكّنا من رفعه وإيران نجحت في استرداد حقها في التجارة العالمية، كما استعدنا حصتنا من سوق النفط العالمية. وهذا نجاح لا يُسعد أميركا وإسرائيل»، لافتاً إلى أنه «كلما حقق الشعب الإيراني انتصارات ونجاحات قام الأعداء بمؤامرة جديدة ضده».
كذلك طمأن الرئيس الإيراني الشعب الإيراني بأنه «لن يواجه أي مشكلة في ما يخصّ توفير احتياجاته الأساسية واليومية»، مؤكداً أنّ «كل السلع الأساسية متوفرة وبوفرة ولا حاجة لنا لاستيرادها».
وشهدت العاصمة طهران يومي الأحد والاثنين احتجاجات على خلفية الغلاء وارتفاع الأسعار وتدهور العملة الإيرانية أمام الدولار، وفي ظل ذلك قرر البرلمان الإيراني إلغاء عطلته الصيفية لبحث تردي الأوضاع الاقتصادية.
وأغلق مئات التجار في طهران أول أمس محالهم احتجاجاً على الهبوط القياسي للتومان أمام الدولار.
وحسب موقع الصرف الأجنبي Bonbast.com، الذي يتابع السوق غير الرسمية، فقد عرض الدولار أمس، بـ 82 ألف ريال، بعد أن كان عند 65 ألف ريال، قبيل إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانسحاب من اتفاق إيران النووي في مطلع أيار.
في السياق نفسه، أكد وزير التعاون والرفاه الإيراني، علي ربيعي، «أنّ المشاكل الاقتصادية الأخيرة ناجمة عن العقوبات الأميركية، لكنها لن تؤثر على المواطن الإيراني».
وشدد الوزير على أنّ «الحكومة الإيرانية تبذل قصارى جهودها للحفاظ على الحياة الاجتماعية والاقتصادية للشعب الإيراني»، مجدداً «التزام الحكومة بتوفير مليون فرصة عمل جديدة عبر الاعتماد على الإنتاج والطاقات الداخلية».
في هذا الإطار، أكد نائب الرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري، أول أمس، «أنّ الحكومة الإيرانية ستتعامل بحزم وقوة مع كل مَن يريد استهداف النظام الاقتصادي في البلاد».
وأضاف جهانغيري «أنّ بعض المفسدين الاقتصاديين يسعون إلى ضرب إيران»، منوّهاً إلى أنّ «الحكومة ستقف بوجههم بشكل جاد».
على صعيد أمني، تمكّن الحرس الثوري الإيراني من إحباط محاولة تسلسل مجموعة إرهابية إلى داخل إيران مساء أول أمس في منطقة ميرجاوه على الحدود الشرقية للبلاد، وقتل ثلاثة من عناصرها وجرح آخرين، في وقتٍ فرّ فيه باقي الإرهابيين إلى داخل الأراضي الباكستانية.
في هذا الصّدد، أعلن الحرس الثوري الإيراني «أنّ الاشتباكات مع المجموعة الإرهابية التكفيرية في ميرجاوه أدّت إلى استشهاد عنصرين من قوات التعبئة وعنصر من الحرس».
فيما كشف مقرّ قدس التابع للقوات البرية في الحرس الثوري الإيراني «أنّ المجموعة الإرهابية التكفيرية كانت تنوي الدخول إلى عمق الأراضي الإيرانية وتنفيذ عمليات أرهابية».
واشنطن تحثّ حلفاءها على خفض واردات النفط من إيران إلى الصفر
قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية أمس، «إنّ الدول المُشترية للنفط من إيران يجب أن تستعد لوقف جميع الواردات منها بدءاً من تشرين الثاني مع إعادة فرض الولايات المتحدة عقوبات على طهران».
ورداً على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة تحثّ حلفاءها على خفض واردات النفط من إيران إلى الصفر بحلول تشرين الثاني، قال المسؤول «نعم».
وأبلغ المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه الصحافيين «سنعزل تدفقات التمويل الإيرانية ونتطلع إلى تسليط الضوء على مجمل السلوك الإيراني الخبيث في المنطقة».
وقال المسؤول «إنّ وفداً أميركياً سيتجه إلى الشرق الأوسط الأسبوع المقبل لتشجيع منتجي النفط الخليجيين على ضمان إمدادات نفط عالمية مع فصل إيران عن السوق في تشرين الثاني».