ماكرون يؤكد حاجة «الأوروبي» لحماية مصالحه التجارية وميركل تحذّر من تهديد مصير الاتحاد!

انعقدت قمة دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل، أمس واليوم في 28 و29 الحالي، وسط تنبؤات بأن تتصدّر مواضيع العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة، وكذلك انسحاب واشنطن من الاتفاق مع إيران، بالإضافة إلى العلاقات مع روسيا والأوضاع المتعلقة بالهجرة، الموضوعات التي سيتم بحثها خلال هذه القمة.

ماكرون

في هذا الصّدد، قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أمس، «إن الاتحاد الأوروبي يجب ألا يخضع لقرارات أحادية الجانب في مجال التجارة»، مضيفاً: «أن القمة المنتظرة للاتحاد الأوروبي يمكن أن تبحث الحاجة لحماية نظام التجارة العالمي والمصالح الأوروبية».

وقال ماكرون للصحافيين، قبيل انعقاد قمة الاتحاد الأوروبي: «سنجري مناقشة حول التجارة من أجل حماية السيادة الاقتصادية لأوروبا، هناك رغبة قوية بعدم الاستسلام لأي قرار، ولكن لحماية المصالح الأوروبية ومبادئ تعددية الأطراف في التجارة العالمية».

ميركل

فيما أعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل من جهتها، «أنّ قضية الهجرة غير الشرعية قد تكون مسألة حياة أو موت بالنسبة للاتحاد الأوروبي، وقد تعرّض تضامنه للخطر».

وقالت ميركل أثناء كلمة لها أمام مجلس النواب الألماني البوندستاغ أمس: «إن أوروبا لديها الكثير من التحديات، إلا أن تلك التي تتعلق بقضية الهجرة قد تكون مسألة حياة أو موت بالنسبة للاتحاد الأوروبي».

وأشارت ميركل إلى أنّ «الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لم تستعد بعد لإيجاز الاتفاق بشأن النظام المشترك للهجرة، ولذلك تنوي ألمانيا تشكيل تحالف الموافقين الذي سيشمل الدول التي ستوحّد جهودها لمكافحة الهجرة غير القانونية».

وحذّرت المستشارة الألمانية من «خطر أن تفقد أوروبا قيمها، إذا اضطرت لاختيار الجانب الأمني والنهج الأحادي في مواجهة قضية اللاجئين».

وقالت ميركل: «إما أن نجد حلاً يسمح بأن يشعر الناس في أفريقيا وغيرها أن قيمنا توجهنا وأننا ندعو إلى التعددية وليس إلى الأحادية، وإما أن لا يعود أحد يؤمن بعد اليوم بقيمنا التي جعلتنا أقوياء».

ودعت المستشارة الألمانية إلى «تجنّب التعامل من دون تنسيق، وإلحاق الضرر بطرف ثالث»، مضيفة أنه «إذا فشلت الدول الـ28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في التوصل إلى اتفاق مشترك ومقبول للجميع، فينبغي إبرام اتفاقات منفصلة مع تحالف الموافقين تسمح بإعادة المهاجرين إلى أول دولة سُجلوا فيها».

وأشارت المستشارة الألمانية إلى أنّ «هؤلاء اللاجئين الذين قرروا الوصول إلى دول الاتحاد الأوروبي، ليس بوسعهم اختيار الدولة التي سيطلبون اللجوء فيها».

وأضافت ميركل «أن تلك الدول التي تعاني من تدفق كبير من المهاجرين مثلاً إيطاليا لا يمكن تركها وحدها في مواجهة هذه المشكلة».

وتعتبر المستشارة الألمانية أن «كافة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي متفقة على أنه ينبغي تقليص تدفق اللاجئين غير الشرعيين إلى أوروبا، وأن الوضع بشأن اللاجئين الآن يختلف تماماً عما كان في العام 2015».

وأضافت ميركل «أن قرارها بشأن السماح للاجئين بدخول ألمانيا عام 2015 كان صائباً»، قائلة: «ذكرنا أننا سنقدم دعماً للنمسا وهنغاريا في الظروف الطارئة، وإذا نظرت إلى الوراء لرأيت أن هذا القرار كان صائباً».

المجلس الأوروبي

من جانبه، دعا المجلس الأوروبي، أمس، الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بـ «التشاور مع حلف الناتو، لمواجهة أنشطة أجهزة استخبارات الدول الأجنبية».

وجاء في مشروع الوثيقة الختامية لقمة الاتحاد الأوروبي، التي بدأت أمس في بروكسل وتستمر اليوم: «يدعو الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لمزيد من التنسيق، وإذا لزم الأمر، على مستوى الاتحاد الأوروبي وبالتشاور مع حلف الناتو، للحدّ من خطر نشاط الاستخبارات المعادية».

من جهة أخرى، يرى رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك، «أنه يجب على الاتحاد الأوروبي الاستعداد للسيناريوهات الأسوأ، بسبب التوتر في العلاقات، دون فقدان الأمل في الأفضل».

وقال توسك في رسالة، وجهها إلى المشاركين في قمة الاتحاد الأوروبي، يومي 28 – 29 حزيران: «لا بد من أخذ السياق الجيوسياسي لنتائج قمة السبع الكبار في كندا بعين الاعتبار. وعلى الرغم من جهودنا الدؤوبة للحفاظ على وحدة الغرب، إلا أن العلاقات عبر الأطلسي تتعرّض لضغوط هائلة بسبب سياسة الرئيس دونالد ترامب. لسوء الحظ، فإن الخلافات تتجاوز التجارة. سأطلعكم على تقييمي السياسي لكيفية سير الأمور».

وأعرب توسك عن أمله بـ «الأفضل»، مشدّداً على «أهمية استعداد الاتحاد لأسوأ السيناريوهات».

الناتو

بدوره أعرب الأمين العام للأمم المتحدة ينس ستولتنبرغ عن قناعته بـ «ولاء سيد البيت الأبيض للحلف».

وقال ستولتنبرغ للصحافيين في بروكسل، أمس، «إنّه مقتنع تماماً بولاء ترامب للناتو»، مضيفاً «أن الرئيس الأميركي أثبت ذلك بالأفعال وليس بالأقوال».

كما تطرّق ستولتنبرغ إلى قمة الناتو المقرّر عقدها في تموز المقبل، مؤكداً أنه «يتوقع منها اتخاذ خطوات ملحوظة بغية تعزيز العلاقات العابرة للمحيط الأطلسي».

كما يتوقع ستولتنبرغ من القمة المقبلة تقديم مزيد من «الدعم القوي» لجورجيا، مؤكداً «اقتناعه بأن القمة ستقرر إطلاق مفاوضات الاندماج مع مقدونيا».

يُذكر أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، كان قد أعلن يوم 8 آذار الماضي عن إمكان انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق الشامل بشأن البرنامج النووي الإيراني، الذي تم التوصل إليه بين «السداسية الدولية» كرعاة دولية روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وإيران في تموز عام 2015.

كما أعلن ترامب استئناف العمل بكافة العقوبات التي تمّ تعليقها نتيجة التوصل إلى هذه الصفقة.

ونتيجة لذلك أصبحت الدول الحليفة للولايات المتحدة، أي فرنسا وألمانيا وبريطانيا، التي أعلنت أنها لا تعتزم الانسحاب من هذه الصفقة، معرضة لمخاطر فرض عقوبات على شركاتها العاملة في إيران، والتي عقدت صفقات اقتصادية مع طهران بمليارات الدولارات، وأعلن شركاء واشنطن الغربيون عزمهم مواصلة الالتزام بشروط الاتفاق مع إيران.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى