روحاني يدعو في النمسا إلى الحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني سليماني: مستعدّون لعرقلة صادرات النفط في المنطقة

تزامناً مع زيارة الرئيس الإيراني إبى أوروبا، والتي قالت طهران إنّها تكتسي «أهمية قصوى» على صعيد التعاون مع أوروبا بعد الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي، تمّ توقيف دبلوماسي إيراني معتمَد في فيينا يشتبه في تورّطه في التخطيط للاعتداء.

من جهة أخرى أبدى روحاني ونظيره ألكسندر فان دير بيلن رغبتهما في الحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني.

روحاني

في هذا الشأن، دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس، في فيينا إلى «الحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني» في إطار جولة في أوروبا هيمنت عليها قضية الكشف عن مخطط للهجوم على مجموعة إيرانية معارضة في فرنسا.

وشدّد روحاني مع نظيره ألكسندر فان دير بيلن على «رغبتهما في الحفاظ على الاتفاق الذي تمّ توقيعه في فيينا عام 2015 من أجل الحؤول دون حيازة إيران للسلاح النووي لقاء رفع العقوبات التي كانت تخنق اقتصادها».

وصرّح روحاني «سنظل في الاتفاق طالما ذلك ممكن لإيران ولن نتخلى عنه، شرط أن نتمكّن أيضاً من الإفادة منه»، مضيفاً أن «إيران ستبقى في الاتفاق إذا قدّمت الدول الموقعة الأخرى باستثناء الولايات المتحدة ضمانات لمصالحها».

وشدّد روحاني على أن «نحن بحاجة إلى توازن بين واجباتنا وفرضية القيود… ونأمل باتخاذ خطوات حاسمة في ما يتعلق بالتجارة والاقتصاد»، في ما يشكل رسالة مباشرة إلى الدول الخمس الأخرى الموقعة على الاتفاق النووي الصين وفرنسا والمملكة المتحدة وروسيا وألمانيا التي من المفترض أن يعقد وزراء خارجيتها اجتماعاً غداً في فيينا للمرة الأولى منذ إعلان ترامب الانسحاب من الاتفاق.

وكان روحاني أجرى محادثات ثنائية في سويسرا قبل وصوله إلى النمسا.

من جهة أخرى، هدّد روحاني خلال استقباله الجالية الإيرانية المقيمة في سويسرا بـ «منع عبور شحنات النفط من الدول المجاورة، في حال مضت واشنطن قدماً في خططها لإجبار جميع الدول على وقف شراء النفط الإيراني».

وقال روحاني: «الأميركيون يزعمون أنّهم يسعون إلى وقف تصدير النفط الإيراني بشكل كامل.. هؤلاء لا يفهمون ما يقولون فهذا الكلام لا معنى له. وفي حال لم تتمكّن إيران من تصدير نفطها، فإن تصدير النفط سيتوقف في المنطقة كلها. ولو أردتم فعل ذلك فجرّبوا الأمر وستتلقون النتيجة».

بيلين

عبر الرئيس النمساوي، ألكسندر فان دير بيلين، عن «أسفه حيال انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من الاتفاق النووي الإيراني».

وقال بيلين، بعد ظهر أمس، في مؤتمره الصحافي المشترك مع رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، حسن روحاني: «نحن إلي جانب لجنة الاتحاد الأوروبي، ونعتقد بأن فرض عقوبات ثانوية علي إيران، يشكل انتهاكاً لحقوق الإنسان».

وأضاف بيلين: «إنّ فيينا تعرب عن أسفها حيال انسحاب الولايات المتحدة الأميركية، من الاتفاق النووي، وقرارها بفرض عقوبات ثانوية على طهران، الذي سيشمل العقوبات الأولية أيضاً، وسيضر الدول الأخرى بما فيها النمسا».

وأوضح «أنّ الاتفاق النووي لم يكن حلاً لكافة المشاكل، وإنما كان نافذة لمعالجة القضايا الأخرى».

كما شرح رئيس الجمهورية النمساوي محاور مباحثاته مع نظيره الإيراني، قائلاً: «تطرقنا خلال هذه المباحثات إلى مجموعة واسعة من القضايا الثنائية والإقليمية».

وأشار ألكسندر فان دير بيلين، إلى «العلاقات العريقة بين البلدين»، مضيفاً: «أنّ إيران والنمسا تحتفلان هذا العام بالذكرى السنوية الـ 60 بعد المئة لإقامة علاقات سياسية، رغم أنّ تاريخ العلاقات بين البلدين يعود إلى ما لا يقل عن 500 عاماً».

وتابع بالقول: «إننا اليوم نحتفل بالذكرى الـ 60 لتأسيس الرابطة الثقافية النمساوية في طهران، والذكرى الـ 25 لانطلاق الحوار بين الأديان، وأريد أن أؤكد بأنّ علاقاتنا العريقة لا تقتصر على التعاون الإقتصادي والسياسي، بل تشمل أبعاداً أخرى أيضاً».

وأضاف الرئيس النمساوي: «أودّ أن أؤكد في هذا المجال، أنه يعيش الكثير من الرعايا الإيرانيين في النمسا، وأتصور بأنه ليس بغريب عليكم أن حوالي 2000 طبيباً من أصول إيرانية يعملون حالياً في إطار النظام الصحي في النمسا».

وأكد بيلين: «تعمل حالياً المئات من الشركات النمساوية في إيران، وأنّ بلاده والاتحاد الأوروبي يبذلان قصارى جهودهما لاستمرار التعاون الثنائي وترسيخه أكثر فأكثر».

وقبل ساعات فقط على استقبالها روحاني، استدعت فيينا على عجل السفير الإيراني لإبلاغه بأنها ستسحب اعتماد الدبلوماسي الذي أوقف السبت في ألمانيا.

وحذّر المستشار النمساوي سيباستيان كورتز في لقاء صحافي مع روحاني «نحن بحاجة إلى توضيحات كاملة»، مضيفاً «أنّ الرئيس الإيراني أكد له أنه يدعم هذا التحرك».

وانسحبت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق في أيار الماضي ما أثار مخاوف من تعرّض الجهات التي تريد إقامة تبادلات اقتصادية مع طهران لعقوبات أميركية. إلا أن إيران بحاجة الى تحقيق مكاسب اقتصادية من الاتفاق على هيئة استثمارات أجنبية حتى تتمكّن من إنعاش اقتصادها.

سليماني

أشاد قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، بـ «تهديد الرئيس حسن روحاني، بعرقلة صادرات النفط في المنطقة، حال منع مبيعات النفط الإيرانية»، وقال له «أقبّل يديك على هذا».

وبعث الجنرال سليماني، أمس، للرئيس روحاني رسالة قال فيها: «ما نقلته وسائل الإعلام من تصريحاتك بأنه في حال منع إيران من تصدير النفط، فليس هناك ضمان لتصدير النفط من المنطقة برمّتها، وحديثك عن موقف إيران تجاه الكيان الصهيوني، يبعث على الفخر والاعتزاز».

وأكد الجنرال سليماني «أن الحرس الثوري مستعدّ لتطبيق سياسة تعرقل صادرات النفط الإقليمية، حال قيام أميركا بعرقلة صادرات النفط الإيرانية».

وقال قائد فيلق القدس: «هذا هو الدكتور روحاني الذي نعرفه»، بعد تصريحاته الأخيرة حول النفط الإيراني.

وتابع سليماني المعروف بتشدّده: «أقبل يديك روحاني على تلك التصريحات الحكيمة التي جاءت في وقتها، وأنا في خدمتك لتطبيق أي سياسة تخدم الجمهورية الإسلامية».

قضية الدبلوماسي

يصادف الاشتباه بممثل رسمي للحكومة الإيرانية في التخطيط لاعتداء أسوأ وقت بالنسبة إلى طهران والجهات الأخرى الموقعة على الاتفاق.

وأعلنت نيابة بامبرغ في جنوب ألمانيا أن الدبلوماسي المعتمد في فيينا والذي أوقف السبت في ألمانيا يمكن أن يتم ترحيله قريباً إلى بلجيكا، حيث يتم تنسيق التحقيقات حول مخطط الهجوم، بحسب ما أوردت وكالة «دي بي ايه».

وقالت مصادر «إن الدبلوماسي لا يمكنه الإفادة من الحصانة، لإن الجنحة المفترضة ارتكبت خارج الدولة المعتمد فيها».

وقال «المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية» الذي تنضوي ضمنه منظمة مجاهدي خلق الاثنين إن «دبلوماسي نظام الملالي في النمسا أوقف في ألمانيا … ويدعى أسد الله اسدي»، واتهمه بأنه «مدبر» محاولة الاعتداء «والمخطط الرئيسي لها».

ويشتبه في أنه كان على اتصال بموقوفين آخرين هما زوجان بلجيكيان من أصل إيراني أرادا تنفيذ التفجير ضد تجمّع لمجاهدي خلق. وهي حركة معارضة في المنفى تأسست في 1965 وحظرتها السلطات الايرانية في 1981.

وقد أوقفا في بروكسل وبحوزتهما 500 غرام من مادة بيروكسيد الاسيتون تي اي تي بي . وهي متفجرات يدوية الصنع، إلى جانب «جهاز للتفجير».

وشارك حوالي 25 الف شخص في تجمع حركة مجاهدي الشعب، بحضور اثنين من المقربين إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الرئيس السابق لمجلس النواب نيوت غينغريتش ورئيس البلدية السابق لمدينة نيويورك رودي جولياني.

ذكر الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية النمساوية أن أسدي يشغل منصب المستشار الثالث في سفارة إيران لدى فيينا.

وأكدت طهران التي أثارت القضية استياءها، أنها «عملية مزيّفة». وأكد الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الإيرانية أمس، أن الزوجين اللذين أوقفا في بلجيكا ينتميان إلى حركة مجاهدي خلق.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى