عشق الصباح

ذكريات لا تُنسى، توقف لحظة وهو يرقب العاصفة يا لجنون الريح .

ممرّ طويل يؤدي إلى حارة ضيقة يربطها بالمدينة شارع موحل، أكوام القمامة تتراكم في كل زاوية أو حفرة أحدثتها الأمطار أو ورشات إصلاح الهاتف والماء والكهرباء؟ بخطواته الرشيقة كان كلّ صباح يقطع الطريق من بيته إلى ورشة إصلاح السيارات وحين يصل إلى الشارع العام يجلس على الرصيف المقابل لبناء حجري ضخم تحيط به من كل الجهات حديقة غناء. يُخرج من كيس النايلون الذي يحمله قطعة كرتون يفرشها تحته على الرصيف… ثم يتناول قطعة القماش المبلّلة بالماء ويبدأ بتنظيف حذائه ويزيل عن أصابع قدميه الوحل العالق فيها، هزّ برأسه متسائلاً متى يتخلّص من هذا الوحل؟! كان المارة يلقون عليه نظرات استغراب مندهشين لوجود هذا الشاب الأنيق الذي يجلس على الرصيف ينظف حذاءه ويحدث نفسه .

بينما هو ينظر إلى البناء الضخم ويحلم بشوارع نظيفة والحي النظيف وحدائق ملأى بالورد والزهور وألعاب الأطفال. ها هو العمر يمضي يا بحر… وهو لم تزل تراوده أحلام اليقطة…

ويسأل نفسه: متى نتخلص من هذا الوحل وكلّ هذا الإهمال؟ .

حسن إبراهيم الناصر

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى