ترفع مستوى الاعتراض على زيادة عدد المنتخبات
من أبرز السمات في نهائيات كأس العالم روسيا FIFA 2018، بل يمكن القول إنها السمة السلبية الوحيدة أن منتخبات أفريقيا وآسيا وأميركا الشمالية قدّمت مونديالاً باهتاً إلى حد كبير ما جعل التساؤلات تنهال على الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA عن مدى جدوى رفع عدد المنتخبات المشاركة إلى 48 منتخباً، إذ ودّعت من الدور الأول كل منتخبات أفريقيا، وهي مصر متذيّلة المجموعة الأولى والمغرب التي حلّت أخيرة في المجموعة الثانية برصيد نقطة واحدة على الرغم من المستوى المتميز والمردود الفني الرائع الذي قدّمه رجال المدرب الفرنسي هيرفيه رينار، فيما ودّعت نيجيريا المجموعة الثالثة بحلولها في المركز الثالث أمام أيسلندا وكانت قاب قوسين أو أدنى من أن تبصم على مفاجأة مدوية بإخراج الأرجنتين من الدور الأول، تونس بدورها حلّت ثالثة في المجموعة السابعة، وفرّطت السنغال في تأهّل كان بيد لاعبيها، فبعد انطلاقة قوية لأسود التيرانغا بالفوز على بولندا 2-1 ثم تعادلهم مع اليابان 2-2 توقف رصيدهم عند أربع نقاط عقب الخسارة أمام كولومبيا فأصبح بذلك أول منتخب في تاريخ المونديال يُقصى بسبب اللعب النظيف إذ تفوق المنتخب الياباني عليه بحصوله على عدد أقل من البطاقات الصفراء.
وهي المرّة الأولى التي يفشل فيها أي منتخب أفريقي في التأهل إلى الدور الثاني منذ نهائيات إسبانيا عام 1982 عندما ودّع منتخبا الجزائر والكاميرون من الدور الأول، علماً أن منتخب الجزائر من وقتها لازال هو المنتخب الوحيد الذي ودّع الدور الأول رغم تحقيقه انتصارين في دور المجموعات.
أما منتخبات آسيا، فهي الأخرى لم تكن أفضل حالاً إذ خرجت السعودية وأستراليا وكوريا الجنوبية من الدور الأول وأكملت اليابان إلى ثمن النهائي لتخرج على يد بلجيكا بعد أداء مشرّف، كما لم يشفع للمنتخب الكوري فوزه على المانشافت بثنائية نظيفة تاريخية أقصت المنتخب الألماني من الدور الأول لأول مرة منذ مونديال 1938، فعلى الرغم من ذلك استقبلت الجماهير الكورية منتخب بلادها بقذفه بالبيض تعبيراً عن غضبها من الوداع المبكر للشمشون الكوري.
كما أن منتخبات أميركا الشمالية، تراجعت هي الأخرى فبعد أن تأهلت جميع منتخباتها المشاركة في مونديال 2014 إلى ثمن النهائي ثم تواجدت كوستاريكا في ربع النهائي، وجدناها تعجز تماماً عن تحقيق نتائج لافتة في مونديال 2018 فودّع من الدور الأول منتخبا كوستاريكا وبنما التي كانت أسوأ المنتخبات المشاركة في المونديال على الإطلاق، بعد أن تلقت شباكها 11 هدفاً وأحرزت هدفين، ثم خرجت المكسيك من الدور الثاني بخسارتها أمام جارتها البرازيل 2-0 .
كل هذه النتائج الباهتة للفرق حديثة العهد بالمونديال بشكل عام أو صاحبة التاريخ المتواضع تجعلنا نتساءل مجدداً لماذا رفع العدد إلى 48 منتخباً؟! وهل سيؤثر ذلك سلبياً على المردود الفني للنسخ المقبلة بداية من بطولة العام 2026 التي ستستضيفها كل من المكسيك والولايات المتحدة وكندا؟