رئيس الجمهورية: بدأنا اتخاذ تدابير عملية للتخفيف من وطأة النازحين

شهد قصر بعبدا، سلسلة لقاءات سياسية وثقافية وتربوية، فيما تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مسار تشكيل الحكومة الجديدة والاتصالات الجارية في هذا الصدد.

وفي هذا السياق، استقبل الرئيس عون رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل ونائب رئيس الحزب الوزير السابق سليم الصايغ ومستشار رئيس الحزب الدكتور فؤاد أبو ناضر، وأجرى معهم جولة أفق تناولت التطورات السياسية الراهنة.

بعد اللقاء، تحدّث الجميل إلى الصحافيين، فقال: «كانت جلسة تشاور مطوّلة مع الرئيس عون، تطرقنا فيها بالدرجة الأولى إلى موضوع مرسوم التجنيس الذي يشكّل بالنسبة إلينا هاجساً كبيراً. وأكدنا بأنه يجب على رئيس الجمهورية تصحيح الأخطاء الموجودة في هذا المرسوم، علماً أنه غير المسؤول عنها، ولا يجب بأي شكل من الأشكال بأن يحصل تشكيك بأي صلاحية من صلاحيات رئيس الجمهورية، وهذه مسألة أساسية بالنسبة إلينا، ولهذا السبب تمنينا على الرئيس عون أن يتولّى تصحيح هذه الأخطاء، خصوصاً أن المرسوم يحتوي على شوائب كثيرة والجميع يعلم ما هي».

وأكد الجميل أن الرئيس عون «وعد خيراً، وسينظر شخصياً في هذا الموضوع وسيتّخذ خطوات عملية في هذا المجال».

وقال: «هذا هو الملف الأساسي بالنسبة إلينا، انطلاقاً من حرصنا على أن نعطي المرحلة الحالية فرصة لتكون ناجحة، لأن البلد في خطر على مختلف المستويات. وقد رغبنا، قبل أن نخطو أي خطوة، أن نضع الرئيس في صورة وجو هواجسنا، وأن نؤكد له أن البلد في خطر كبير وإذا لم تتخذ خطوات إصلاحية مهمة، لا سيما على الصعيد الاقتصادي، سيكون هناك خطر على اللبنانيين وعلى مستقبل هذا البلد. ولذلك تتطلّب هذه المرحلة خطوات استثنائية وإنقاذية، وقراراً جدياً بإصلاح حقيقي على الصعيد الاقتصادي، وإلا فلن يتمكن البلد من الاستمرار. فلا يوجد أي مؤشر اقتصادي، او محلل وخبير اقتصادي يؤكد عكس ذلك. وهذا أمر يعتبر خطيراً جداً، وبالتالي، يجب تحقيق إصلاحات، ربما تكون موجعة بالنسبة للطبقة السياسية، ولكن إنقاذية بالنسبة للشعب اللبناني».

وعرض الرئيس عون، بحضور النائب سيمون أبي رميا، الوضع الناشئ بين بلدتي العاقورة واليمونة مع وفد من العاقورة ضم رئيس البلدية المحامي منصور وهبي ونائب رئيس البلدية العميد المتقاعد اسد الهاشم وانطوان جرمانوس. وتم خلال الاجتماع التداول في الخلاف الذي نشأ بين أهالي البلدتين وضرورة معالجته بروح من الأخوة والتعاون وحسن الجوار.

وشدد الرئيس عون على «أن أبناء العاقورة واليمونة هم أخوة، والعمل سيستمر من أجل إزالة أسباب الخلاف الذي نشأ بين الطرفين على نحو يحفظ مصلحة أهالي العاقورة واليمونة والعلاقة التي تجمع بينهما».

واستقبل الرئيس عون السيدة منى الهراوي مع وفد من لجنة إحياء ذكرى الرئيس الياس الهراوي، ضمّ: السفير ريمون روفايل، المهندس محمود عثمان، الإعلامي كميل منسى، والنقيب جوزف رعيدي.

وقد وجّهت هراوي دعوة لرئيس الجمهورية لحضور الاحتفال السنوي الذي يقام يوم الثلاثاء 17 تموز 2018 في دارة الرئيس الراحل في اليرزة لتقديم الجائزة السنوية الثانية عشرة التي تحمل اسم الرئيس الهراوي والتي ستمنح هذه السنة لجمعية «فرح العطاء» تقديراً للدور الاجتماعي والإنمائي والإنساني الذي تقوم به على مستوى الوطن.

واستقبل الرئيس عون نقيب خبراء المحاسبة المجازين في لبنان سركيس صقر مع وفد من مجلس النقابة المنتخب، أطلع رئيس الجمهورية على برنامج عمل النقابة للمرحلة المقبلة، وهو يتضمن شقاً اجتماعياً وآخر لتنظيم المهنة. كما قدم الوفد مشروعاً لتحديث قانون ضريبة الدخل في لبنان.

وقال صقر: «إن قوانين النقابة وأنظمتها بحاجة للتطوير لتشمل الرعاية الاجتماعية للزملاء وحصانة مهنية للخبراء تكون بإشراف النقابة ولتشجعهم على إبداء رأيهم بكل حرية واستقلالية، بهدف كشف الفساد والهدر والتبليغ عنه. ونقوم بالتعاون مع وزارة المالية من أجل وضع القواعد الخاصة المطلوبة منا للمنتدى الدولي حول الشفافية وتبادل المعلومات لأغراض ضريبية، ما يساعد على تصنيف لبنان ضمن الدول المتعاونة في مجال تبادل المعلومات المتعلقة بالشفافية».

وأضاف: «تطمح النقابة في المساعدة على وضع قانون حديث وعصري لضريبة الدخل في لبنان وإصدار أنظمة محاسبية واحدة للقطاعين العام والخاص، لأن القوانين المالية أصبحت معقدة وغير مفهومة».

وهنأ عون المجلس الجديد، متمنياً له التوفيق. ولفت إلى «أهمية تحديث القوانين على كل الصعد والسعي لمعرفة رأي أصحاب الخبرة في القطاعات كافة حول ذلك، لأن الخبرة أهم من التفكير النظري».

ولفت رئيس الجمهورية إلى خطورة التهرّب الضريبي، معتبراً أن «مثل هذه الممارسات تمسّ بالثقة بكل أجهزة الدولة».

وأشار إلى أن «الأزمة الاقتصادية الراهنة هي عبء ثقيل ورثناه، والتحسن لا يحصل بين ليلة وضحاها». وقال: «هناك مثلاً خسائر كبيرة في مجال التحصيل الضريبي وتواطؤ بعض الموظفين، إضافة إلى تراكم الأزمات، من الأزمة الاقتصادية العالمية إلى الحرب الدائرة من حولنا التي أقفلت طرقنا إلى الدول العربية، إضافة إلى أزمة النازحين، ما أدّى إلى مزيد من التدهور الاقتصادي وقد بدأنا باتخاذ تدابير عملية للتخفيف من وطأة أزمة النازحين».

واستقبل الرئيس عون وفداً من جامعة العائلة المقدسة في البترون، برئاسة الاخت هيلدا شلالا، التي قدمت الى رئيس الجمهورية توصيات المؤتمر الذي عقد في الجامعة تحت عنوان «رقي العقل صوناً للبنان الرسالة» وذلك في إطار فعاليات الذكرى المئوية لإعلان دولة لبنان الكبير وإنهاء مرحلة الانتداب.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى