فجر الثامن من تموز
يكتبها الياس عشي
أيُّ فجر ينتظرنا على قارعة «ذلك الليل الطويل» و«هتاف الجراح» اللذين قرأناهما حتى الثمالة، وتهجّينا حروفهما، مرافقين محمد يوسف حمود في عرسه الجنائزي؟
بل أيّ فجر سيحمل الفرحَ وكمال خير بك ما زال على رصيف بيروت مهدور الدم، وما زال يردّد:
اليومَ أرجِعُ والأجراسُ ساهرةٌ
بين المقابر، والأنقاض، والخُرَبِ
أعودُ نحوكمُ من بعدِ ما عبرَتْ
قوافلُ الحزنِ، والآلام، والغضبِ
وبين فجر وآخر يطلّ سعيد تقي الدين بهامته وسطوع جبينه، وإلى يمينه كاهن عرّف سعاده في زنزانته، ومشى معه إلى عمود الموت لينقل، في ما بعد، محاضرته الحادية عشرة التي تروي قصة رجل رفض أن يحني قامته، ورفض أن يقول نعم، فانتهى شهيداً فوق رمال بيروت.