الأمين علي قانصو القدوة عن سبق إيمان بقضية تساوي الوجود

معن حمية

بالأمس رحل الأمين علي قانصو، وغادرنا بعد أن غدر به الداء.

وقعُ الصدمة مدوّ، والخسارة كبيرة، فالأمين الراحل كان واحداً من رجالات النهضة الكبار الذين حملوا مشعل النهضة وساروا على درب النضال، فكافحوا وكابدوا في سبيل انتصار القضية.

الأمين علي قانصو قيادي حزبي متميّز في حضوره وأدائه، قبل أن يُنتخب رئيساً للحزب ولأكثر من دورة. وهو سياسي من الطراز الرفيع قبل أن يمثل الحزب وزيراً في أربع حكومات لبنانية. وهو المتفوّق علماً قبل أن يصبح أستاذاً لمادة الأدب العربي. وهو في كلّ المجالس والمواقع والمسؤوليات كان مرناً وحكيماً وشجاعاً.

من الصعب أن نعتاد غيابه، فقد كان حاضراً على الدوام في معترك النضال، متابعاً كلّ شأن يتعلق بالحزب وكلّ شأن عام سياسي.

صائب في آرائه، صلب في مواقفه، رصين في طروحاته، خصوصاً في النقاشات على طاولة مجلس الوزراء، حيث كان دائم الحرص على تثبيت الأولويات الوطنية، لا سيما تشديده على التمسك بعناصر قوة لبنان المتمثلة بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، ودعوته المستمرة للحكومة من أجل التنسيق مع الحكومة السورية بشأن المهجَّرين السوريين، ومطالبته بتوفير الحقوق المدنية والاجتماعية للفلسطينيين، ووقوفه إلى جانب مطالب اللبنانيين المحقة والمشروعة، ودفاعه عن مؤسّسة الضمان الاجتماعي، في ترجمة أمينة وصادقة لخيارات حزبه وتوجهاته.

هو الحاضر دائماً في أصعب الظروف، متابعاً وموجّهاً وصاحب قرار. وإبان حرب تموز 2006 التدميرية التي شنّها العدو الصهيوني على لبنان، كان الأمين علي قانصو رئيساً للحزب، ويومها اتخذ الحزب مجموعة إجراءات، منها إخلاء مراكزه المعرّضة للاستهداف، لكن رغم ذلك، آثر الرئيس علي قانصو أن يعقد في مركز الحزب لقاءات سياسية ويتابع يومياً أوضاعاً ميدانية بوسائط خاصة .

ما سبق ليست الأمثلة الوحيدة التي تضيء على جانب من مسيرة الأمين علي قانصو الحافلة بالنضال، بل هناك أمثلة كثيرة عن قيادته وقدوته، لكن الآن ليس مباحاً التطرّق إليها أو تسمية الأمور بأسمائها.

ما يمكن أن يُقال الآن، إنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي فقد برحيل الأمين علي قانصو قامة قومية كبيرة، جمعت بين رجاحة العقل وصلابة الموقف وإرادة الصمود في الصعاب والمحن.

ما يمكن قوله في وداع أبي واجب إننا سنفتقد قدوة لطالما تحمّلت أعباء النضال عن سبقإيمان بقضية تساوي الوجود.

أبا واجب أيها الأمين الحبيب، ستبقى حياً في نفوسنا، وسنواصل المسيرة، مسيرة النضال والمقاومة لننتصر في معركة المصير والوجود …

أبا واجب اليوم هو لقاء الوداع الأخير، نحمل نعشك. نرفع الأيادي زوايا قائمة لنؤدّي تحية الوداع، تحية سورية قومية اجتماعية لك ولكلّ شهداء ثورة تموز وفي المقدّمة هادينا ومعلمنا وباعث نهضتنا الزعيم أنطون سعاده.

عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى