رئيس الجمهورية لأبناء العرقوب: سنسترجع المزارع والتلال

أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن لبنان لن يوفر أيّ جهد لاسترداد مزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلة والجزء اللبناني من بلدة الغجر ولن يتنازل عن حقه في إعادة هذه الأراضي إلى أصحابها، فالأرض لبنانية، وسكانها لبنانيون ولا يمكن اعتبارهم رعايا لبنانيين يتملكون أراضي غير لبنانية لاسيما أن كل معاملاتهم الشخصية وقيودهم مرتبطة بلبنان، وهذا يكفي لإثبات أن الأرض لنا .

وقال خلال استقباله وفد هيئة أبناء العرقوب ومزارع شبعا برئاسة محمد حمدان، إن لبنان يُجري حالياً محاولة لترسيم الحدود البرية، على أن تكون مزارع شبعا وتلال كفرشوبا جزءاً من هذا الترسيم، وبذلك يتمكّن من استرجاع كامل أراضيه، كاشفاً أن هذه العملية هي تحت رعاية الأمم المتحدة وليس في شكل مباشر مع الإسرائيليين، و هذا حق سيادي لبناني لا يمكن لأحد النقاش فيه .

وأوضح أن الوضع الأمني في لبنان ممتاز، وأن جزءاً من النازحين السوريين الذين نزحوا إلى مناطق شبعا بدأ في العودة، ما ينعكس إيجاباً على الوضعين الأمني والاقتصادي فيها .

وكان حمدان تحدّث في بداية اللقاء، مؤكداً أن الهيئة حرصت منذ انطلاقتها على التعاون والتكامل مع الجيش اللبناني الذي يشكل الدرع الحامية للوطن ومؤسسات الدولة كافة وتمسكت برفع العلم اللبناني طيلة فترة الاحتلال الصهيوني وبعد التحرير. وقال: إن مواقف رئيس الجمهورية الوطنية المشرّفة المتمسّكة بحق لبنان بتحرير أرضه في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والغجر والنخيلة وكل أرض لبنانية محتلة من قبل العدو الإسرائيلي وبسط سيادة الدولة على كل التراب الوطني والحفاظ على الثروة الوطنية في مياهنا الإقليمية والدفاع عن حقوق لبنان في المحافل الدولية والعربية والإقليمية هو موضع اعتزاز وتقدير من قبلنا، ومن قبل كل اللبنانيين المخلصين .

وتمنّى حمدان أن تلقى مناطق العرقوب ومزارع شبعا رعاية رئيس الجمهورية الدائمة لـ كون الرئيس عون هو نصير المظلومين، لا سيما أن هذه المناطق تعاني من 3 أعداء: العدو الإسرائيلي، إهمال الدولة اللبنانية والتهميش، وعدم الاحتضان من قبل مؤسسات الدولة .

وسلّمت اللجنة رئيس الجمهورية عدداً من الاقتراحات تضمّنت ضرورة التمسك بالمطالبة بالتعويضات الضرورية الناجمة عن الخسائر الاقتصادية التي لحقت بأبناء هذه المنطقة جراء الاحتلال الصهيوني، كما التمسك بالمحاضر الموقّعة مع سورية عبر اللجان الرسمية العقارية والإدارية بين البلدين وكذلك المراسلات التي أجرتها الحكومة اللبنانية برئاسة الرئيس سليم الحص في العام 2000 قبيل التحرير وبعده حول هذه القضية مع الأمم المتحدة والمنظمات العربية والدولية. كما تمنّى حمدان بأن يلقى تشكيل الهيئة الوطنية لمتابعة شؤون الأراضي اللبنانية المحتلة دعم رئيس الجمهورية.

وعرض عون مع الأمين العام للمدارس الكاثوليكية في لبنان الأب بطرس عازار وممثل مؤسسات دعم التعليم في المدارس الكاثوليكية سمير سركيس، الأوضاع التربوية والظروف التي تمرّ بها المدارس الخاصة في لبنان عموماً والمدارس الكاثوليكية خصوصاً، بعد صدور قانون سلسلة الرتب والرواتب وما نتج عنه من تداعيات.

واستقبل الرئيس عون وفداً ضمّ رئيس الهيئات الاقتصادية اللبنانية محمد شقير، رئيس جمعية المصارف في لبنان الدكتور جوزف طربيه ورئيس اتحاد رجال أعمال المتوسط جاك صراف، الذين عرضوا معه الأوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية في البلاد، ومرحلة ما بعد الإعلان عن الخطة الاقتصادية الوطنية ومسار تشكيل الحكومة الجديدة . وأكد أن معالجة الأوضاع الاقتصادية ستكون من أولى اهتمامات الحكومة الجديدة، خصوصاً بعدما أُنجزت الخطة الاقتصادية الوطنية التي ستنعكس نتائجها على مختلف المسائل الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية، لا سيما أنها تحدّد القطاعات الأكثر إنتاجية . ولفت الرئيس عون إلى أن تحسين البنى التحتية والطرق وغيرها من المشاريع الإنشائية سيساهم في تعزيز النهوض الاقتصادي في البلاد، بالتوازي مع الإصلاحات التي تنوي الحكومة العتيدة تحقيقها، انسجاماً مع توصيات مؤتمر سيدر الذي عُقد في باريس قبل أشهر . وشدّد رئيس الجمهورية على أهمية تعاون الجميع في سبيل مواكبة عمل الدولة، لأن المسؤولية هي جماعية، ولا يمكن أن تكون مسؤولية فرد أو هيئة ، داعياً إلى التعاطي مع الأوضاع الاقتصادية في البلاد بموضوعية وواقعية، والتوقف عن تعميم معطيات سلبية غير حقيقية في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، لأنها معطيات مغلوطة ولا ينفذ من ضررها أحد، بما في ذلك مروّجيها .

وبعد اللقاء، تحدّث شقير، فقال: اطمأنينا من فخامة الرئيس عن الوضع السياسي والأمني في البلاد، وبدورنا طمأناه عن الوضع الاقتصادي والمالي. وإننا متفائلون على الرغم من كل ما يُحكى، ولا زلنا مستمرين بالتفاؤل، كما لا زلنا في انتظار تشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن. وقد طمأننا فخامته أن العمل يتم في سبيل تحقيق هذا التشكيل. وعلينا ألا ننسى التزامات مؤتمر سيدر ومسألة التنقيب عن النفط والغاز التي أصبحت حقيقة، وكلها أمور تفاؤلية. لكننا نريد السرعة في تأليف الحكومة . أضاف: نحن كهيئات اقتصادية، من أول داعمي خطة ماكنزي ، وذلك منذ بدء الكلام عنها. وقد باتت اليوم موجودة ونقوم بدراستها . ورأى أن الأفكار التي تتضمنها جيدة جداً، لكن الأهم يبقى في تطبيقها والتطبيق يحتاج إلى حكومة. لذلك نكرّر الدعوة إلى تشكيلها في أسرع وقت لنتمكن من تطبيق مضمون الخطة ومقررات مؤتمر سيدر ، ونعجّل في تطبيق قانون الأوف شور وكل المشاريع التي سبق وتم إقرارها .

ثم تحدث الدكتور طربيه، فأكد أن الكلام عن توقف بعض المصارف عن الدفع لا أساس له، لا علمي ولا تقني. وليس بمعلوماتنا ولا باطلاعنا أن هناك أي مصرف في لبنان بوضع يشكل خطراً، لا على نفسه ولا على المودعين لديه. وأن مصرف لبنان وجهاز الرقابة لديه، وهو من أقوى الأجهزة الرقابية الموجودة لدى المصارف المركزية وساهر على الأوضاع. ولا توجد مؤشرات تدل على أن هناك أي أزمة من اي نوع كان . وإذ تساءل: على ماذا يستند مَن يطرح الأخبار المقلقة في الإعلام؟ ، قال: ليس هناك أي تقرير لأي جهاز رقابي، ولا أي أمر على أرض الواقع يؤشر لمثل ذلك. إن المصارف اللبنانية هي من أكثر المصارف مرونة وسيولة، والنظام المصرفي برمّته في لبنان متمتع بأعلى قدر من السيولة بالنسبة إلى النظام المصرفي العالمي .

وتحدّث صراف، فقال: إن الفكرة التي نعمل على إنجازها في الهيئات الاقتصادية، تتكامل مع الخطة التي وضعتها مؤسسة ماكنزي ، وتقوم على إنشاء اتحاد المستثمرين اللبنانيين لربط رجال الأعمال اللبنانيين مع رجال الأعمال في الخارج وفي الاغتراب، من اجل دفعهم الى اعادة الاستثمار في لبنان بمشاريع في البنى التحتية، وفق ما أقره مؤتمر سيدر كما في مشاريع أخرى، وضخ اموال من الخارج الى لبنان .

واستقبل عون المجلس البلدي لمدينة بيروت برئاسة جمال عيتاني الذي قدّم لرئيس الجمهورية النسخة الأولى من التقرير الذي أعده حول المشاريع التي خطط لها المجلس بغية تحقيق الرؤية المستقبلية للعاصمة بيروت.

واستقبل الرئيس عون بحضور النائب فريد البستاني رئيس دير مار مارون في مجد المعوش في قضاء الشوف الأب سمير غاوي الذي عرض للأوضاع في منطقة قرى الحرف وعلاقات الأخوة بين أبنائها وضرورة العمل على تفعيل المصالحة في الجبل وتنمية قراه.

ووجه الأب غاوي دعوة للرئيس عون الى المشاركة في القداس الذي سيقام لمناسبة عيد دير مار مارون في 29 تموز الحالي. وشدّد عون خلال اللقاء على حرصه على المصالحة في الجبل وعلى ضرورة تعاون أبناء البلدات والقرى الشوفية لتحقيق المشاريع الإنمائية فيها وتحقيق العودة الكاملة لأبنائها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى